وأبى المسلمون عقب صلح الحديبية أن يردوا النسوة المهاجرات بدينهن إلى أوليائهن فقد هاجرت إلى رسول الله أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط فى تلك المدة فخرج أخواها حتى قدما على رسول الله يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي بينه وبين قريش فى الحديبية فرفض الرسول ذلك لقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}سورة الممتحنة – الآية 10
2 مشترك
حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كاااااملة ،،، أرجوا التثب
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
أمر المهاجرات بعد الصلح
وأبى المسلمون عقب صلح الحديبية أن يردوا النسوة المهاجرات بدينهن إلى أوليائهن فقد هاجرت إلى رسول الله أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط فى تلك المدة فخرج أخواها حتى قدما على رسول الله يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي بينه وبين قريش فى الحديبية فرفض الرسول ذلك لقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}سورة الممتحنة – الآية 10
وأبى المسلمون عقب صلح الحديبية أن يردوا النسوة المهاجرات بدينهن إلى أوليائهن فقد هاجرت إلى رسول الله أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط فى تلك المدة فخرج أخواها حتى قدما على رسول الله يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي بينه وبين قريش فى الحديبية فرفض الرسول ذلك لقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}سورة الممتحنة – الآية 10
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
آثار صلح الحديبية
لقد دلت الحوادث التى وقعت بعد صلح الحديبية على أن صلح الحديبية كان إنتصارآ بالنسبة للإسلام والمسلمين وأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان ينظر بنور الله وهو يقبل كل شرط من هذه الشروط وقد إستطاع أن يكتشف من خلال كل شرط المكاسب والمغانم التي ستعود على المسلمين ، وأنه لم يكن من حق المسلمين أن يعترضوا أو يدخلهم ريب فيما قام به الرسول لهم ولكن الأمر كما قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه يوماً " ما كان فتح فى الإسلام أعظم من صلح الحديبية ، ولكن الناس قصر رأيهم عما كان بين رسول الله وبين ربه ، والعباد يعجلون والله تعالى لا يعجل لعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد
حقاً لقد تعجل الصحابة وقت الصلح ونظروا إلى الشروط نظرة قاصرة محدودة ولكن الأيام كشفت لهم خطأهم ووضحت لهم المكاسب والمغانم التي تحققت لهم بعد ذلك وها نحن نلقى بعض الأضواء على أهم المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال شروط هذا الصلح
أولا : كان إبرام الصلح في حد ذاته مكسباً للمسلمين فهو إعتراف من قريش بمكانة المسلمين التي أصبحوا عليها وأنهم أهل لأن تبرم معهم معاهدات ، وأن محمدا لم يعد فى نظر قريش مجرد ثائر خارج عن التقاليد والأوضاع وفى هذا إعتراف بالدولة الإسلامية وزعامة الرسول السياسية
ثانيا : بالنسبة للشرط الأول وهو وقف القتال عشر سنوات فإن هذا الشرط قد أتاح للمسلمين هدنة إستراحوا فيها من الحروب التي شغلتهم واستهلكت قواهم وذلك أن الكفار فى الجزيرة العربية كانوا يعتبرون قريشا هى رأس الكفر وحاملة لواء التمرد والتحدي للدين الجديد ، وعندما شاع نبأ تعاهدها مع المسلمين انفرط عقد الكفار فى الجزيرة ووهت الرابطة التي كانت تجمعهم وتؤلبهم على الإسلام ومن ثم خمدت فتن المنافقين الذين يعملون لحساب كفار قريش ويعتمدون على معونتهم ومساعدتهم
كذلك إستطاع الرسول أن يغتنم هذه الهدنة ليقوم بدعوة ملوك العالم كقيصر وكسرى والمقوقس والنجاشى وأمراء العرب إلى الإسلام وتبليغ دين الله إلى كل مكان تمشياً مع عالمية الدعوة ووجوب تبليغها إلى كل مكان من أرض الله
كذلك أتاح هذا الصلح الفرصة للمسلمين والمشركين أن يختلطوا بعهم ببعض فيطلع المشركون عن قرب على حقيقة الإسلام ومحاسنه وكيف أنه جاء لإصلاح الفرد والمجتمع بعد أن كان المشركون يتخذون منه موقفا معاديا عصبية منهم وحمية دون أن يحموا العقل والضمير فجاءت هذه الهدنة لتتيح للكفار جوآ من التأمل الحصيف والتفكير الرشيد ومن ثم لم يمض على هذا الصلح عام كامل حتى دخل فى الإسلام من العرب اكثر من الذين دخلوا فيه خلال خمس عشرة سنة قبله
ولعل هذا أكبر رد على هؤلاء الذين يفترون على الإسلام ويدعون أنه انتشر بالسيف إن الحقيقة هى أن الإسلام انتصر على السيف كما نرى ولا عجب فالإسلام هو دين العقل ودين الإصلاح والخير للإنسانية في دنياها وأخراها
ثالثا : وبالنسبة للشرط الخاص " من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه" فإن هذا الشرط ايضا كان فى مصلحة المسلمين لأنة سد باب التجسس أما قريش التي كان من الممكن أن ترسل نفرآ يتظاهرون بالإسلام ويعيشون فى المدينة ويكونوا بمثابة جواسيس لقريش يدلونها على أحوال المسلمين وينقلون أليها أسرارهم
أما بالنسبة للمسلمين حقاً الذين يرغبون فى الذهاب إلى المدينة فإن ردهم إلى مكة كما إقتضى شرط الصلح قد جعل منهم طائفة قوية فى مكة إزداد عددها مع الأيام وقد رأينا كيف أن أحد هؤلاء الفارين إلى المدينة وهو أبو بصير ( عبته بن أسيد ) الذي رده حسب ما قضى به شرط الصلح قد أفلت فى الطريق وهرب إلى ساحل البحر فى طريق الشام وفى أيام إنضم إليه عدد كبير من هؤلاء المسلمين المضطهدين على رأسهم أبو جندل كونوا فريقاً جعل مهمته التصدي لقريش في رجالها وتجارتها وقد بلغ من خطرهم على قريش أن أرسلت إلى الرسول تسأله أن يلحقهم به فى المدينة وتناشده الله والرحم أن يتنازل عن هذا الشرط الذي وضعه قريش تعسفاً منها وصلفاً وتألم منه المسلمون وقتها إحساساً منهم بأنه دليل على الضعف والهوان والاستسلام {ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
وأما بالنسبة للشرط الثانى من الشرط وهو " من جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه " فإن المصلحة واضحة فى ذلك كل الوضوح فالذي يرتد لا حاجة للمسلمين به بل إن فى وجودة اكبر الضرر
على أنه لم يكن منتظرا بمنطق العقل أن يرتد أحد بعد أن ذاق حلاوة الايمان فإن الواقع كان يؤكد للرسول أن الايمان حين تخاط بشاشته شغاف القلب يجعل الانسان يزداد مع كل يوم ثباتا ويقينا
رابعا : وبالنسبة للشرط الخاص بأن "من أحب ان يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش و عهدهم دخل فيه " فإنه شرط خدم المسلمين أكثر من القرشيين فقد شج القبائل المترددة على الدخول فى الإسلام كما أنه حدد موقف القبائل العربية من المسلمين تحديدا عرفوا منه العدو من الصديق
خامسا : أما بالنسبة للشرط الخاص برجوع المسلمين فى عامهم هذا ومجيئهم فى العام الذي يليه – فإن هذا الشرط قد أظهر قريشا بمظهر المعتدين الذين يصدون الناس عن سبيل الله وعن المسجد الحرام وفى هذا خروج على تقاليد العرب وأعرافهم كما أنه أبان عن وجه الإسلام المشرق فى السماحة والصفح والسلم
لكل هذه المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال " صلح الحديبية ، يقول الامام ابن شهاب الزهري ( ت124 هـ):فما فتح فى الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث ألتقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس بعضهم بعضا والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه ولقد دخل فى تلك السنتين مثل من كان فى الإسلام قبل ذلك أو أكثر
قال ابن هشام :- " والدليل على قول الزهري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خرج إلى الحديبية فى ألف وأربعمائة فى قول جابر بن عبد الله ثم خرج فى عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين فى عشرة آلاف " لكل هذا نزلت سورة الفتح فى طريق عودة المسلمين إلى المدينة وسمى الله هذا الصلح فتحا مبينا
لقد دلت الحوادث التى وقعت بعد صلح الحديبية على أن صلح الحديبية كان إنتصارآ بالنسبة للإسلام والمسلمين وأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان ينظر بنور الله وهو يقبل كل شرط من هذه الشروط وقد إستطاع أن يكتشف من خلال كل شرط المكاسب والمغانم التي ستعود على المسلمين ، وأنه لم يكن من حق المسلمين أن يعترضوا أو يدخلهم ريب فيما قام به الرسول لهم ولكن الأمر كما قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه يوماً " ما كان فتح فى الإسلام أعظم من صلح الحديبية ، ولكن الناس قصر رأيهم عما كان بين رسول الله وبين ربه ، والعباد يعجلون والله تعالى لا يعجل لعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد
حقاً لقد تعجل الصحابة وقت الصلح ونظروا إلى الشروط نظرة قاصرة محدودة ولكن الأيام كشفت لهم خطأهم ووضحت لهم المكاسب والمغانم التي تحققت لهم بعد ذلك وها نحن نلقى بعض الأضواء على أهم المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال شروط هذا الصلح
أولا : كان إبرام الصلح في حد ذاته مكسباً للمسلمين فهو إعتراف من قريش بمكانة المسلمين التي أصبحوا عليها وأنهم أهل لأن تبرم معهم معاهدات ، وأن محمدا لم يعد فى نظر قريش مجرد ثائر خارج عن التقاليد والأوضاع وفى هذا إعتراف بالدولة الإسلامية وزعامة الرسول السياسية
ثانيا : بالنسبة للشرط الأول وهو وقف القتال عشر سنوات فإن هذا الشرط قد أتاح للمسلمين هدنة إستراحوا فيها من الحروب التي شغلتهم واستهلكت قواهم وذلك أن الكفار فى الجزيرة العربية كانوا يعتبرون قريشا هى رأس الكفر وحاملة لواء التمرد والتحدي للدين الجديد ، وعندما شاع نبأ تعاهدها مع المسلمين انفرط عقد الكفار فى الجزيرة ووهت الرابطة التي كانت تجمعهم وتؤلبهم على الإسلام ومن ثم خمدت فتن المنافقين الذين يعملون لحساب كفار قريش ويعتمدون على معونتهم ومساعدتهم
كذلك إستطاع الرسول أن يغتنم هذه الهدنة ليقوم بدعوة ملوك العالم كقيصر وكسرى والمقوقس والنجاشى وأمراء العرب إلى الإسلام وتبليغ دين الله إلى كل مكان تمشياً مع عالمية الدعوة ووجوب تبليغها إلى كل مكان من أرض الله
كذلك أتاح هذا الصلح الفرصة للمسلمين والمشركين أن يختلطوا بعهم ببعض فيطلع المشركون عن قرب على حقيقة الإسلام ومحاسنه وكيف أنه جاء لإصلاح الفرد والمجتمع بعد أن كان المشركون يتخذون منه موقفا معاديا عصبية منهم وحمية دون أن يحموا العقل والضمير فجاءت هذه الهدنة لتتيح للكفار جوآ من التأمل الحصيف والتفكير الرشيد ومن ثم لم يمض على هذا الصلح عام كامل حتى دخل فى الإسلام من العرب اكثر من الذين دخلوا فيه خلال خمس عشرة سنة قبله
ولعل هذا أكبر رد على هؤلاء الذين يفترون على الإسلام ويدعون أنه انتشر بالسيف إن الحقيقة هى أن الإسلام انتصر على السيف كما نرى ولا عجب فالإسلام هو دين العقل ودين الإصلاح والخير للإنسانية في دنياها وأخراها
ثالثا : وبالنسبة للشرط الخاص " من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه" فإن هذا الشرط ايضا كان فى مصلحة المسلمين لأنة سد باب التجسس أما قريش التي كان من الممكن أن ترسل نفرآ يتظاهرون بالإسلام ويعيشون فى المدينة ويكونوا بمثابة جواسيس لقريش يدلونها على أحوال المسلمين وينقلون أليها أسرارهم
أما بالنسبة للمسلمين حقاً الذين يرغبون فى الذهاب إلى المدينة فإن ردهم إلى مكة كما إقتضى شرط الصلح قد جعل منهم طائفة قوية فى مكة إزداد عددها مع الأيام وقد رأينا كيف أن أحد هؤلاء الفارين إلى المدينة وهو أبو بصير ( عبته بن أسيد ) الذي رده حسب ما قضى به شرط الصلح قد أفلت فى الطريق وهرب إلى ساحل البحر فى طريق الشام وفى أيام إنضم إليه عدد كبير من هؤلاء المسلمين المضطهدين على رأسهم أبو جندل كونوا فريقاً جعل مهمته التصدي لقريش في رجالها وتجارتها وقد بلغ من خطرهم على قريش أن أرسلت إلى الرسول تسأله أن يلحقهم به فى المدينة وتناشده الله والرحم أن يتنازل عن هذا الشرط الذي وضعه قريش تعسفاً منها وصلفاً وتألم منه المسلمون وقتها إحساساً منهم بأنه دليل على الضعف والهوان والاستسلام {ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
