[color=white]
بسم الله الرحمن الرحيم
رائع ذلك الجسد المسجى.. ورائعة تلك الدماء التي تنزف بلا شح أو بخل.. وعطرة تلك الرائحة التي تملأ الأفق وتمتد.. وتمتد لتنتشر في كل الأرجاء.. ونحن وكلماتنا نقف حيارى عاجزين أمام عظمة الدم وأمام شموخ الرجال الذين يتسابقون إلى ربهم الكريم وكلهم أمل في ان يرضى عنهم.. يذهبون ثابتين واثقين مطمئنين.. فلكل هؤلاء التحية والإباء.. ولهم الدعاء بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته وان يسكنهم فسيح جنانه.. اللهم آمين.
ميلاد فارس
كما الكثيرين من أبناء هذا الشعب المعطاء، الذين احتضنتهم أزقة ومخيمات الوطن الفقير، ولد شهيدنا الشيخ الداعية محمد صالح محمد الفقي في مخيم النصيرات بقطاع غزة، بعد ان هُجّرت أسرته من بلدتها الأصلية "السوافير" التي تنتسب إلى عين السوافير، ولها معلم موجود حتى الآن وهو جسر السوافير الواقع على خط القسطينة – القدس.
أتم شهيدنا المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور النصيرات للاجئين، وقد لقّبه أساتذته بالعبقري، لفطنته وذكائه وصفاء ذهنه، ثم التحق بمدرسة ذكور النصيرات الإعدادية، ثم بالفرع العلمي في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية ليحصل منها على شهادة الثانوية العامة، وبعدها التحق بجامعة الأزهر ثم الإسلامية ثم الأقصى، لكنه لم يكمل دراسته في أي منها.
جهاد متواصل
مرت الأسرة بتاريخ جهادي قديم، حيث شاركت في مقاومة الصهاينة ومن قبلهم الانجليز قبل عام 1948م، حيث استشهد أول مجاهد من العائلة وهو موسى الفقي، وليستمر عطاء عائلته حيث نال شرف الشهادة ابن عمه محمد محمود الفقي الذي استشهد عام 1955م، ثم أصيب عمه محمود مصطفى الفقي ليلتحق بركب الشهداء وحاليا انخرط معظم شباب الأسرة في ركب الجهاد والمجاهدين، وقد وهبوا حياتهم لله تعالى، مدافعين عن دينه، مرابطين في ثغور الوطن.
صفاته وأخلاقه
كان شهيدنا أبا صلاح محبا للجميع عطوفا ودائما كان يؤثر على نفسه ويقابل الإساءة بالإحسان ويحترم الصغير ويوقر الكبير وكان يساعد أصدقاءه ودائم الزيارة لهم، ومرافقتهم باستمرار حتى أثمرت علاقته بالجميع علاقة أخوة صادقة.
تميز شهيدنا أبا صلاح بحبه للدعوة وأجاد فن الخطابة، ليزرع في مجتمعه ومحبيه حب فلسطين وثغورها، حيث تميز بأسلوبه الرائع الذي كان يأسر قلوب مستمعيه وتميز بصوته الجميل وهو يرتل أي الذكر الحكيم، ولكنه ومن خلال هذا كله، كان يرنو ببصره إلى هدف أسمى من كل هدف، وكان يمزج بين اسطر كلماته عبارات العشق للحسان والسابقين.
كذلك أجاد فن استخدام الحاسوب وفن التصميم حيث كان دائم التذكر لإخوانه الشهداء من خلال هذا المجال ويذكر أن شهيدنا أبا صلاح -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- قد جهز تصميما خاصا به قبل استشهاده وكان ممن يحب النشيد الإسلامي الهادف ويتأثر بالأناشيد التي تحض على الجهاد والشهادة.
ومضى يشق الدرب
منذ انتماء أبا صلاح للعمل الجهادي والتزامه في مسجد الشهيد فتحي الشقاقي حيث كان يؤم الناس ويعلمهم الخير، وخلال ذلك كان يعلم الأشبال حب الجهاد والاستشهاد، فأُشرب معهم بفكر الشهيد الشقاقي، وغرس في قلوبهم وإياه روح التضحية والعطاء، وبعدما تنقل بين النشاط السياسي والإعلامي والدعوي، ثم العسكري ضمن صفوف مقاتلي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أيقن تمام اليقين أن هذا كله ربما يوصله إلى غايته العظيمة التي لطالما حلم بها وبحث عنها، وهو يفتش بين جنبات الكتب واسطر الكلمات ونذكره قبل استشهاده بيوم واحد، وهو يعتلي منبر مسجد الشهيد خالد
الخطيب في مخيم النصيرات ليخطب الجمعة ثم وقف مقدما لأمسية تأبينية للشهيد المعلم وائل نصار "أبو القرعان" وهو يهتف من أعماق قلبه وكأنه ينادي على إخوانه الشهداء الذين سبقوه.. سالم أبو زبيدة، مراد الطلاع، -من مجاهدي سرايا القدس- وكل من أحبهم. كأنه يهتف بهم أن انتظروا فإني عما قريب لاحق بكم.. فلم يبق متسع في قلبي لانتظر أكثر من هذا.. وكأنه يوجّه الأنظار يومها بكلماته الرائعة إلى حقارة الدنيا وحقارة متاعها الزائل الزائف.
