وداعاً بسام العناني
لم أكن اصدق للحظه, أن الأمور ممكن أن تصل إلى هذا الحد,
والى هذه الدرجة من القسوة, في مجتمع تجمعه كل نواحي الأخوة والصداقة,
ولم تصل بنا الأمور إلى هذا الحد كي تصبح العداوة سمة من سمات هذا العصر,
فأين نحن نعيش وإلى أي غابه ننحدر, وكيف وصلنا إلى هذه الدرجة؟؟؟
ولم لا وقد استباحت أجواء حياتنا البغضاء والكراهية,
فدعونا نقول كلمه صدق وحق ولعلها تخترق الآذان المتحجرة,
وتعرف أين الحق وأين الباطل ,وتخشى الله وتؤمن بالثواب والعقاب ,
ومع كل هذا لا أحد معفى من الإجابة, وقد حمل البعض على كاهله الكثير من الآلام والأعباء,
فوقفوا صامدين أمام هجمات العدو الصهيوني, وكانوا يرددون نموت واقفين ولن نركع ونموت
واقفين كالجبال شموخاً ولن تنحني قاماتنا إلا لله وتبقى جباهنا مرفوعة لن تخضع لغاصب
ولا لمحتل, والله ما هنت علينا يا بسام ولا نال منك من قتلوك لان ضمائرهم سوف تعذبهم,
وسوف تظل عقده الذنب تطاردهم طوال حياتهم, وسوف تبقى سيرتك الغراء تفوح منها رائحة المسك,
المشهد عظيم وحزين والمنظر غريب وعندما تدخل النصيرات تندهش لمنظر المعسكر الحزين وقد امتلأ بالكآبة ,
الظلام يسود المكان و الدموع في كل مكان كلها تودع بسام العناني لأنه الشجرة المثمرة
التي رسخت جذورها في عقل كل من عرفوه وأحبوه, فكان يتخلل كل القلوب ويحفر اسمه بداخلها,
وكان مشهداً غريباً ونحن نودعك والآلاف من حولك تهتف بحياتك وروحك الطاهرة
التي ستظل نبراساً ودرساً يتعلمه كل محبي الفتح, نعم ودعناك بالدموع وودعناك بالقبلات,
كان المشهد خير دليل على عمق المحبة, عندما بكى كل من في مسجد السيد قطب
أثناء الصلاة على جثمانك الطاهر, ولم لا وأنت الأسطورة التي عرفتك من خلالها النصيرات,
ولم لا وقد لقنت درساً في النضال والمقاومة للعدو الصهيوني. ولم لا وأنت أخ محمود العناني
الذي استطاع أن يفجر نفسه بالعدو الصهيوني في مستوطنه كفار داروم
حتى تحول جسده الطاهر إلى أشلاء ممزقه تنادى كل قطعه منها باسم فلسطين 0
نعم هكذا تموت الرجال وقوفاً كالجبال لن تركع إلا لله, ولن تخضع لغاصب ولا جبار,
وهكذا كنت شعلة من النشاط وكم كنت حريصاً على الوطن ووحده الوطن, أتذكرك يا بسام يوم الانتخابات وقد كنت الدينامو الذي لا يهدأ وقد استطعت أن تفوز في انتخابات ديمقراطيه,
وتحوز على أعلى الأصوات أمام أبناء النصيرات الذين أحبوك ومن ثم أعطوك أصواتهم ,
كما استطعت أن تنال منصب أمين سر لمنطقة النصيرات, وعضواً لحركية الإقليم,
نعم المجد يركع لك يا بسام, لك منا كل الحب وكل الوفاء ولروحك الطاهرة كل الوفاء,
سيرتك مسك سوف يظل يفوح شذاها في كل مكان,
ولن تنساك النصيرات ولا الوسطى لأنك المكافح والمناضل الذي رفع رؤوسنا عالياً,
ولأنك القائد الحي الذي لن يموت وسيبقى الجميع اوفياء لمبادئك ولدمائك العزيزة الغالية,
وستظل ابن القلعة الصفراء اليانع لونها الملتهب في كل مكان.
نعم وبحسره أتحدث وبقلب دامع اكتب ولم تسعفني الكلمات كثيراً من هول الصدمة ,
بحيث أنني لم استطع أن أصيغ عباراتي, نعم لأنه الحزن الذي تملكني من لحظة الجنازة,
ورؤية إخوته وأبناءه, ولكن كل ما أقوله انك ستبقى حياً في قلوبنا.
نعم رحل العناني الفارس ابن الفتح العملاقة ,ومن يعتقد أن الفتح قد ماتت
فهو واهم لأن هناك الكثير ممن تآمروا على الحركة وحاولوا شق صفوفها وباءوا بالفشل الذر يع,
لأنها تاريخ تغمدت بالدماء الزكية ولأنها ديمومة الثورة عملاقه فلسطين,
نعم رحل عنا بسام وكان شمعة مضيئة أنارت السماء ببطولاتها المتعددة
منذ أن كانت الانتفاضة الأولى والثانية فلم يهدأ ولم يستكين,
ولقد كان وفياً مخلصاً, وكان مطلوباً للعدو الصهيوني
حيث عمل مقاتلاً لدى كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركه فتح, وكم حاول العدو النيل منه فما استطاعوا لأنه كان سريع البديهة, ويحسب خطواته بدقة وحرص, و يعمل بصمت ,
ولا يحب التفاخر, وكانت أسرته من اشد القلقين عليه
وكم تعبت والدته وأدماها المرض خصوصاً بعد استشهاد ابنها محمود العناني
لدرجه أنها فقدت البصر , واليوم تودع النصيرات قائدها العظيم في موكب جنائزي مهيب يجوب أزقه المخيم,
يحمل نعشه الآلاف من أبناء المنطقة الوسطى وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا بسام,
والى جنة الفردوس, وكم كنت تحلم أن تموت في ساحات الوغى ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن,
ولماذا يا بسام وهل لأنك ابن فتح العظيمة ؟؟؟
أم لأنك ابن كتائب شهداء الأقصى ؟؟؟ وهل أصبح الانتماء لفتح تهمه هذا الزمان؟؟؟
الله عليك كم أنت عظيمه يا فتح وكم أنت أم الرجال,
ومن لا يعرف فعليه تقع المسئولية في قراءه التاريخ المعبد بالنور الذي سطع من معركة الكرامة فعيلبون والكثير الكثير,
وكم كنت شهماً قوياً ومناضلاً فذاً, كنت رجلاً ونعم الرجال وكم وقفت صخره في وجه الطغيان ,
ولهذا حقاً علينا يا بسام أن نرثيك ونعطيك حقك في الحديث بما هو فيك ليس للمجاملة
ولكنها الحقيقة, ولهذا ودعناك بالدموع وهتفت لك كل الحناجر لأنك القائد الذي يستحق في زمن تغير فيه كل شيء ,لدرجة أن العداوة أصبحت سمه العصر إلى متى !!!! الله اعلم ولكن لا يسعني إلا أن أقول لك وداعاً وداعاً ورحمك الله وأدخلك فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون 0
حليم
//
//
//
مشكور على هذا الموضوع الاكثر من رائع
الذى نستذكر فيه شهيدا وقائدا لبى نداء الوطن
نحتسبه عند الله شهيدا ولا نزكى على الله احدا
وبارك الله فيك