وأما بالنسبة للشرط الثانى من الشرط وهو " من جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه " فإن المصلحة واضحة فى ذلك كل الوضوح فالذي يرتد لا حاجة للمسلمين به بل إن فى وجودة اكبر الضرر
على أنه لم يكن منتظرا بمنطق العقل أن يرتد أحد بعد أن ذاق حلاوة الايمان فإن الواقع كان يؤكد للرسول أن الايمان حين تخاط بشاشته شغاف القلب يجعل الانسان يزداد مع كل يوم ثباتا ويقينا
رابعا : وبالنسبة للشرط الخاص بأن "من أحب ان يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش و عهدهم دخل فيه " فإنه شرط خدم المسلمين أكثر من القرشيين فقد شج القبائل المترددة على الدخول فى الإسلام كما أنه حدد موقف القبائل العربية من المسلمين تحديدا عرفوا منه العدو من الصديق
خامسا : أما بالنسبة للشرط الخاص برجوع المسلمين فى عامهم هذا ومجيئهم فى العام الذي يليه – فإن هذا الشرط قد أظهر قريشا بمظهر المعتدين الذين يصدون الناس عن سبيل الله وعن المسجد الحرام وفى هذا خروج على تقاليد العرب وأعرافهم كما أنه أبان عن وجه الإسلام المشرق فى السماحة والصفح والسلم
لكل هذه المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال " صلح الحديبية ، يقول الامام ابن شهاب الزهري ( ت124 هـ):فما فتح فى الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث ألتقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس بعضهم بعضا والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه ولقد دخل فى تلك السنتين مثل من كان فى الإسلام قبل ذلك أو أكثر
قال ابن هشام :- " والدليل على قول الزهري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خرج إلى الحديبية فى ألف وأربعمائة فى قول جابر بن عبد الله ثم خرج فى عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين فى عشرة آلاف " لكل هذا نزلت سورة الفتح فى طريق عودة المسلمين إلى المدينة وسمى الله هذا الصلح فتحا مبينا
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
آثار صلح الحديبية
لقد دلت الحوادث التى وقعت بعد صلح الحديبية على أن صلح الحديبية كان إنتصارآ بالنسبة للإسلام والمسلمين وأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان ينظر بنور الله وهو يقبل كل شرط من هذه الشروط وقد إستطاع أن يكتشف من خلال كل شرط المكاسب والمغانم التي ستعود على المسلمين ، وأنه لم يكن من حق المسلمين أن يعترضوا أو يدخلهم ريب فيما قام به الرسول لهم ولكن الأمر كما قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه يوماً " ما كان فتح فى الإسلام أعظم من صلح الحديبية ، ولكن الناس قصر رأيهم عما كان بين رسول الله وبين ربه ، والعباد يعجلون والله تعالى لا يعجل لعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد
حقاً لقد تعجل الصحابة وقت الصلح ونظروا إلى الشروط نظرة قاصرة محدودة ولكن الأيام كشفت لهم خطأهم ووضحت لهم المكاسب والمغانم التي تحققت لهم بعد ذلك وها نحن نلقى بعض الأضواء على أهم المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال شروط هذا الصلح
أولا : كان إبرام الصلح في حد ذاته مكسباً للمسلمين فهو إعتراف من قريش بمكانة المسلمين التي أصبحوا عليها وأنهم أهل لأن تبرم معهم معاهدات ، وأن محمدا لم يعد فى نظر قريش مجرد ثائر خارج عن التقاليد والأوضاع وفى هذا إعتراف بالدولة الإسلامية وزعامة الرسول السياسية
ثانيا : بالنسبة للشرط الأول وهو وقف القتال عشر سنوات فإن هذا الشرط قد أتاح للمسلمين هدنة إستراحوا فيها من الحروب التي شغلتهم واستهلكت قواهم وذلك أن الكفار فى الجزيرة العربية كانوا يعتبرون قريشا هى رأس الكفر وحاملة لواء التمرد والتحدي للدين الجديد ، وعندما شاع نبأ تعاهدها مع المسلمين انفرط عقد الكفار فى الجزيرة ووهت الرابطة التي كانت تجمعهم وتؤلبهم على الإسلام ومن ثم خمدت فتن المنافقين الذين يعملون لحساب كفار قريش ويعتمدون على معونتهم ومساعدتهم
كذلك إستطاع الرسول أن يغتنم هذه الهدنة ليقوم بدعوة ملوك العالم كقيصر وكسرى والمقوقس والنجاشى وأمراء العرب إلى الإسلام وتبليغ دين الله إلى كل مكان تمشياً مع عالمية الدعوة ووجوب تبليغها إلى كل مكان من أرض الله
كذلك أتاح هذا الصلح الفرصة للمسلمين والمشركين أن يختلطوا بعهم ببعض فيطلع المشركون عن قرب على حقيقة الإسلام ومحاسنه وكيف أنه جاء لإصلاح الفرد والمجتمع بعد أن كان المشركون يتخذون منه موقفا معاديا عصبية منهم وحمية دون أن يحموا العقل والضمير فجاءت هذه الهدنة لتتيح للكفار جوآ من التأمل الحصيف والتفكير الرشيد ومن ثم لم يمض على هذا الصلح عام كامل حتى دخل فى الإسلام من العرب اكثر من الذين دخلوا فيه خلال خمس عشرة سنة قبله
ولعل هذا أكبر رد على هؤلاء الذين يفترون على الإسلام ويدعون أنه انتشر بالسيف إن الحقيقة هى أن الإسلام انتصر على السيف كما نرى ولا عجب فالإسلام هو دين العقل ودين الإصلاح والخير للإنسانية في دنياها وأخراها
ثالثا : وبالنسبة للشرط الخاص " من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه" فإن هذا الشرط ايضا كان فى مصلحة المسلمين لأنة سد باب التجسس أما قريش التي كان من الممكن أن ترسل نفرآ يتظاهرون بالإسلام ويعيشون فى المدينة ويكونوا بمثابة جواسيس لقريش يدلونها على أحوال المسلمين وينقلون أليها أسرارهم
أما بالنسبة للمسلمين حقاً الذين يرغبون فى الذهاب إلى المدينة فإن ردهم إلى مكة كما إقتضى شرط الصلح قد جعل منهم طائفة قوية فى مكة إزداد عددها مع الأيام وقد رأينا كيف أن أحد هؤلاء الفارين إلى المدينة وهو أبو بصير ( عبته بن أسيد ) الذي رده حسب ما قضى به شرط الصلح قد أفلت فى الطريق وهرب إلى ساحل البحر فى طريق الشام وفى أيام إنضم إليه عدد كبير من هؤلاء المسلمين المضطهدين على رأسهم أبو جندل كونوا فريقاً جعل مهمته التصدي لقريش في رجالها وتجارتها وقد بلغ من خطرهم على قريش أن أرسلت إلى الرسول تسأله أن يلحقهم به فى المدينة وتناشده الله والرحم أن يتنازل عن هذا الشرط الذي وضعه قريش تعسفاً منها وصلفاً وتألم منه المسلمون وقتها إحساساً منهم بأنه دليل على الضعف والهوان والاستسلام {ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
وأما بالنسبة للشرط الثانى من الشرط وهو " من جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه " فإن المصلحة واضحة فى ذلك كل الوضوح فالذي يرتد لا حاجة للمسلمين به بل إن فى وجودة اكبر الضرر
على أنه لم يكن منتظرا بمنطق العقل أن يرتد أحد بعد أن ذاق حلاوة الايمان فإن الواقع كان يؤكد للرسول أن الايمان حين تخاط بشاشته شغاف القلب يجعل الانسان يزداد مع كل يوم ثباتا ويقينا
رابعا : وبالنسبة للشرط الخاص بأن "من أحب ان يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش و عهدهم دخل فيه " فإنه شرط خدم المسلمين أكثر من القرشيين فقد شج القبائل المترددة على الدخول فى الإسلام كما أنه حدد موقف القبائل العربية من المسلمين تحديدا عرفوا منه العدو من الصديق
خامسا : أما بالنسبة للشرط الخاص برجوع المسلمين فى عامهم هذا ومجيئهم فى العام الذي يليه – فإن هذا الشرط قد أظهر قريشا بمظهر المعتدين الذين يصدون الناس عن سبيل الله وعن المسجد الحرام وفى هذا خروج على تقاليد العرب وأعرافهم كما أنه أبان عن وجه الإسلام المشرق فى السماحة والصفح والسلم
لكل هذه المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال " صلح الحديبية ، يقول الامام ابن شهاب الزهري ( ت124 هـ):فما فتح فى الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث ألتقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس بعضهم بعضا والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه ولقد دخل فى تلك السنتين مثل من كان فى الإسلام قبل ذلك أو أكثر
قال ابن هشام :- " والدليل على قول الزهري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خرج إلى الحديبية فى ألف وأربعمائة فى قول جابر بن عبد الله ثم خرج فى عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين فى عشرة آلاف " لكل هذا نزلت سورة الفتح فى طريق عودة المسلمين إلى المدينة وسمى الله هذا الصلح فتحا مبينا
لقد دلت الحوادث التى وقعت بعد صلح الحديبية على أن صلح الحديبية كان إنتصارآ بالنسبة للإسلام والمسلمين وأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان ينظر بنور الله وهو يقبل كل شرط من هذه الشروط وقد إستطاع أن يكتشف من خلال كل شرط المكاسب والمغانم التي ستعود على المسلمين ، وأنه لم يكن من حق المسلمين أن يعترضوا أو يدخلهم ريب فيما قام به الرسول لهم ولكن الأمر كما قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه يوماً " ما كان فتح فى الإسلام أعظم من صلح الحديبية ، ولكن الناس قصر رأيهم عما كان بين رسول الله وبين ربه ، والعباد يعجلون والله تعالى لا يعجل لعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد
حقاً لقد تعجل الصحابة وقت الصلح ونظروا إلى الشروط نظرة قاصرة محدودة ولكن الأيام كشفت لهم خطأهم ووضحت لهم المكاسب والمغانم التي تحققت لهم بعد ذلك وها نحن نلقى بعض الأضواء على أهم المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال شروط هذا الصلح
أولا : كان إبرام الصلح في حد ذاته مكسباً للمسلمين فهو إعتراف من قريش بمكانة المسلمين التي أصبحوا عليها وأنهم أهل لأن تبرم معهم معاهدات ، وأن محمدا لم يعد فى نظر قريش مجرد ثائر خارج عن التقاليد والأوضاع وفى هذا إعتراف بالدولة الإسلامية وزعامة الرسول السياسية
ثانيا : بالنسبة للشرط الأول وهو وقف القتال عشر سنوات فإن هذا الشرط قد أتاح للمسلمين هدنة إستراحوا فيها من الحروب التي شغلتهم واستهلكت قواهم وذلك أن الكفار فى الجزيرة العربية كانوا يعتبرون قريشا هى رأس الكفر وحاملة لواء التمرد والتحدي للدين الجديد ، وعندما شاع نبأ تعاهدها مع المسلمين انفرط عقد الكفار فى الجزيرة ووهت الرابطة التي كانت تجمعهم وتؤلبهم على الإسلام ومن ثم خمدت فتن المنافقين الذين يعملون لحساب كفار قريش ويعتمدون على معونتهم ومساعدتهم
كذلك إستطاع الرسول أن يغتنم هذه الهدنة ليقوم بدعوة ملوك العالم كقيصر وكسرى والمقوقس والنجاشى وأمراء العرب إلى الإسلام وتبليغ دين الله إلى كل مكان تمشياً مع عالمية الدعوة ووجوب تبليغها إلى كل مكان من أرض الله
كذلك أتاح هذا الصلح الفرصة للمسلمين والمشركين أن يختلطوا بعهم ببعض فيطلع المشركون عن قرب على حقيقة الإسلام ومحاسنه وكيف أنه جاء لإصلاح الفرد والمجتمع بعد أن كان المشركون يتخذون منه موقفا معاديا عصبية منهم وحمية دون أن يحموا العقل والضمير فجاءت هذه الهدنة لتتيح للكفار جوآ من التأمل الحصيف والتفكير الرشيد ومن ثم لم يمض على هذا الصلح عام كامل حتى دخل فى الإسلام من العرب اكثر من الذين دخلوا فيه خلال خمس عشرة سنة قبله
ولعل هذا أكبر رد على هؤلاء الذين يفترون على الإسلام ويدعون أنه انتشر بالسيف إن الحقيقة هى أن الإسلام انتصر على السيف كما نرى ولا عجب فالإسلام هو دين العقل ودين الإصلاح والخير للإنسانية في دنياها وأخراها
ثالثا : وبالنسبة للشرط الخاص " من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه" فإن هذا الشرط ايضا كان فى مصلحة المسلمين لأنة سد باب التجسس أما قريش التي كان من الممكن أن ترسل نفرآ يتظاهرون بالإسلام ويعيشون فى المدينة ويكونوا بمثابة جواسيس لقريش يدلونها على أحوال المسلمين وينقلون أليها أسرارهم
أما بالنسبة للمسلمين حقاً الذين يرغبون فى الذهاب إلى المدينة فإن ردهم إلى مكة كما إقتضى شرط الصلح قد جعل منهم طائفة قوية فى مكة إزداد عددها مع الأيام وقد رأينا كيف أن أحد هؤلاء الفارين إلى المدينة وهو أبو بصير ( عبته بن أسيد ) الذي رده حسب ما قضى به شرط الصلح قد أفلت فى الطريق وهرب إلى ساحل البحر فى طريق الشام وفى أيام إنضم إليه عدد كبير من هؤلاء المسلمين المضطهدين على رأسهم أبو جندل كونوا فريقاً جعل مهمته التصدي لقريش في رجالها وتجارتها وقد بلغ من خطرهم على قريش أن أرسلت إلى الرسول تسأله أن يلحقهم به فى المدينة وتناشده الله والرحم أن يتنازل عن هذا الشرط الذي وضعه قريش تعسفاً منها وصلفاً وتألم منه المسلمون وقتها إحساساً منهم بأنه دليل على الضعف والهوان والاستسلام {ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