وفي مساء اليوم الأخير قبل استشهاده ذهب مع احد إخوانه ليزور أخيه ورفيق دربه الشهيد مراد الطلاع، وجلس عند حافة القبر يتلو سورة "يس" ويدعو لأخيه وهو يسأل الله أن يلحقه به شهيدا راضيا مرضيا. ومن إرهاصات الشهادة انه لطالما بشر بها إخوانه بها، ونيته أن يزف إلى الحور العين في جنان الله الكريم.
موعد مع الشهادة
في صباح يوم السبت 28 ابريل الموافق 11 ربيع الآخر توجه شهيدنا الفارس بعدما صلى الفجر في المسجد، وكأنه يودع مسجده وإخوانه، خرج في مهمة جهادية شرق مخيم البريج برفقة ثلاثة من إخوانه المجاهدين، استشهد بالإضافة إليه اثنان منهم، فيما تمكن الرابع من العودة الى قواعده بسلام تحرسه عين الله.
وعن تفاصيل العملية أوضح الشهيد الحي للاستقلال أن الشهيد محمد تمكن ورفاقه من قطع أجزاء من السلك الالكتروني الفاصل بين أراضينا المحتلة منذ العام 48م، والمنطقة الشرقية من قطاع غزة، حيث تمكنوا من زرع ثلاث عبوات ناسفة داخل الحدود ومن ثم الانسحاب من المنطقة، في انتظار قدوم الدورية الصهيونية إلى المنطقة.
وتابع المجاهد لمراسلنا انهم انتظروا فترة من الوقت لحين قدوم جيب عسكري صهيوني الى المنطقة، وما ان وصل حتى تم استهدافه بقذيفة ار بي جي ما ادى الى اصابته اصابة مباشرة حيث شوهدت النيران تشتعل في الجيب ما اسفر عن مقتل وجرح من بداخله. وشدد المجاهد على انه شاهد طائرات مروحية صهيونية تهبط في المكان لتقل القتلى والجرحى، في حين حضرت الى المنطقة قوات عسكرية صهيونية لتساند القوة المستهدفة حيث امطرها المجاهدون بمزيد من القنابل والقذائسف والاعيرة النارية ما ادى الى وقوع مزيد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الاحتلالية.
وأضاف المجاهد انه ومع اشتداد الاشتباكات بينهم وبين القوات الاحتلالية اضطر الصهاينة إلى استقدام دبابة مدرعة للمشاركة في صد الهجوم، حيث أطلقت الدبابة قذيفة مدفعية باتجاه المجاهدين ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم في حين نجا الرابع الذي أوضح أن المعركة استمرت زهاء الساعتين.
وأوضح المجاهد أن العدو الصهيوني وعبر إحدى إذاعاته بإصابة اثنين من جنوده بجروح مختلفة.
ذوو الشهيد
وبالرغم من صعوبة الفراق، إلا أن ذوو الشهيد تلقوا نبأ استشهاد ابنهم بمزيد من الصبر والاحتساب عند الله عز وجل حيث قال والد الشهيد إن أبا صلاح كان يبحث دوما عن الشهادة ويسعى الى الفوز بها. اما والدته فقد دعت لنجلها الشهيد بالرحمة والقبول مع الشهداء. فيما عبر إخوانه وأخواته عن سعادتهم بالشرف العظيم الذي حظي به شقيقهم محمد والذي لطالما بحث عنه في ميادين الجهاد والمقاومة.
من وصية الشهيد
أنا العبد الفقير إلى الله محمد صالح الفقي اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق، وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور، أقدم روحي رخيصة في سبيل الله من اجل إعلاء كلمة الله عز وجل، ثم من اجل فلسطين الحبيبة ارض الرباط، ووفاء للدماء الزكية الطاهرة التي ما زالت تعطر ترابنا المقدس واستكمالا على طريق ذات الشوكة التي سلكها إخواننا الذين سبقونا بالإيمان وفازوا بالشهادة وعلى رأسهم الفارسين المجاهدين والحبيبين الغاليين سالم أبو زبيدة ومراد الطلاع.