وأما بالنسبة للشرط الثانى من الشرط وهو " من جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه " فإن المصلحة واضحة فى ذلك كل الوضوح فالذي يرتد لا حاجة للمسلمين به بل إن فى وجودة اكبر الضرر
على أنه لم يكن منتظرا بمنطق العقل أن يرتد أحد بعد أن ذاق حلاوة الايمان فإن الواقع كان يؤكد للرسول أن الايمان حين تخاط بشاشته شغاف القلب يجعل الانسان يزداد مع كل يوم ثباتا ويقينا
رابعا : وبالنسبة للشرط الخاص بأن "من أحب ان يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش و عهدهم دخل فيه " فإنه شرط خدم المسلمين أكثر من القرشيين فقد شج القبائل المترددة على الدخول فى الإسلام كما أنه حدد موقف القبائل العربية من المسلمين تحديدا عرفوا منه العدو من الصديق
خامسا : أما بالنسبة للشرط الخاص برجوع المسلمين فى عامهم هذا ومجيئهم فى العام الذي يليه – فإن هذا الشرط قد أظهر قريشا بمظهر المعتدين الذين يصدون الناس عن سبيل الله وعن المسجد الحرام وفى هذا خروج على تقاليد العرب وأعرافهم كما أنه أبان عن وجه الإسلام المشرق فى السماحة والصفح والسلم
لكل هذه المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال " صلح الحديبية ، يقول الامام ابن شهاب الزهري ( ت124 هـ):فما فتح فى الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث ألتقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس بعضهم بعضا والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه ولقد دخل فى تلك السنتين مثل من كان فى الإسلام قبل ذلك أو أكثر
قال ابن هشام :- " والدليل على قول الزهري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خرج إلى الحديبية فى ألف وأربعمائة فى قول جابر بن عبد الله ثم خرج فى عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين فى عشرة آلاف " لكل هذا نزلت سورة الفتح فى طريق عودة المسلمين إلى المدينة وسمى الله هذا الصلح فتحا مبينا
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
الدعوة إلى الإسلام خارج الجزيرة العربية
لقد هيأ صلح الحديبية للمسلمين فرصة إيصال الدعوة الإسلامية إلى خارج جزيرة العرب ، فقد وجد الرسول أن الظروف قد أصبحت مواتية لان يقوم بهذه المهمة التي كلفة الله بها بعد أن مكث هذه السنوات يدعو عرب الجزيرة إلى الإسلام وقطع فى هذا المضمار شوطا لا بأس به
ذلك أن الرسول يعلم تمام العلم بأن رسالته عامة وليست خاصة بأمة العرب وأن الإسلام هو دين البشرية كلها وابلاغه إلى بنى البشر مسئولية المسلمين الذين شرفهم الله بهذه الامانة ليقوموا بتبعاتها والاضطلاع بمسئولياتها قال تعالى :{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}-سبأ الآية 28 وقال أيضا:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}-الانبياء الآية 107
ذكر ابن هشام أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أصحاب ذات يوم – بعد عمرته التي صد عنها يوم الحديبية – فقال أيها الناس إن الله قد بعثني رحمة وكافة فأدوا عنى يرحمكم الله ولا تختلفوا على كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم قالوا وكيف يا رسول الله كان اختلافهم ؟ قال دعاهم لمثل ما دعوتكم له فأمر من بعثه مبعثا قريبا فرضى وسلم وأما من بعثه مبعثا بعيداً فكره وجهه وتثاقل قال فبعث رسول الله رسلا من أصحابه وكتب معهم كتبا إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام
وقد اهتم الرسول صلى الله عليه و سلم اهتماما كبيرا بهذه المهمة فأختار لكل واحد منهم رسولا من بين أصحاب الذين ترددوا على هذه الاقطار وتعرفوا لغتها وكان الرسول قد إتخذ لنفسه خاتما من فضة نقش عليه محمد رسول الله فختم الكتب وأعطاها لهؤلاء المبعوثين
وقد بعث الرسول صلى الله عليه و سلم دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل ملك الروم كما بعث عبد الله بن حذاقة السهمي إلى كسرى ملك فارس ، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة ، وبعث حاظب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر كما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رسائل إلى أمراء العرب الذين لم يكونوا قد دخلوا الإسلام بعد
لقد هيأ صلح الحديبية للمسلمين فرصة إيصال الدعوة الإسلامية إلى خارج جزيرة العرب ، فقد وجد الرسول أن الظروف قد أصبحت مواتية لان يقوم بهذه المهمة التي كلفة الله بها بعد أن مكث هذه السنوات يدعو عرب الجزيرة إلى الإسلام وقطع فى هذا المضمار شوطا لا بأس به
ذلك أن الرسول يعلم تمام العلم بأن رسالته عامة وليست خاصة بأمة العرب وأن الإسلام هو دين البشرية كلها وابلاغه إلى بنى البشر مسئولية المسلمين الذين شرفهم الله بهذه الامانة ليقوموا بتبعاتها والاضطلاع بمسئولياتها قال تعالى :{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}-سبأ الآية 28 وقال أيضا:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}-الانبياء الآية 107
ذكر ابن هشام أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أصحاب ذات يوم – بعد عمرته التي صد عنها يوم الحديبية – فقال أيها الناس إن الله قد بعثني رحمة وكافة فأدوا عنى يرحمكم الله ولا تختلفوا على كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم قالوا وكيف يا رسول الله كان اختلافهم ؟ قال دعاهم لمثل ما دعوتكم له فأمر من بعثه مبعثا قريبا فرضى وسلم وأما من بعثه مبعثا بعيداً فكره وجهه وتثاقل قال فبعث رسول الله رسلا من أصحابه وكتب معهم كتبا إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام
وقد اهتم الرسول صلى الله عليه و سلم اهتماما كبيرا بهذه المهمة فأختار لكل واحد منهم رسولا من بين أصحاب الذين ترددوا على هذه الاقطار وتعرفوا لغتها وكان الرسول قد إتخذ لنفسه خاتما من فضة نقش عليه محمد رسول الله فختم الكتب وأعطاها لهؤلاء المبعوثين
وقد بعث الرسول صلى الله عليه و سلم دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل ملك الروم كما بعث عبد الله بن حذاقة السهمي إلى كسرى ملك فارس ، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة ، وبعث حاظب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر كما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رسائل إلى أمراء العرب الذين لم يكونوا قد دخلوا الإسلام بعد
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
فتح خيبر بعد أن عقد الرسول صلى الله عليه و سلم صلح الحديبية وأصبح فى مأمن من ناحية الجنوب جاءته أنباء مقلقة من ناحية الشمال فقد وصلته الاخبار بأن يهود خيبر بدأوا يكونون جبهة مناوئة للاسلام بالتعاون مع غطفان والأعراب الضاربين حولهم فكان على الرسول والمسلمين أن يتحركوا بسرعة لضرب هذا المخطط الجديد قبل أن يتم إعداده وهكذا لم يأخذ المسلمون قسطا من الراحة بعد الحديبية بل أرغمهم يهود خيبر ومن تآمر معهم على أن يتوجهوا بعد عودتهم من الحديبية آخر السنة السادسة ليستأنفوا القتال في شهر المحرم من السنة السابعة على القول الراجح وكانت خيبر مستعمرة يهودية تضمن قلاعا حصينة وقاعدة حربية لليهود وقد تجمع فيها كثير من يهود قينقاع وبني النضير الذين أجلاهم الرسول صلى الله عليه و سلم عن ديارهم ولذلك كانت خيبر تعتبر آخر معقل من معاقل اليهود فى جزيرة العرب ، وقد كانوا يضمرون الحقد والكراهية للاسلام والمسلمين وارادوا أن يتزعموا لواء التصدي والعداء للرسول بعد أن قامت قريش بصلح الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بجيشه وكانوا ألفا وستمائة مقاتل منهم مائتا فارس ، وكان مع الجيش نساء خرجن لمداواة المرضى وخدمة الجرحى وفى الطريق كان المسلمون يرتجزون فكان عامر بن الاكوع يقول
وقد خرجت غطفان لتظاهر اليهود فلما ساروا مرحلة سمعوا خلفهم فى أهليهم حسا فظنوا ان المسلمين خالفوهم اليهم فرجعوا على أعقابهم فأقاموا فى أهليهم وأموالهم وخلوا بين رسول اللهصلى الله عليه و سلم وبين خيبر ولما أشرف المسلمون على خيبر وتراءت لهم حصونها المنعية الكثيرة دعا الرسول صلى الله عليه و سلم وسأل الخير واستعاذ من شرها وشر أهلها فقال " اللهم رب السماوات وما أظللن ، ورب الارضين وما اقللن ، ورب الشياطين وما اضللن ، ورب الرياح وما اذرين ، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ، ثم قال أقدموا بسم الله وكان الرسول إذا أتى قوماً بليل لم يغر عليهم حتى يصبح فإن سمع أذانا كف عنهم وإلا أغار فنزل خيبر ليلا فلما أصبح لم يسمع أذنا فركب وركب القوم واستقبلوا عمال خيبر غادين إلى حقولهم بمساحيهم وبمكاتلهم ففوجئوا بالمسلمين يسرون نحوهم فارتدوا إلى حصونهم فزعين وهم يقولون محمد والخميس فلما رآهم النبى يهرعون إلى حصونهم أراد أن يقذف فى قلوبهم الرعب فصاح " الله اكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذر" وردد أصحابه بالتكبير فدوى صوتهم فى الفضاء وتردد صداه فملا الجو فزعا ورعبا واقتحم المسلمون يفتحون حصون اليهود واحدآ بعد الآخر ويستولون على ما فيها من أموال وسلاح فسقط حصن ناعم ثم القموص حصن ابن أبى الحقيق..وغيرهما وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر يا منصور أمت وفى خلال هذه المعارك التي تمت بين أصحاب رسول الله وبين اليهود حدثت بطولات وتضحيات وتمت عدة مبارزات فقد خرج من حصون اليهود فارس يدعى مرحبا حمل سلاحه وهو يرتجز قائلا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لهذا ؟ فقال محمد بن سلمة انا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتل أخي بالأمس فقال : قم إليه اللهم أعنه عليه فصارا يتجاولان بسيفيهما حتى قتله محمد بن سلمة ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر فقتلة الزبير بن العوام وفى راوية أخرى أن الذى قتل مرحبا هو على بن أبى طالب فقد ذكر الرواة أنه فى أحد أيام الحصار لحصون خيبر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لاعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس يذكرون أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال :اين على بن أبى طالب ؟ فقالوا يا رسول الله هو يشتكى عينية قال فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله فى عينية ودعا له فبرىء حتى كأن لم يكن به وجع فاعطاه الراية فقال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم أدعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم" فخرج مرحب وهو يقول
وحدث أيضا أن كان فى جيش المسلمين رجل من الأعراب كان يقوم بمهمة الحراسة خلف ظهور المسلمين وغنم المسلمون شيئا فقسمة الرسول بين المقاتلين ومنهم هذا الرجل فلما دفعوه إليه قال ما هذا ؟ قالوا قسم لك رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذه فجاء به إلى النبى فقال ما هذا يا رسول الله ؟ قال قسم قسمته لك قال: ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ههنا وأشار إلى حلقة – بسهم – فأموت فأدخل الجنة فقال الرسول : إن تصدق الله يصدقك ثم نهضوا على قتال العدو فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مقتول فقال أهو هو ؟ قالوا نعم قال صدق الله فصدقة فكفنه النبي في جبته ثم قدمه فصلى عليه وكان من دعائه له:اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا فى سبيلك قتل شهيدا وأنا عليه شهيد وبمثل هذه النماذج يكتب النصر وتتم الفتوحات وقد استطاع الرسول بهم أن يفتح كثيرا من حصون خيبر رغم قوتها وشدة حصانتها ولم يبق من حصونهم إلا " الوطيح والسلالم " فحاصرهم الرسول بضع عشرة ليلة حتى أيقن اليهود بالهلكه ويئسوا من المقاومة فسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلح وحقن الدماء ، وأراد الرسول ان يجليهم من ديارهم فسألوه أن يبقهم بأرضهم وقالوا نحن أعلم بها منكم وأعمر لها فصالحهم رسول الله على النصف على أنه أذا شاء أن يخرجهم أخرجهم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إليهم عبد الله بن رواحة فيخرض عليهم ويجعل ذل نصفين فيخيرهم أن يأخذوا ايهما شاءوا فيقولون بهذا قامت السماوات والأرض وكان من بين الغنائم التي غنمها المسلمون في عزوة خيبر صحائف متعددة من التوراة فلما جاء اليهود يطلبونها أمر النبي صلى الله عليه و سلم بتسليمها لهم وكان صفية بنت حيي بن أخطب النضري بين أسرى اليهود يومئذ فأكرمها النبي لمكانتها بين قومها وأعتقها ثم تزوجها بعد تمام الفتح وبرغم سماحة النبى صلى الله عليه و سلم فى معاملة اليهود وإبقائهم فى أرضهم ألا أنهم غدروا به وحاولوا قتله وقد تمثل ذلك فيما فعلته زينب بنت الحارث إمراة سلام بن مشكم فقد أهدت له شاة مشوية مسمومة وسألت أي اللحم أحب إليه ؟ فقالوا الذراع فأكثرت من السهم فى الذراع ، فلما أكل الرسول من الذراع أخبره بأنه مسموم فلفظ الأكله وجيء بزينب فسألها الرسول عن هذه المحاولة الآثمة فقالت : أردت قتلك فقال لها : ما كان الله ليسلطك علي فلما مات بشير بن البراء معرور وكان قد أكل مع الرسول هذه الشاة فمات أمر الرسول بقتلها قصاصاً |
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
توجه الرسول إلى اليهود فدك وادي القرى وتيماء
وبالانتهاء من خيبر عرج الرسول على فدك وقذف الله الرعب فى قلوبهم وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يصالحونه على النصف من فدك أي نصف حاصلاتهم فقبل ذلك منهم فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فكان رسول الله يقسمها حيث يرى من مصالحه ومصالح المسلمين
ثم جاء الرسول إلى وادي القرى وهى مجموعة قرى بين خيبر وتيماء وفتحها عنوة وغنم المسلمون منها أيضا كثيراً وقسم الرسول ما أصاب منها على أصحابه وترك الارض والنخل بيد اليهود وعاملهم عليها
ولما بلغ يهود تيماء ما فعل الرسول ما أهل خيبر وفدك ووادي القرى صالحوا رسول الله وأقاموا بأموالهم
وبذلك دانت اليهود كلها لسلطان النبى وانتهى كل ما كان لهم من سلطان فى جزيرة العرب وأصبح الرسول بمأمن من ناحية الشمال إلى الشام كما صار من قبل ذلك بمأمن من الجنوب بعد صلح الحديبية فانصرف المسلمون عائدين على المدينة وهناك كانت تنتظرهم مفاجأة سارة هى عودة جعفر بن أبى طالب أبن عم الرسول وأصحابه من الحبشة حيث أقاموا بها مدة طويلة وقد فرح الرسول بابن عمه جعفر فرحا عظيما وتلقاه بالسرور وقال : والله ما أدرى بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر
وبالانتهاء من خيبر عرج الرسول على فدك وقذف الله الرعب فى قلوبهم وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يصالحونه على النصف من فدك أي نصف حاصلاتهم فقبل ذلك منهم فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فكان رسول الله يقسمها حيث يرى من مصالحه ومصالح المسلمين
ثم جاء الرسول إلى وادي القرى وهى مجموعة قرى بين خيبر وتيماء وفتحها عنوة وغنم المسلمون منها أيضا كثيراً وقسم الرسول ما أصاب منها على أصحابه وترك الارض والنخل بيد اليهود وعاملهم عليها
ولما بلغ يهود تيماء ما فعل الرسول ما أهل خيبر وفدك ووادي القرى صالحوا رسول الله وأقاموا بأموالهم
وبذلك دانت اليهود كلها لسلطان النبى وانتهى كل ما كان لهم من سلطان فى جزيرة العرب وأصبح الرسول بمأمن من ناحية الشمال إلى الشام كما صار من قبل ذلك بمأمن من الجنوب بعد صلح الحديبية فانصرف المسلمون عائدين على المدينة وهناك كانت تنتظرهم مفاجأة سارة هى عودة جعفر بن أبى طالب أبن عم الرسول وأصحابه من الحبشة حيث أقاموا بها مدة طويلة وقد فرح الرسول بابن عمه جعفر فرحا عظيما وتلقاه بالسرور وقال : والله ما أدرى بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
ما بين خيبر إلى عمرة القضاء
وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد خيبر سرايا كثيرة وأمر عليها كبار الصحابة كان فى بعضها قتال ولم يكن فى بعضها قتال ، ولا يعنينا كثيرا أن نتتبع هذه السرايا فى مسيرها وإنما يهمنا أن نذكر أن الهدف الاكبر من بعثها هو توطيد الأمن ، ومنع الغارات على المدينة ، وتمكين الدعاة إلى الله من أن يجوبوا الآفاق بتعاليم الرسالة دون غدر أو خيانة
وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد خيبر سرايا كثيرة وأمر عليها كبار الصحابة كان فى بعضها قتال ولم يكن فى بعضها قتال ، ولا يعنينا كثيرا أن نتتبع هذه السرايا فى مسيرها وإنما يهمنا أن نذكر أن الهدف الاكبر من بعثها هو توطيد الأمن ، ومنع الغارات على المدينة ، وتمكين الدعاة إلى الله من أن يجوبوا الآفاق بتعاليم الرسالة دون غدر أو خيانة
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
عمرة القضاء
حان الموعد المضروب بين الرسول صلى الله عليه و سلم وبين قريش لزيارة البيت الحرام فخرج الرسول والمسلمون فى ذي القعدة سنة سبع من الهجرة فى نفس الشهر الذي صده فيه المشركون فى العام السابق
وبلغ عدد المسلمين ألفين أو اكثر خرجوا لم يحمل واحد منهم سلاحا إلا سيفه فى قرابه ولبسوا ملابس الاحرام وساقوا أمامهم البدن ، ولما وصلوا الى مكة وعرفت قريش بمقدم رسول الله مع أصحابه جلت عن مكة نزولا على صلح الحديبية ، وعسكرت قريش فى التلال التي تشرف على البلد الحرام
وتحدثت قريش فيما بينها أن محمد وأصحابه فى عسرة وجهد وشدة واصطفوا عند دار الندوة ليشهدوا أحول المسلمين فرفع النبى يده اليمنى وقال :"رحم الله أمرءا أراهم اليوم من نفسه قوة" وطاف المسلمون بالبيت سبعا ثم سعوا بين الصفا والمروة وحلقوا رءوسهم
وأقام الرسول بمكة ثلاثة أيام واعمر هو وأصحابه وفى هذا المعنى نزل قول الله تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}سورة الفتح-آية 27
وكان الرسول يريد أن يبقى بمكة بعض الايام يبني فيها بميمونة أخت لبابة زوجة عمه العباس فأبت قريش فبنى بها في مكان يسمى سرف بالقرب من مكة فى طريق المدينة وكانت ميمونة هذه آخر أمهات المسلمين ، ثم رجع عليه السلام فرحا مسروراً بما حباه من تصديق رؤياه
حان الموعد المضروب بين الرسول صلى الله عليه و سلم وبين قريش لزيارة البيت الحرام فخرج الرسول والمسلمون فى ذي القعدة سنة سبع من الهجرة فى نفس الشهر الذي صده فيه المشركون فى العام السابق
وبلغ عدد المسلمين ألفين أو اكثر خرجوا لم يحمل واحد منهم سلاحا إلا سيفه فى قرابه ولبسوا ملابس الاحرام وساقوا أمامهم البدن ، ولما وصلوا الى مكة وعرفت قريش بمقدم رسول الله مع أصحابه جلت عن مكة نزولا على صلح الحديبية ، وعسكرت قريش فى التلال التي تشرف على البلد الحرام
وتحدثت قريش فيما بينها أن محمد وأصحابه فى عسرة وجهد وشدة واصطفوا عند دار الندوة ليشهدوا أحول المسلمين فرفع النبى يده اليمنى وقال :"رحم الله أمرءا أراهم اليوم من نفسه قوة" وطاف المسلمون بالبيت سبعا ثم سعوا بين الصفا والمروة وحلقوا رءوسهم
وأقام الرسول بمكة ثلاثة أيام واعمر هو وأصحابه وفى هذا المعنى نزل قول الله تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}سورة الفتح-آية 27
وكان الرسول يريد أن يبقى بمكة بعض الايام يبني فيها بميمونة أخت لبابة زوجة عمه العباس فأبت قريش فبنى بها في مكان يسمى سرف بالقرب من مكة فى طريق المدينة وكانت ميمونة هذه آخر أمهات المسلمين ، ثم رجع عليه السلام فرحا مسروراً بما حباه من تصديق رؤياه
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن أبى طلحه
لقد كان لدخول النبى صلى الله عليه و سلم والمسلمين مكة وآدائهم العمرة أثر عظيم فى نفوس كثير من المشركين فبدأوا يفكرون فى هذا الدين تفكير عاقلا هادئا بعيدا عن العصبية المقيتة التي حجبت عن عقولهم سمو الدين الإسلامي ونفاسة تعاليمه
وكان ممن استجاب لدعوة الإسلام وفتح الله قلوبهم لهدايته عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن أبى طلحة – فما كان يهل شهر صفر من السنة الثامنة حتى توجهوا إلى المدينة فأسلموا
وفى الطريق تقابل عمرو بن العاص مع خالد بن الوليد : فسأل عمرو ( خالدا) إلى اين يا أبا سليمان ؟
فقال خالد : والله لقد إستقام المنسم ( وضح الطريق ) وإن الرجل لنبي أذهب والله فأسلم
فقال عمرو له : والله ما جئت إلا لأسلم
وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلموا وأصبحوا من حماة الإسلام وأبطاله
لقد كان لدخول النبى صلى الله عليه و سلم والمسلمين مكة وآدائهم العمرة أثر عظيم فى نفوس كثير من المشركين فبدأوا يفكرون فى هذا الدين تفكير عاقلا هادئا بعيدا عن العصبية المقيتة التي حجبت عن عقولهم سمو الدين الإسلامي ونفاسة تعاليمه
وكان ممن استجاب لدعوة الإسلام وفتح الله قلوبهم لهدايته عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن أبى طلحة – فما كان يهل شهر صفر من السنة الثامنة حتى توجهوا إلى المدينة فأسلموا
وفى الطريق تقابل عمرو بن العاص مع خالد بن الوليد : فسأل عمرو ( خالدا) إلى اين يا أبا سليمان ؟
فقال خالد : والله لقد إستقام المنسم ( وضح الطريق ) وإن الرجل لنبي أذهب والله فأسلم
فقال عمرو له : والله ما جئت إلا لأسلم
وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلموا وأصبحوا من حماة الإسلام وأبطاله
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
سرية مؤتة
بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم الحارس بن عمير الازدي بكتاب إلى ملك الروم أو إلى أمير بصرى شرحيل بن عمرو الغسانى التابع لقيصر ملك الروم يدعوه إلى الإسلام فقتل هذا الأمير مبعوث الرسول صلى الله عليه و سلم وذلك أنه قال له أين تريد ؟ فقال الشام قال فلعلك من رسل محمد قال نعم فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه
وكان قتل هذا الرسول عملا فظيعا لا ينبغي أن يمر دون حساب فلم تجر العادة بقتل الرسل والسفراء مهما أشتد الخلاف ، ولذلك كان لابد من أن يرسل الرسول حملة تأديبية لهؤلاء المعتدين حتى لا تتكرر هذه المأساة وتهون حياة السفراء ، ولكي يبث الرعب فى قلوب القبائل التي يمكن أن تستمرأ مثل هذه الأعمال الغادرة وتحاول النيل من المسلمين
فأرسل الرسول فى جمادى الاولى من السنة الثامنة للهجرة هذه السرية وكانت مكونة من ثلاثة آلاف مقاتل وعقد لواءها لزيد بن حارثة ، وقال الرسول إن اصيب فجعفر بن أبى طالب فإن اصيب جعفر فعبد الله بن رواحه فإن قتل فليرتض المسلمون برجل من بينهم يجعلونه عليهم
ومضى الجيش حتى نزل بـ"معان" من أرض الشام حيث قتل مبعوث الرسول صلى الله عليه و سلم، وبلغ المسلمين أن هرقل بـ" البلقاء " فى مائة الف من الروم وانضم اليهم جمع كثير من قبائل لخم وجذام والقيس وبهراء وتلى – فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على " معان " ليلتين ينظرون فى أمرهم وتشاورون وقالوا : نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما ان يأمره فنمضي له
وشجع عبد الله بن رواحة أفراد الجيش فقال يا قوم : والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون–الشهادة–وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة- ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظفر وإما شهادة فمضى الناس وقالوا صدق والله ابن رواحه
وهكذا لعب الأيمان والرغبة فى الاستشهاد دورهما فى بث الحماسة وعدم الاكتراث بهذه الأعداد الضخمة من جنود العدو
وزحف المسلمون الى قرية مؤته ، ودنا الروم من المسلمين والتقى الجيشان في قتال عنيف ، وظل زيد بن حارثة رضى الله عنه يقاتل حتى استشهد وقد أخذت الرماح منه كل مأخذ
وانطلق جعفر من بعده فأخذ الراية وظل يقاتل حتى قطعت يمينه فاخذ الراية بشماله فقطعت فاحتضن الراية بعضدية حتى قتل ووجد المسلمون فى جسده بعضا وتسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح كلها فى الأمام
فلما قتل جعفر استلم الراية عبد الله بن رواحة وتقدم بها ونزل عن فرسه وأتاه ابن عم له بعظم عليه بعض لحم وقال شد صلبك بهذا فأنك قد لقيت فى أيامك هذه ما لقيت فأخذ بيده وأخذ منه بفمه يسيرا ثم القاه من يده وأخذ سيفه فتقدم وقاتل حتى قتل