أمي الحبيبة: نحن الرجال وهم يا أماه أشباه، أماه لا تشعريهم أنهم قتلوا، لا تسمعيهم منك أوّاه، أرضعتني بلبان العز في صغر، لا شيء من سطوة الطاغوت أخشاه، أماه بايعت ربي واعتصمت به، ما كنت اعرف درب الخير لولاه...
إخواني وأصدقائي الأعزاء: لا تحزنوا أيها الغوالي، فما نحن إلا بعض من قوافل الشهداء الممتدة في جرحنا والمستمرة حتى تحرير كامل ترابنا، أتكلم لكم بلسان حال من رحلوا من قبلنا فأقول: دعوا يا أحبابنا النحيب والبكاء، فما تلك إلا شيمة الأطفال والنساء، وما نحن إلا رجال أشداء، ما كان من سمتنا ذرف الدموع وإنما جعلنا لسفك الدماء وزاننا نرى أن عزائم الأمة اليوم قد ارتخت، وأركانها قد خارت، فما بقي للرجال إلا أن يحفظوا شرفهم ولو جعلوه في منيتهم.. فلتكتب ارض فلسطين الطاهرة أنها ضمت بين جنباتها رجالا، وحوت في أحشائها رجالا رحلوا على العهد وحفظوا الوصية وما أعطوا في دينهم الدنية.. كفكفوا دموعكم واحملوا سلاحكم وأكملوا الدرب... أوصيكم بصلاة الفجر وقيام الليل وصيام النوافل ولا تنسوني من دعائكم ولا تقطعوني من الزيارة حتى استأنس بكم.. نلتقي في الجنة.
فهنيئا لك الشهادة أبا صلاح، وأنت تتقدم رغم الأسلاك الشائكة.. هنيئا لك وأنت تتقدم نحو الشهادة.. تفتش عنها في كل مكان.. ما هبت الأعداء وحصونهم.. وما خشيت الموت فكانت بشراك شرف الشهادة.
ميلاد فارس
كما الكثيرين من أبناء هذا الشعب المعطاء، الذين احتضنتهم أزقة ومخيمات الوطن الفقير، ولد شهيدنا الشيخ الداعية محمد صالح محمد الفقي في مخيم النصيرات بقطاع غزة، بعد ان هُجّرت أسرته من بلدتها الأصلية "السوافير" التي تنتسب إلى عين السوافير، ولها معلم موجود حتى الآن وهو جسر السوافير الواقع على خط القسطينة – القدس.
أتم شهيدنا المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور النصيرات للاجئين، وقد لقّبه أساتذته بالعبقري، لفطنته وذكائه وصفاء ذهنه، ثم التحق بمدرسة ذكور النصيرات الإعدادية، ثم بالفرع العلمي في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية ليحصل منها على شهادة الثانوية العامة، وبعدها التحق بجامعة الأزهر ثم الإسلامية ثم الأقصى، لكنه لم يكمل دراسته في أي منها.
جهاد متواصل
مرت الأسرة بتاريخ جهادي قديم، حيث شاركت في مقاومة الصهاينة ومن قبلهم الانجليز قبل عام 1948م، حيث استشهد أول مجاهد من العائلة وهو موسى الفقي، وليستمر عطاء عائلته حيث نال شرف الشهادة ابن عمه محمد محمود الفقي الذي استشهد عام 1955م، ثم أصيب عمه محمود مصطفى الفقي ليلتحق بركب الشهداء وحاليا انخرط معظم شباب الأسرة في ركب الجهاد والمجاهدين، وقد وهبوا حياتهم لله تعالى، مدافعين عن دينه، مرابطين في ثغور الوطن.
صفاته وأخلاقه
كان شهيدنا أبا صلاح محبا للجميع عطوفا ودائما كان يؤثر على نفسه ويقابل الإساءة بالإحسان ويحترم الصغير ويوقر الكبير وكان يساعد أصدقاءه ودائم الزيارة لهم، ومرافقتهم باستمرار حتى أثمرت علاقته بالجميع علاقة أخوة صادقة.
تميز شهيدنا أبا صلاح بحبه للدعوة وأجاد فن الخطابة، ليزرع في مجتمعه ومحبيه حب فلسطين وثغورها، حيث تميز بأسلوبه الرائع الذي كان يأسر قلوب مستمعيه وتميز بصوته الجميل وهو يرتل أي الذكر الحكيم، ولكنه ومن خلال هذا كله، كان يرنو ببصره إلى هدف أسمى من كل هدف، وكان يمزج بين اسطر كلماته عبارات العشق للحسان والسابقين.