ثم أخذ الراية ثابت بن ارقم فقال يا معشر الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا أنت قال ما أنا بفاعل
فاتفقوا على خالد بن الوليد رضي الله عنه فأخذ الراية ودافع القوم وكان شجاعاً حكيماً يعرف سياسة الحرب فانحاز بالجيش الاسلامي الى الجنوب وانسحب العدو نحو الشمال وأرخى الليل سدوله فرأى خالد أن الموقف يحتاج إلى خطه ذكية ينسحب بها من أمام هذه الاعداد الكثيفة للعدو فاغتنم مجيء الليل فغير نظام جيشه فجعل مقدمته ساقه وبالعكس وكذلك فعل بالميمنة مع الميسرة فأنكر العدو حالهم وظنوا أن مدد كبير جاء من المدينة
ونجحت هذه الخطة فقد تهيب الروم المسلمين وتذكروا ما صنع ثلاثة آلاف بهم من الشجاعة والبأس فكيف الأمر وقد وصلتهم هذه الامداد التي لا يعرفون عددها وقوتها فتقاعس الروم عن مهاجمة الجيش الاسلامي ، وصار خالد يناور الاعداء فى ذكاء لتغطية انسحابه حتى نجح ورجع إلى المدينة بعد أن خاض الجيش الاسلامي هذه التجربة المثيرة والشجاعة مع إحدى قوتي العالم الكبريين يومئذ
وفى أوحى الله إلى النبى فى نفس الوقت بأخبار الغزوة فخطب المسلمين ونعى إليهم زيدا وجعفر وابن رواحة قبل أن يأتيهم الخبر فقال:أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ، ومنذ ذلك الوقت عرف خالد بن الوليد بهذا اللقب
وقام الرسول يواسي أسر الشهداء ويرعاهم وأمر بإحضار بني جعفر فلما حضروا تشممهم وذرفت عيناه ولما أتاهم النعي قال لأهله:أصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم وعرف فى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الحزن
ولما دنا الجيش من حول المدينة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وأساء الناس استقبالهم وجعلوا يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله ،وذلك لقلة معرفتهم بأبعاد المعركة التي خاضوها وكيف أنه لم يكن هناك تكافؤ بين المسلمين فى العدة ، ولذلك وجدنا الرسول صلى الله عليه و سلم يدافع عنهم وينفى عنهم تهمة الفرار فقال ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى
أثر سرية مؤته
أثر إنسحاب المسلمين من هيبة الاسلام عند قبائل العرب الساكنة بين المدينة والشام والدائرة فى فلك الرومان والتي لم تنجح سرية مؤتة في تأديبهم والقصاص منهم لقتل الحارث مبعوث النبي صلى الله عليه و سلم وانتشرت فملأ شائعة مؤداها أن جمعا من قضاعة فى شمال المدينة تهيأ للزحف على المدينة
فأرسل النبى فى جمادى الآخر سنة ثمان من الهجرة حملة بقيادة عمرو بن العاص لكبح جماح هؤلاء المعتدين وكان عددهم ثلاثمائة رجل
ثم ارسل عمرو يطلب مددآ فأمده الرسول بجيش يقوده أبو عبيد بن الجراح فى مائتين من أصحابه منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب فكان جميعهم خمسمائة مقاتل ، وقد استطاع هذا الجيش الاسلامي أن يشن هجوما عنيفا على هذه القبائل حتى فرقوهم وردوا إلى القبائل المتحالفة طمأنينتهم وأرجعوا هيبة المسلمين على الحدود الشمالية وتسمى هذه الحملة (سرية ذات السلاسل) وبهذا أصبح المسلمون أقوى عنصر سياسي في شمال بلاد العرب إن لم يكن فى بلاد العرب
بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم الحارس بن عمير الازدي بكتاب إلى ملك الروم أو إلى أمير بصرى شرحيل بن عمرو الغسانى التابع لقيصر ملك الروم يدعوه إلى الإسلام فقتل هذا الأمير مبعوث الرسول صلى الله عليه و سلم وذلك أنه قال له أين تريد ؟ فقال الشام قال فلعلك من رسل محمد قال نعم فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه
وكان قتل هذا الرسول عملا فظيعا لا ينبغي أن يمر دون حساب فلم تجر العادة بقتل الرسل والسفراء مهما أشتد الخلاف ، ولذلك كان لابد من أن يرسل الرسول حملة تأديبية لهؤلاء المعتدين حتى لا تتكرر هذه المأساة وتهون حياة السفراء ، ولكي يبث الرعب فى قلوب القبائل التي يمكن أن تستمرأ مثل هذه الأعمال الغادرة وتحاول النيل من المسلمين
فأرسل الرسول فى جمادى الاولى من السنة الثامنة للهجرة هذه السرية وكانت مكونة من ثلاثة آلاف مقاتل وعقد لواءها لزيد بن حارثة ، وقال الرسول إن اصيب فجعفر بن أبى طالب فإن اصيب جعفر فعبد الله بن رواحه فإن قتل فليرتض المسلمون برجل من بينهم يجعلونه عليهم
ومضى الجيش حتى نزل بـ"معان" من أرض الشام حيث قتل مبعوث الرسول صلى الله عليه و سلم، وبلغ المسلمين أن هرقل بـ" البلقاء " فى مائة الف من الروم وانضم اليهم جمع كثير من قبائل لخم وجذام والقيس وبهراء وتلى – فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على " معان " ليلتين ينظرون فى أمرهم وتشاورون وقالوا : نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما ان يأمره فنمضي له
وشجع عبد الله بن رواحة أفراد الجيش فقال يا قوم : والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون–الشهادة–وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة- ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظفر وإما شهادة فمضى الناس وقالوا صدق والله ابن رواحه
وهكذا لعب الأيمان والرغبة فى الاستشهاد دورهما فى بث الحماسة وعدم الاكتراث بهذه الأعداد الضخمة من جنود العدو
وزحف المسلمون الى قرية مؤته ، ودنا الروم من المسلمين والتقى الجيشان في قتال عنيف ، وظل زيد بن حارثة رضى الله عنه يقاتل حتى استشهد وقد أخذت الرماح منه كل مأخذ
وانطلق جعفر من بعده فأخذ الراية وظل يقاتل حتى قطعت يمينه فاخذ الراية بشماله فقطعت فاحتضن الراية بعضدية حتى قتل ووجد المسلمون فى جسده بعضا وتسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح كلها فى الأمام
فلما قتل جعفر استلم الراية عبد الله بن رواحة وتقدم بها ونزل عن فرسه وأتاه ابن عم له بعظم عليه بعض لحم وقال شد صلبك بهذا فأنك قد لقيت فى أيامك هذه ما لقيت فأخذ بيده وأخذ منه بفمه يسيرا ثم القاه من يده وأخذ سيفه فتقدم وقاتل حتى قتل
ثم أخذ الراية ثابت بن ارقم فقال يا معشر الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا أنت قال ما أنا بفاعل
فاتفقوا على خالد بن الوليد رضي الله عنه فأخذ الراية ودافع القوم وكان شجاعاً حكيماً يعرف سياسة الحرب فانحاز بالجيش الاسلامي الى الجنوب وانسحب العدو نحو الشمال وأرخى الليل سدوله فرأى خالد أن الموقف يحتاج إلى خطه ذكية ينسحب بها من أمام هذه الاعداد الكثيفة للعدو فاغتنم مجيء الليل فغير نظام جيشه فجعل مقدمته ساقه وبالعكس وكذلك فعل بالميمنة مع الميسرة فأنكر العدو حالهم وظنوا أن مدد كبير جاء من المدينة
ونجحت هذه الخطة فقد تهيب الروم المسلمين وتذكروا ما صنع ثلاثة آلاف بهم من الشجاعة والبأس فكيف الأمر وقد وصلتهم هذه الامداد التي لا يعرفون عددها وقوتها فتقاعس الروم عن مهاجمة الجيش الاسلامي ، وصار خالد يناور الاعداء فى ذكاء لتغطية انسحابه حتى نجح ورجع إلى المدينة بعد أن خاض الجيش الاسلامي هذه التجربة المثيرة والشجاعة مع إحدى قوتي العالم الكبريين يومئذ
وفى أوحى الله إلى النبى فى نفس الوقت بأخبار الغزوة فخطب المسلمين ونعى إليهم زيدا وجعفر وابن رواحة قبل أن يأتيهم الخبر فقال:أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ، ومنذ ذلك الوقت عرف خالد بن الوليد بهذا اللقب
وقام الرسول يواسي أسر الشهداء ويرعاهم وأمر بإحضار بني جعفر فلما حضروا تشممهم وذرفت عيناه ولما أتاهم النعي قال لأهله:أصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم وعرف فى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الحزن
ولما دنا الجيش من حول المدينة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وأساء الناس استقبالهم وجعلوا يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله ،وذلك لقلة معرفتهم بأبعاد المعركة التي خاضوها وكيف أنه لم يكن هناك تكافؤ بين المسلمين فى العدة ، ولذلك وجدنا الرسول صلى الله عليه و سلم يدافع عنهم وينفى عنهم تهمة الفرار فقال ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى
أثر سرية مؤته
أثر إنسحاب المسلمين من هيبة الاسلام عند قبائل العرب الساكنة بين المدينة والشام والدائرة فى فلك الرومان والتي لم تنجح سرية مؤتة في تأديبهم والقصاص منهم لقتل الحارث مبعوث النبي صلى الله عليه و سلم وانتشرت فملأ شائعة مؤداها أن جمعا من قضاعة فى شمال المدينة تهيأ للزحف على المدينة
فأرسل النبى فى جمادى الآخر سنة ثمان من الهجرة حملة بقيادة عمرو بن العاص لكبح جماح هؤلاء المعتدين وكان عددهم ثلاثمائة رجل
ثم ارسل عمرو يطلب مددآ فأمده الرسول بجيش يقوده أبو عبيد بن الجراح فى مائتين من أصحابه منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب فكان جميعهم خمسمائة مقاتل ، وقد استطاع هذا الجيش الاسلامي أن يشن هجوما عنيفا على هذه القبائل حتى فرقوهم وردوا إلى القبائل المتحالفة طمأنينتهم وأرجعوا هيبة المسلمين على الحدود الشمالية وتسمى هذه الحملة (سرية ذات السلاسل) وبهذا أصبح المسلمون أقوى عنصر سياسي في شمال بلاد العرب إن لم يكن فى بلاد العرب
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
فتح مكة
فى أواخر السنة الثامنة من الهجرة كان قد أتى على صلح الحديبية سنتان ، وكان من بين شروطه كما ذكرنا أن من أحب أن يدخل فى عهد محمد دخل فيه ومن أحب ان يدخل في عهد قريش دخل فيه وبمقتضى هذا الشرط دخلت قبلية خزاعة فى حلف مع النبى–ودخلت قبيلة بنى بكر فى حلف مع قريش ، وكانت القبيلتان تسكنان أحياء من مكة وضواحيها وبينهما تارات قديمة وعداء متوارث يرجع تاريخه الى ما قبل البعثة
وذات يوم تحركت هذه الاحقاد فاغتنم بنو بكر حلفاء قريش هدنة الحديبية وفاجأوا خزاعة حلفاء النبى وأمدتهم قريش بالخيل والسلاح حتى لقد ذكر الواقد أن ممن إشترك فى القتال سرآ صفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو مع غيرهم وعبيدهم وقد بلغ بهم الحمق والطغيان أن يطاردوا خزاعة حتى الحرم ويقاتلونهم فيه حيث لا يجوز فيه القتال
فلما انتهوا إليه قال نفر من بنى بكر لرئيسهم نوفل بن معاوية إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك فقال كلمة عظيمة لا إله اليوم يا بنى بكر اصيبوا ثأركم فلعمرى إنكم لتسرقون فى الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه
ولعل السر فى تورط قريش ومساعدتها لبنى بكر هو أنها فسرت تفسيرا خاطئا ما جرى لجيش المسلمين فى سرية مؤته إذ إعتقدت أن ما جرى كان هزيمة كبيرة لحقت بالمسلمين وهذا خطأ فادح وقعت فيه وترتب عليه إرتكابها لهذا الخطأ الأحمق وانتهاكها لشروط صلح الحديبية وما ترتب على ذلك من فتح مكة كما سنرى
خزاعة تستنجد بالرسول
فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة خرج عمرو بن سالم الخزاعي وقدم على رسول الله فى المدينة وأنشدة أبياتا ينشده فيها الحلف الذي كان بينه وبين خزاعة ويسأله المعونة والنجدة ويخبره بأن قريشا اخلفوه الموعد ونقضوا الميثاق المؤكد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: نصرت يا عمرو ابن سالم
وأراد الرسول صلى الله عليه و سلم أن يستوثق منهم الخبر ويعذر إلى قريش فبعث إليهم رجلاً يخيرهم بين ثلاث – أن يدفعوا دية قتلى خزاعة – او يبرأوا من حلف بنى نفاثة (بطن من بنى بكر) الذين قادوا الحملة على خزاعة – أو ينبذ إليهم على سواء فأجابه بعض زعمائهم لكن ننبذ إليهم على سواء وبذلك برئت ذمة قريش وقامت عليهم الحجة
ولكن قريشا فكرت في الأمر مليا اقتنعت أن المسلمين ألان قد اصبحوا قوة لا يمكن مواجهتها وأن فيهم ألان من أبطالهم السابقين خالد بن الوليد وعمرو ابن العاص وقبائل كثيرة قد اعتنقت الإسلام , ولذلك ندمت علي ما أجاب به بعض سفهائها من إجابة متهورة ، و انتهى رأيهم أن يبعثون أبا سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليجدد العهد ويزيد من المدة ويدارك الازمة قبل استفحال خطرها
وقدم أبو سفيان على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ودخل على ابنته " أم حبيبة " زوج النبى ليزورها فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله طوته عنه
فقال يا بنية : ما أدرى أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عنى ؟
قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنت رجل مشرك نجس ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال : والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر
وخرج من عندها غضبان أسفا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه ابو سفيان فلم يرد النبي شيئا فذهب ابو سفيان إلى أبي بكر فأعرض عنه كما أعرض عمر و علي فعاد أبو سفيان دون ان يحصل من النبي على وعد باستمرار المسالمة و لكنه ظهر بعهد الجوار حتى وصل الى مكة
فلما قدم على قريش قالوا لابي سفيان : ما ورائك ؟
قال جئت محمدا فكلمته فوالله ما رد على شيئاً ثم جئت ابن أبى قحافة فلم أجد فيه خيراً ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أدنى العدو ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم وقد أشار علي بشئ صنعته فوالله ما أدرى هل يغنى ذلك شيئا أم لا ؟
قالوا : وبم أمرك ؟
قال : أمرني أن اجير بين الناس ففعلت
قالوا : فهل أجاز ذلك محمد ؟
قال:لا
قالوا:ويلك والله ما زاد الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك ما قلت
قال : لا والله ما وجدت غير ذلك
التأهب لفتح مكة
واضطربت الاحوال فى مكة عقب عودة أبى سفيان وإبلاغهم بما حدث لكن النبى لم يتركها طويلا فى اضطرابها فقد عقد العزم على فتح مكة ، وتجهز النبى والمسلمون للخروج واستعان على أمره بالكتمان ثم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة وأمرهم بالجد والاستعداد وقال : اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها فى بلادها
وكان الرسول صلى الله عليه و سلم لا يريد الدماء ويرد دخول مكة فى سلام حتى لا تمس حرمتها وأن يدخل أهلها في الإسلام لينعم أهلها بنعمة الإيمان
وبينما الرسول والمسلمون على أمرهم من الاستعداد والكتمان حدثت محاولة من أحد الصحابة كادت أن تكشف نية المسلمين لمشركي مكة ، فقد كتب حاطب بن أبى بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الغزو ، ثم أعطى حاطب الكتاب لامرأة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته فى قرون رأسها ثم خرجت به ، وأتى رسول الله الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث رسول الله على بن أبى طالب والزبير بن العوام فقال أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبى بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له فى أمرهم فخرجا حتى أدركاها بالحليفة فاستنزلاها فى رحلها فلم يجدا شيئاً فقال لها على رضى الله عنه– انى أحلف ما كذب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا كذبنا ولتخرجن الكتاب أو لنكشفنك ، فلما رأت الجد منه قالت : أعرض فأعرض عنها فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته اليه ، فدعا رسول الله حاطبا
فقال يا حاطب ما حملك على هذا ؟
فقال يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكنى كنت امرأ ليس لى فى القوم أصل ولا عشيرة وكان لي
بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم
فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنقه فإنه قد نافق
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
وهكذا شفع لحاطب ماضيه الطيب مع الإسلام والمسلمين ونيته التي جعلته يتخذ هذا الموقف لا عن كفر او بغض للإسلام وإنما مصانعة لقريش من أجل أهله وأولاده وقد سامحه الله على هذا الضعف الانساني الذي تعرض له فى هذا الموقف ، وفى حاطب نزل قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ}سورة الممتحنة – الآية 1
وتحرك الجيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فى رمضان من السنة الثامنة للهجرة وكلما تقدموا انضم إليهم من سائر القبائل من يزيد فى عدد المسلمين ومنعتهم حتى بلغوا مالا يقل عن عشرة آلاف مسلم ، وصام الرسول وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد (قرية قرب مكة ) أفطر ومضى حتى نزل " مر الظهران " على بعد ثلاثين كيلو مترا شرقي مكة فضربوا خيامهم فيه وعمى الله الاخبار عن قريش فلم يأتهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يدرون ما هو فاعل وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الجيش فأوقدوا النيران فأوقدت عشرة آلاف نار حتى أضاء منها الوادي
أبو سفيان يستطلع الاخبار
وحينما رأى القرشيون فجأة هذه المشاعل الكثيرة دهشوا ولم يعلموا حقيقة ما يرون فخرج منهم أبو سفيان بن حرب ومعه حكيم بن خزام وبديل بن ورقاء يتحسسون الاخبار
وكان العباس بن عبد المطلب قد خرج من مكة قبل ذلك بأهله وعياله مسلما مهاجرا إلى المدينة فقابلوا الرسول فى الطريق مقبلا بجيشه على مكة ، فأمره الرسول أن يعود معه إلى مكة ويرسل أهله إلى المدينة وقال له الرسول:هجرتك ياعم آخر هجرة كما أن نبوتي آخر نبوة
ورأى العباس بن عبد المطلب قوة جيش المسلمين ففكر فى أمر قريش وماذا ستصنع أمام الرسول وجيشه وكان فى قلق شديد على مكة أن تفتح عنوة فقال : "واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر" وهداه تفكيره أن يخرج عسى أن يقابل أحدا يرسله إلى مكة ليخبر قريشا بما عزم عليه رسول الله ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة ، وبذلك يدخل الرسول مكة من غير أن تسفك دماء
وبينما هو كذلك سمع كلام أبى سفيان وبديل بن ورقاء (الذين بعثت بهم قريش ليتعرفوا لها خبر الجيش فى مر الظهران كما ذكرنا) وهما يتراجعان ، وأبو سفيان يقول : ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا
فرد عليه بديل بن ورقاء : هذه والله خزاعة حمشتها ( أحرقتها ) الحرب
فرد عليه أبو سفيان : خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها عسكرها ، فعرف العابس صوت أبى سفيان فنادى يا أبا حنظلة
فعرف صوته فقال : أبو الفضل
فقال العباس نعم
فقال أبو سفيان : مالك ؟ فداك أبي و أمي
فقال العباس : ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الناس واصباح قريش والله
قال فما الحيلة ، فداك أبي و أمي
فقال له العباس والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب عجز هذه البغلة حتى آتى بك رسول الله فأستأمن لك
وأركبه العباس و خشى عليه أن يدركه أحد المسلمين فيقتلة ، وأتى بأبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله
قال أبو سفيان : بأبي أنت و أمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عنى شيئا بعد
قال الرسول : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟
قال : بأبي أنت و أمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما هذه والله فإن فى النفس منها حتى الآن شيئا
فقال العباس : ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله قبل أن تضرب عنقك فأسلم وشهد شهادة الحق ثم أسلم حكيم بن خزام وبديل أبن ورقاء
وقال العباس للرسول إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ، وقد أرضاه الرسول صلى الله عليه و سلم كما يقول الشيخ الغزالي بما لا يضر أحد ولا يكلف جهدا فلما ذهب لينصرف قال رسول الله يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها – فلا تبقى فى نفسه أثارة لمقاومة – فخرج حتى حبسه بمضيق الوادي حيث أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحبسه
و تحركت كتائب الفتح وكانت القبائل تمر على راياتها كلما مرت قبيلة سأل العباس عنها فيقول مالي ولبني فلان ؟ حتى مر رسول الله صلى الله عليه و سلم فى كتيبة فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد
فقال سبحان الله يا عباس من هؤلاء ؟
قال : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فى المهاجرين والأنصار
فقال أبو سفيان : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بان أخيك الغداة عظيما
فقال : العباس يا أبا سفيان إنها النبوة
قال : فنعم إذن
وقام أبو سفيان فصرخ بأعلى صوته يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربة فقالت اقتلوا الحميت (الضخم) الدسم الاحمس (الذي لا خير عنده) قبح من طليعة قوم
فقال أبو سفيان ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
قالوا : قاتلك الله وما تغني عنا دارك
فقال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى الكعبة وإلى دورهم وأغلقوا أبوابهم ينتظرون ما يراد بهم
فى أواخر السنة الثامنة من الهجرة كان قد أتى على صلح الحديبية سنتان ، وكان من بين شروطه كما ذكرنا أن من أحب أن يدخل فى عهد محمد دخل فيه ومن أحب ان يدخل في عهد قريش دخل فيه وبمقتضى هذا الشرط دخلت قبلية خزاعة فى حلف مع النبى–ودخلت قبيلة بنى بكر فى حلف مع قريش ، وكانت القبيلتان تسكنان أحياء من مكة وضواحيها وبينهما تارات قديمة وعداء متوارث يرجع تاريخه الى ما قبل البعثة
وذات يوم تحركت هذه الاحقاد فاغتنم بنو بكر حلفاء قريش هدنة الحديبية وفاجأوا خزاعة حلفاء النبى وأمدتهم قريش بالخيل والسلاح حتى لقد ذكر الواقد أن ممن إشترك فى القتال سرآ صفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو مع غيرهم وعبيدهم وقد بلغ بهم الحمق والطغيان أن يطاردوا خزاعة حتى الحرم ويقاتلونهم فيه حيث لا يجوز فيه القتال
فلما انتهوا إليه قال نفر من بنى بكر لرئيسهم نوفل بن معاوية إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك فقال كلمة عظيمة لا إله اليوم يا بنى بكر اصيبوا ثأركم فلعمرى إنكم لتسرقون فى الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه
ولعل السر فى تورط قريش ومساعدتها لبنى بكر هو أنها فسرت تفسيرا خاطئا ما جرى لجيش المسلمين فى سرية مؤته إذ إعتقدت أن ما جرى كان هزيمة كبيرة لحقت بالمسلمين وهذا خطأ فادح وقعت فيه وترتب عليه إرتكابها لهذا الخطأ الأحمق وانتهاكها لشروط صلح الحديبية وما ترتب على ذلك من فتح مكة كما سنرى
خزاعة تستنجد بالرسول
فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة خرج عمرو بن سالم الخزاعي وقدم على رسول الله فى المدينة وأنشدة أبياتا ينشده فيها الحلف الذي كان بينه وبين خزاعة ويسأله المعونة والنجدة ويخبره بأن قريشا اخلفوه الموعد ونقضوا الميثاق المؤكد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: نصرت يا عمرو ابن سالم
وأراد الرسول صلى الله عليه و سلم أن يستوثق منهم الخبر ويعذر إلى قريش فبعث إليهم رجلاً يخيرهم بين ثلاث – أن يدفعوا دية قتلى خزاعة – او يبرأوا من حلف بنى نفاثة (بطن من بنى بكر) الذين قادوا الحملة على خزاعة – أو ينبذ إليهم على سواء فأجابه بعض زعمائهم لكن ننبذ إليهم على سواء وبذلك برئت ذمة قريش وقامت عليهم الحجة
ولكن قريشا فكرت في الأمر مليا اقتنعت أن المسلمين ألان قد اصبحوا قوة لا يمكن مواجهتها وأن فيهم ألان من أبطالهم السابقين خالد بن الوليد وعمرو ابن العاص وقبائل كثيرة قد اعتنقت الإسلام , ولذلك ندمت علي ما أجاب به بعض سفهائها من إجابة متهورة ، و انتهى رأيهم أن يبعثون أبا سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليجدد العهد ويزيد من المدة ويدارك الازمة قبل استفحال خطرها
وقدم أبو سفيان على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ودخل على ابنته " أم حبيبة " زوج النبى ليزورها فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله طوته عنه
فقال يا بنية : ما أدرى أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عنى ؟
قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنت رجل مشرك نجس ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال : والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر
وخرج من عندها غضبان أسفا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه ابو سفيان فلم يرد النبي شيئا فذهب ابو سفيان إلى أبي بكر فأعرض عنه كما أعرض عمر و علي فعاد أبو سفيان دون ان يحصل من النبي على وعد باستمرار المسالمة و لكنه ظهر بعهد الجوار حتى وصل الى مكة
فلما قدم على قريش قالوا لابي سفيان : ما ورائك ؟