كذلك أجاد فن استخدام الحاسوب وفن التصميم حيث كان دائم التذكر لإخوانه الشهداء من خلال هذا المجال ويذكر أن شهيدنا أبا صلاح -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- قد جهز تصميما خاصا به قبل استشهاده وكان ممن يحب النشيد الإسلامي الهادف ويتأثر بالأناشيد التي تحض على الجهاد والشهادة.
ومضى يشق الدرب
منذ انتماء أبا صلاح للعمل الجهادي والتزامه في مسجد الشهيد فتحي الشقاقي حيث كان يؤم الناس ويعلمهم الخير، وخلال ذلك كان يعلم الأشبال حب الجهاد والاستشهاد، فأُشرب معهم بفكر الشهيد الشقاقي، وغرس في قلوبهم وإياه روح التضحية والعطاء، وبعدما تنقل بين النشاط السياسي والإعلامي والدعوي، ثم العسكري ضمن صفوف مقاتلي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أيقن تمام اليقين أن هذا كله ربما يوصله إلى غايته العظيمة التي لطالما حلم بها وبحث عنها، وهو يفتش بين جنبات الكتب واسطر الكلمات ونذكره قبل استشهاده بيوم واحد، وهو يعتلي منبر مسجد الشهيد خالد
الخطيب في مخيم النصيرات ليخطب الجمعة ثم وقف مقدما لأمسية تأبينية للشهيد المعلم وائل نصار "أبو القرعان" وهو يهتف من أعماق قلبه وكأنه ينادي على إخوانه الشهداء الذين سبقوه.. سالم أبو زبيدة، مراد الطلاع، -من مجاهدي سرايا القدس- وكل من أحبهم. كأنه يهتف بهم أن انتظروا فإني عما قريب لاحق بكم.. فلم يبق متسع في قلبي لانتظر أكثر من هذا.. وكأنه يوجّه الأنظار يومها بكلماته الرائعة إلى حقارة الدنيا وحقارة متاعها الزائل الزائف.
وفي مساء اليوم الأخير قبل استشهاده ذهب مع احد إخوانه ليزور أخيه ورفيق دربه الشهيد مراد الطلاع، وجلس عند حافة القبر يتلو سورة "يس" ويدعو لأخيه وهو يسأل الله أن يلحقه به شهيدا راضيا مرضيا. ومن إرهاصات الشهادة انه لطالما بشر بها إخوانه بها، ونيته أن يزف إلى الحور العين في جنان الله الكريم.
موعد مع الشهادة
في صباح يوم السبت 28 ابريل الموافق 11 ربيع الآخر توجه شهيدنا الفارس بعدما صلى الفجر في المسجد، وكأنه يودع مسجده وإخوانه، خرج في مهمة جهادية شرق مخيم البريج برفقة ثلاثة من إخوانه المجاهدين، استشهد بالإضافة إليه اثنان منهم، فيما تمكن الرابع من العودة الى قواعده بسلام تحرسه عين الله.
وعن تفاصيل العملية أوضح الشهيد الحي للاستقلال أن الشهيد محمد تمكن ورفاقه من قطع أجزاء من السلك الالكتروني الفاصل بين أراضينا المحتلة منذ العام 48م، والمنطقة الشرقية من قطاع غزة، حيث تمكنوا من زرع ثلاث عبوات ناسفة داخل الحدود ومن ثم الانسحاب من المنطقة، في انتظار قدوم الدورية الصهيونية إلى المنطقة.
وتابع المجاهد لمراسلنا انهم انتظروا فترة من الوقت لحين قدوم جيب عسكري صهيوني الى المنطقة، وما ان وصل حتى تم استهدافه بقذيفة ار بي جي ما ادى الى اصابته اصابة مباشرة حيث شوهدت النيران تشتعل في الجيب ما اسفر عن مقتل وجرح من بداخله. وشدد المجاهد على انه شاهد طائرات مروحية صهيونية تهبط في المكان لتقل القتلى والجرحى، في حين حضرت الى المنطقة قوات عسكرية صهيونية لتساند القوة المستهدفة حيث امطرها المجاهدون بمزيد من القنابل والقذائسف والاعيرة النارية ما ادى الى وقوع مزيد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الاحتلالية.