قال جئت محمدا فكلمته فوالله ما رد على شيئاً ثم جئت ابن أبى قحافة فلم أجد فيه خيراً ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أدنى العدو ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم وقد أشار علي بشئ صنعته فوالله ما أدرى هل يغنى ذلك شيئا أم لا ؟
قالوا : وبم أمرك ؟
قال : أمرني أن اجير بين الناس ففعلت
قالوا : فهل أجاز ذلك محمد ؟
قال:لا
قالوا:ويلك والله ما زاد الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك ما قلت
قال : لا والله ما وجدت غير ذلك
التأهب لفتح مكة
واضطربت الاحوال فى مكة عقب عودة أبى سفيان وإبلاغهم بما حدث لكن النبى لم يتركها طويلا فى اضطرابها فقد عقد العزم على فتح مكة ، وتجهز النبى والمسلمون للخروج واستعان على أمره بالكتمان ثم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة وأمرهم بالجد والاستعداد وقال : اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها فى بلادها
وكان الرسول صلى الله عليه و سلم لا يريد الدماء ويرد دخول مكة فى سلام حتى لا تمس حرمتها وأن يدخل أهلها في الإسلام لينعم أهلها بنعمة الإيمان
وبينما الرسول والمسلمون على أمرهم من الاستعداد والكتمان حدثت محاولة من أحد الصحابة كادت أن تكشف نية المسلمين لمشركي مكة ، فقد كتب حاطب بن أبى بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الغزو ، ثم أعطى حاطب الكتاب لامرأة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته فى قرون رأسها ثم خرجت به ، وأتى رسول الله الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث رسول الله على بن أبى طالب والزبير بن العوام فقال أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبى بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له فى أمرهم فخرجا حتى أدركاها بالحليفة فاستنزلاها فى رحلها فلم يجدا شيئاً فقال لها على رضى الله عنه– انى أحلف ما كذب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا كذبنا ولتخرجن الكتاب أو لنكشفنك ، فلما رأت الجد منه قالت : أعرض فأعرض عنها فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته اليه ، فدعا رسول الله حاطبا
فقال يا حاطب ما حملك على هذا ؟
فقال يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكنى كنت امرأ ليس لى فى القوم أصل ولا عشيرة وكان لي
بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم
فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنقه فإنه قد نافق
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
وهكذا شفع لحاطب ماضيه الطيب مع الإسلام والمسلمين ونيته التي جعلته يتخذ هذا الموقف لا عن كفر او بغض للإسلام وإنما مصانعة لقريش من أجل أهله وأولاده وقد سامحه الله على هذا الضعف الانساني الذي تعرض له فى هذا الموقف ، وفى حاطب نزل قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ}سورة الممتحنة – الآية 1
وتحرك الجيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فى رمضان من السنة الثامنة للهجرة وكلما تقدموا انضم إليهم من سائر القبائل من يزيد فى عدد المسلمين ومنعتهم حتى بلغوا مالا يقل عن عشرة آلاف مسلم ، وصام الرسول وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد (قرية قرب مكة ) أفطر ومضى حتى نزل " مر الظهران " على بعد ثلاثين كيلو مترا شرقي مكة فضربوا خيامهم فيه وعمى الله الاخبار عن قريش فلم يأتهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يدرون ما هو فاعل وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الجيش فأوقدوا النيران فأوقدت عشرة آلاف نار حتى أضاء منها الوادي
أبو سفيان يستطلع الاخبار
وحينما رأى القرشيون فجأة هذه المشاعل الكثيرة دهشوا ولم يعلموا حقيقة ما يرون فخرج منهم أبو سفيان بن حرب ومعه حكيم بن خزام وبديل بن ورقاء يتحسسون الاخبار
وكان العباس بن عبد المطلب قد خرج من مكة قبل ذلك بأهله وعياله مسلما مهاجرا إلى المدينة فقابلوا الرسول فى الطريق مقبلا بجيشه على مكة ، فأمره الرسول أن يعود معه إلى مكة ويرسل أهله إلى المدينة وقال له الرسول:هجرتك ياعم آخر هجرة كما أن نبوتي آخر نبوة
ورأى العباس بن عبد المطلب قوة جيش المسلمين ففكر فى أمر قريش وماذا ستصنع أمام الرسول وجيشه وكان فى قلق شديد على مكة أن تفتح عنوة فقال : "واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر" وهداه تفكيره أن يخرج عسى أن يقابل أحدا يرسله إلى مكة ليخبر قريشا بما عزم عليه رسول الله ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة ، وبذلك يدخل الرسول مكة من غير أن تسفك دماء
وبينما هو كذلك سمع كلام أبى سفيان وبديل بن ورقاء (الذين بعثت بهم قريش ليتعرفوا لها خبر الجيش فى مر الظهران كما ذكرنا) وهما يتراجعان ، وأبو سفيان يقول : ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا
فرد عليه بديل بن ورقاء : هذه والله خزاعة حمشتها ( أحرقتها ) الحرب
فرد عليه أبو سفيان : خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها عسكرها ، فعرف العابس صوت أبى سفيان فنادى يا أبا حنظلة
فعرف صوته فقال : أبو الفضل
فقال العباس نعم
فقال أبو سفيان : مالك ؟ فداك أبي و أمي
فقال العباس : ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الناس واصباح قريش والله
قال فما الحيلة ، فداك أبي و أمي
فقال له العباس والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب عجز هذه البغلة حتى آتى بك رسول الله فأستأمن لك
وأركبه العباس و خشى عليه أن يدركه أحد المسلمين فيقتلة ، وأتى بأبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله
قال أبو سفيان : بأبي أنت و أمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عنى شيئا بعد
قال الرسول : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟
قال : بأبي أنت و أمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما هذه والله فإن فى النفس منها حتى الآن شيئا
فقال العباس : ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله قبل أن تضرب عنقك فأسلم وشهد شهادة الحق ثم أسلم حكيم بن خزام وبديل أبن ورقاء
وقال العباس للرسول إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ، وقد أرضاه الرسول صلى الله عليه و سلم كما يقول الشيخ الغزالي بما لا يضر أحد ولا يكلف جهدا فلما ذهب لينصرف قال رسول الله يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها – فلا تبقى فى نفسه أثارة لمقاومة – فخرج حتى حبسه بمضيق الوادي حيث أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحبسه
و تحركت كتائب الفتح وكانت القبائل تمر على راياتها كلما مرت قبيلة سأل العباس عنها فيقول مالي ولبني فلان ؟ حتى مر رسول الله صلى الله عليه و سلم فى كتيبة فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد
فقال سبحان الله يا عباس من هؤلاء ؟
قال : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فى المهاجرين والأنصار
فقال أبو سفيان : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بان أخيك الغداة عظيما
فقال : العباس يا أبا سفيان إنها النبوة
قال : فنعم إذن
وقام أبو سفيان فصرخ بأعلى صوته يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربة فقالت اقتلوا الحميت (الضخم) الدسم الاحمس (الذي لا خير عنده) قبح من طليعة قوم
فقال أبو سفيان ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
قالوا : قاتلك الله وما تغني عنا دارك
فقال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى الكعبة وإلى دورهم وأغلقوا أبوابهم ينتظرون ما يراد بهم
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
تطهير ضواحي مكة من الأصنام
وأقام الرسول بمكة بضعة عشرة يوما ينظم شئونها ويفقه أهلها فى الدين وفى هذه الأثناء بعث السرايا للدعوة على الإسلام لا للقتال ولتحطيم الأصنام من غير سفك الدماء فوجه خالد بن الوليد لهدم صنم "العزى" أكبر أصنام قريش وأرسل عمرو بن العاص لهدم"سواع" وهو أكبر أصنام هذيل وبعث سعد بن زيد الاشهلي لهدم "مناة" وقد عادت كل هذه السرايا مكللة بالنجاح وذهبت هيبة الأوثان من النفوس وزال سلطانها
سرية خالد بن الوليد إلى بنى خزيمة
فى شوال سنة ثمان قبل الخروج إلى حنين عند جميع أهل المغازي وقد بعثه عليه الصلاة والسلام لما رجع من هدم العزى والرسول مقيم بمكة وبعث معه ثلاثمائة وخمسين رجلا داعيا الى الإسلام
حرمة مكة
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة خطيبا فأعلن حرمة مكة إلى يوم القيامة "لا يحل لامرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما أو يعضد (يقطع) بها شجرة" وقال : "لم تحلل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد يكون بعدي" ثم إنصرف راجعا إلى المدينة
اثر فتح مكة
وكان لفتح مكة أثر عميق فى نفوس العرب فشرح الله صدر كثير منهم للإسلام ، وأقبلوا على الإسلام إقبالا لم يعرف قبل ذلك وصاروا يدخلون فى دين الله أفواجا
وأقام الرسول بمكة بضعة عشرة يوما ينظم شئونها ويفقه أهلها فى الدين وفى هذه الأثناء بعث السرايا للدعوة على الإسلام لا للقتال ولتحطيم الأصنام من غير سفك الدماء فوجه خالد بن الوليد لهدم صنم "العزى" أكبر أصنام قريش وأرسل عمرو بن العاص لهدم"سواع" وهو أكبر أصنام هذيل وبعث سعد بن زيد الاشهلي لهدم "مناة" وقد عادت كل هذه السرايا مكللة بالنجاح وذهبت هيبة الأوثان من النفوس وزال سلطانها
سرية خالد بن الوليد إلى بنى خزيمة
فى شوال سنة ثمان قبل الخروج إلى حنين عند جميع أهل المغازي وقد بعثه عليه الصلاة والسلام لما رجع من هدم العزى والرسول مقيم بمكة وبعث معه ثلاثمائة وخمسين رجلا داعيا الى الإسلام
حرمة مكة
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة خطيبا فأعلن حرمة مكة إلى يوم القيامة "لا يحل لامرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما أو يعضد (يقطع) بها شجرة" وقال : "لم تحلل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد يكون بعدي" ثم إنصرف راجعا إلى المدينة
اثر فتح مكة
وكان لفتح مكة أثر عميق فى نفوس العرب فشرح الله صدر كثير منهم للإسلام ، وأقبلوا على الإسلام إقبالا لم يعرف قبل ذلك وصاروا يدخلون فى دين الله أفواجا
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
مناوشات قليلة
وقسم الرسول صلى الله عليه و سلم المسلمين إلى عدة فرق تدخل كل فرقة ناحية من نواحي مكة حتى يضع يده على المدينة كلها فى وقت واحد ، وأصدر أوامره المشددة إلى جميع الفرق ألا تقاتل أو تسفك دما إلا إذا أكرهت على ذلك إكراها ، وأن يعف الجيش عن أموال أهل مكة وممتلكاتهم وأن يكفوا أيديهم عنها وكان تقسيم الجيش على الوجه التالي
وروى أن سعد بن عبادة قال فى ذلك (اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا ) فشكا أبو سفيان إلى رسول الله ما سمعه من سعد بن عبادة فاستنكر رسول الله ذلك وقال : بل اليوم يوم المرحمة اليوم يعز الله قريشا ويعظم الله الكعبة
ودخلت الجيوش كلها مكة فلم تلق منها مقاومة إلا مناوشات قليلة بقيادة صفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمر من قريش وبين أصحاب خالد بن الوليد فى الخندمه وهو مكان أسفل مكة ، وأصيب من المشركين كما يقول ابن اسحقا ثلاثة عشر رجلا ثم انهزموا ، وتم الاستيلاء على جميع أطراف مكة وضواحيها ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وهو خافض رأسه تواضعا لله عز وجل حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح حتى أن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل ودخل وهو يقرأ سورة الفتح ، وكان ذلك صبح يوم الجمعة لعشرين ليلة خلت من رمضان سنة ثمان من الهجرة
وانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى وصل البيت فطاف بالبيت سبعا ، وكان فى يده قوس وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل كلما مر بصنم طعنها بالقوس ويقول : "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" والأصنام تتساقط على وجوهها