وأضاف المجاهد انه ومع اشتداد الاشتباكات بينهم وبين القوات الاحتلالية اضطر الصهاينة إلى استقدام دبابة مدرعة للمشاركة في صد الهجوم، حيث أطلقت الدبابة قذيفة مدفعية باتجاه المجاهدين ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم في حين نجا الرابع الذي أوضح أن المعركة استمرت زهاء الساعتين.
وأوضح المجاهد أن العدو الصهيوني وعبر إحدى إذاعاته بإصابة اثنين من جنوده بجروح مختلفة.
ذوو الشهيد
وبالرغم من صعوبة الفراق، إلا أن ذوو الشهيد تلقوا نبأ استشهاد ابنهم بمزيد من الصبر والاحتساب عند الله عز وجل حيث قال والد الشهيد إن أبا صلاح كان يبحث دوما عن الشهادة ويسعى الى الفوز بها. اما والدته فقد دعت لنجلها الشهيد بالرحمة والقبول مع الشهداء. فيما عبر إخوانه وأخواته عن سعادتهم بالشرف العظيم الذي حظي به شقيقهم محمد والذي لطالما بحث عنه في ميادين الجهاد والمقاومة.
من وصية الشهيد
أنا العبد الفقير إلى الله محمد صالح الفقي اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق، وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور، أقدم روحي رخيصة في سبيل الله من اجل إعلاء كلمة الله عز وجل، ثم من اجل فلسطين الحبيبة ارض الرباط، ووفاء للدماء الزكية الطاهرة التي ما زالت تعطر ترابنا المقدس واستكمالا على طريق ذات الشوكة التي سلكها إخواننا الذين سبقونا بالإيمان وفازوا بالشهادة وعلى رأسهم الفارسين المجاهدين والحبيبين الغاليين سالم أبو زبيدة ومراد الطلاع.
أمي الحبيبة: نحن الرجال وهم يا أماه أشباه، أماه لا تشعريهم أنهم قتلوا، لا تسمعيهم منك أوّاه، أرضعتني بلبان العز في صغر، لا شيء من سطوة الطاغوت أخشاه، أماه بايعت ربي واعتصمت به، ما كنت اعرف درب الخير لولاه...
إخواني وأصدقائي الأعزاء: لا تحزنوا أيها الغوالي، فما نحن إلا بعض من قوافل الشهداء الممتدة في جرحنا والمستمرة حتى تحرير كامل ترابنا، أتكلم لكم بلسان حال من رحلوا من قبلنا فأقول: دعوا يا أحبابنا النحيب والبكاء، فما تلك إلا شيمة الأطفال والنساء، وما نحن إلا رجال أشداء، ما كان من سمتنا ذرف الدموع وإنما جعلنا لسفك الدماء وزاننا نرى أن عزائم الأمة اليوم قد ارتخت، وأركانها قد خارت، فما بقي للرجال إلا أن يحفظوا شرفهم ولو جعلوه في منيتهم.. فلتكتب ارض فلسطين الطاهرة أنها ضمت بين جنباتها رجالا، وحوت في أحشائها رجالا رحلوا على العهد وحفظوا الوصية وما أعطوا في دينهم الدنية.. كفكفوا دموعكم واحملوا سلاحكم وأكملوا الدرب... أوصيكم بصلاة الفجر وقيام الليل وصيام النوافل ولا تنسوني من دعائكم ولا تقطعوني من الزيارة حتى استأنس بكم.. نلتقي في الجنة.
فهنيئا لك الشهادة أبا صلاح، وأنت تتقدم رغم الأسلاك الشائكة.. هنيئا لك وأنت تتقدم نحو الشهادة.. تفتش عنها في كل مكان.. ما هبت الأعداء وحصونهم.. وما خشيت الموت فكانت بشراك شرف الشهادة.
وهاي صورتو رحمه لله
[color:3da3=white:3da3]والله كنت رغم صمتك .. ورغم سكونك .. ورغم وجهك الوضاء و إبتسامتك العريضة
فلقد كنت ثورة في رجل
والله كنت الداعية والإمام والخطيب الفقيه والحافظ لآيات الله
وصاحب الصوت العذب والتفكير الدقيق والله كنت شاعراً وكنت ذو الخط الجميل والتصميم المبدع
فرحمك الله يا أبا صلاح وفي الجنة الملتقى باذن الله
فلقد كنت ثورة في رجل
والله كنت الداعية والإمام والخطيب الفقيه والحافظ لآيات الله
وصاحب الصوت العذب والتفكير الدقيق والله كنت شاعراً وكنت ذو الخط الجميل والتصميم المبدع
فرحمك الله يا أبا صلاح وفي الجنة الملتقى باذن الله