ورأى فى الكعبة الصور والتماثيل فأمر بالصور فطمست وبالتماثيل فكسرت ، وكان مما رآه صور الملائكة وغيرها فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا فى يده الازلام ويستقسم بها فقال قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم بالازلام ما شأن إبراهيم والازلام {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} - سورة آل عمران آية 67
ولما قضى عليه الصلاة والسلام طوافة دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له ودخل ثم أعادها عليه السلام لعثمان قائلاً :خذوها يا بنى طلحة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم
وتكاثر الناس حول الرسول فى المسجد حتى امتلأ وهم ينظرون ماذا سيصنع الرسول بهم وقد مكنه الله منهم فنظر إليهم الرسول ثم قال : لا اله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات – آية 13
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟
قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم
قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لاخوته "لا تثريب عليكم اليوم" أذهبوا فانتم الطلقاء
وأمر بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة ورؤساء قريش وأشرافهم يسمعون كلمة الله تعلو وصداها يتردد فى أرجاء مكة ، ودخل الرسول دار أم هانىء بنت أبى طالب فاغتسل وصلى ثماني ركعات صلاة الفتح شكر الله تعالى على ما انعم به عليه
وبهذه الكلمات والتصرفات عفا الرسول عن كل شئ وتناسى كل إساءة وتجاوز عن جرائم قريش الماضية كلها حتى لقد امتد عفوه فشمل من كان قد أهدر دماءهم عند دخول مكة وإن تعلقوا بأستار الكعبة وقبل شفاعة من لم ينفذ فيه القتل منهم ورأت قريش تلك السماحة وذلك الكرم ففتحت للرسول قلوبها فكان هذا الفتح بلا شك أجل وأعظم من أن تصل إليه سيوف المسلمين فقد لانت أفئدة ما كانت لتلين ورقت القلوب القاسية والتفت حول الرسول فى إعجاب بالغ على الصفا حين جلس للبيعة
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهند بنت عتبة
جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم على الصفا واجتمع الناس حوله لبيعه على الإسلام فأخذ عليهم العهد بالسمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا ، ولما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة زوج أبى سفيان متنقبة متنكرة لما كان من صنيعها بحمزة عم النبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى صلى الله عليه و سلم لهن : بايعنني على ألا تشركن بالله شيئا
فقالت هند : والله إنك لتأخذ علينا أمرا لا تأخذه على الرجال وسنؤتيكه
فقال النبي : ولا تسرقن
فقالت : والله إني كنت أصبت من مال أبى سفيان الهنة وما كنت أدري أكان حلا لي أم لا؟
فقال أبو سفيان وكان شاهدا لما تقول : أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : وإنك لهند بنت عتبة ؟
قالت : نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك
ثم قال : ولا تزنين
فقالت : يا رسول الله وهل تزني الحرة
ولما قال: ولا تقتلن أولادكن
قالت: ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم
فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى استغرب أي بالغ فى الضحك
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : ولا تأتين بهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن
قالت : والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل
ثم قال : ولا تعصينني في معروف
قالت : ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد نعصيك فى معروف
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يصافح النساء ولا يمس امرأة ولا تسمه إلا امرأة أحلها الله له أو ذات محرم منه
تخوف الأنصار من بقاء الرسول بمكة
ولما فتح الله مكة على رسوله –وهى بلده و وطنه وأحب بلاد الله الى قلبه-تحدث الأنصار فيما بينهم فقالوا : أترون رسول الله إذ فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم بها ؟
وسأل رسول الله الأنصار عن حديثهم ولا يعرفه غيرهم فاستحيوا فقال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم : معاذا الله المحيا محياكم والممات مماتكم فاطمأنت قلوبهم وضرب الرسول بذلك أروع المثل فى البر والوفاء
إسلام فضالة
وعندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمسجد يطوف بالبيت اقترب منه فضالة بن عمير وهم بقتله فلما دنا منه قال له : أي فضالة
قال : نعم يا رسول الله
فقال له الرسول : ماذا كنت تحدث به نفسك ؟
قال : لا شئ كنت اذكر الله
فضحك النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه
وكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلى منه ورجع فضالة إلى أهله فمر بأمراة كان يتحدث إليها فقالت هلم إلى الحديث فقال لا وانبعث فضالة يقول
وقسم الرسول صلى الله عليه و سلم المسلمين إلى عدة فرق تدخل كل فرقة ناحية من نواحي مكة حتى يضع يده على المدينة كلها فى وقت واحد ، وأصدر أوامره المشددة إلى جميع الفرق ألا تقاتل أو تسفك دما إلا إذا أكرهت على ذلك إكراها ، وأن يعف الجيش عن أموال أهل مكة وممتلكاتهم وأن يكفوا أيديهم عنها وكان تقسيم الجيش على الوجه التالي
خالد بن الوليد على الجناح الأيمن وعليه أن يدخل مكة من أسفلها | . |
الزبير بن العوام على الجناح الأيسر وعليه أن يدخل مكة من أعلاها عن طريق جبل كدى | . |
أبو عبيدة بن الجراح جعله على المهاجرين وعليهم أن يدخلوا مكة من أعلاها فى حذاء جبل هند | . |
سعد بن عباده ويدخل مكة من جانبها الغربي ناحية جبل كداء ومعه الراية حتى نزعت منه كما سنذكر ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة وضربت له هنالك قبته | . |
ودخلت الجيوش كلها مكة فلم تلق منها مقاومة إلا مناوشات قليلة بقيادة صفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمر من قريش وبين أصحاب خالد بن الوليد فى الخندمه وهو مكان أسفل مكة ، وأصيب من المشركين كما يقول ابن اسحقا ثلاثة عشر رجلا ثم انهزموا ، وتم الاستيلاء على جميع أطراف مكة وضواحيها ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وهو خافض رأسه تواضعا لله عز وجل حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح حتى أن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل ودخل وهو يقرأ سورة الفتح ، وكان ذلك صبح يوم الجمعة لعشرين ليلة خلت من رمضان سنة ثمان من الهجرة
وانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى وصل البيت فطاف بالبيت سبعا ، وكان فى يده قوس وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل كلما مر بصنم طعنها بالقوس ويقول : "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" والأصنام تتساقط على وجوهها
ورأى فى الكعبة الصور والتماثيل فأمر بالصور فطمست وبالتماثيل فكسرت ، وكان مما رآه صور الملائكة وغيرها فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا فى يده الازلام ويستقسم بها فقال قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم بالازلام ما شأن إبراهيم والازلام {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} - سورة آل عمران آية 67
ولما قضى عليه الصلاة والسلام طوافة دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له ودخل ثم أعادها عليه السلام لعثمان قائلاً :خذوها يا بنى طلحة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم
وتكاثر الناس حول الرسول فى المسجد حتى امتلأ وهم ينظرون ماذا سيصنع الرسول بهم وقد مكنه الله منهم فنظر إليهم الرسول ثم قال : لا اله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات – آية 13
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟
قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم
قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لاخوته "لا تثريب عليكم اليوم" أذهبوا فانتم الطلقاء
وأمر بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة ورؤساء قريش وأشرافهم يسمعون كلمة الله تعلو وصداها يتردد فى أرجاء مكة ، ودخل الرسول دار أم هانىء بنت أبى طالب فاغتسل وصلى ثماني ركعات صلاة الفتح شكر الله تعالى على ما انعم به عليه
وبهذه الكلمات والتصرفات عفا الرسول عن كل شئ وتناسى كل إساءة وتجاوز عن جرائم قريش الماضية كلها حتى لقد امتد عفوه فشمل من كان قد أهدر دماءهم عند دخول مكة وإن تعلقوا بأستار الكعبة وقبل شفاعة من لم ينفذ فيه القتل منهم ورأت قريش تلك السماحة وذلك الكرم ففتحت للرسول قلوبها فكان هذا الفتح بلا شك أجل وأعظم من أن تصل إليه سيوف المسلمين فقد لانت أفئدة ما كانت لتلين ورقت القلوب القاسية والتفت حول الرسول فى إعجاب بالغ على الصفا حين جلس للبيعة
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهند بنت عتبة
جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم على الصفا واجتمع الناس حوله لبيعه على الإسلام فأخذ عليهم العهد بالسمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا ، ولما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة زوج أبى سفيان متنقبة متنكرة لما كان من صنيعها بحمزة عم النبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى صلى الله عليه و سلم لهن : بايعنني على ألا تشركن بالله شيئا
فقالت هند : والله إنك لتأخذ علينا أمرا لا تأخذه على الرجال وسنؤتيكه
فقال النبي : ولا تسرقن
فقالت : والله إني كنت أصبت من مال أبى سفيان الهنة وما كنت أدري أكان حلا لي أم لا؟
فقال أبو سفيان وكان شاهدا لما تقول : أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : وإنك لهند بنت عتبة ؟
قالت : نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك
ثم قال : ولا تزنين
فقالت : يا رسول الله وهل تزني الحرة
ولما قال: ولا تقتلن أولادكن
قالت: ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم
فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى استغرب أي بالغ فى الضحك
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : ولا تأتين بهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن
قالت : والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل
ثم قال : ولا تعصينني في معروف
قالت : ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد نعصيك فى معروف
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يصافح النساء ولا يمس امرأة ولا تسمه إلا امرأة أحلها الله له أو ذات محرم منه
تخوف الأنصار من بقاء الرسول بمكة
ولما فتح الله مكة على رسوله –وهى بلده و وطنه وأحب بلاد الله الى قلبه-تحدث الأنصار فيما بينهم فقالوا : أترون رسول الله إذ فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم بها ؟
وسأل رسول الله الأنصار عن حديثهم ولا يعرفه غيرهم فاستحيوا فقال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم : معاذا الله المحيا محياكم والممات مماتكم فاطمأنت قلوبهم وضرب الرسول بذلك أروع المثل فى البر والوفاء
إسلام فضالة
وعندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمسجد يطوف بالبيت اقترب منه فضالة بن عمير وهم بقتله فلما دنا منه قال له : أي فضالة
قال : نعم يا رسول الله
فقال له الرسول : ماذا كنت تحدث به نفسك ؟
قال : لا شئ كنت اذكر الله
فضحك النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه
وكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلى منه ورجع فضالة إلى أهله فمر بأمراة كان يتحدث إليها فقالت هلم إلى الحديث فقال لا وانبعث فضالة يقول
قالت هلم إلى الحديث فقلت لا | يأبى عليك الله والإسلام | |
بالفتح يوم تكسر الأصنام | لو ما رأيت محمدا وقبيله | |
والشرك يغشى وجهة الإظلام | لرأيت دين الله أضحى بيننا |
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
غزة حنين
لما سمعت هوزان برسول الله صلى الله عليه و سلم وما فتح الله عليه من مكة راعهم إنتصار المسلمين ، وكانت هوازن قوة كبيرة بعد قريش فلم تخضع لما خضعت له قريش واردات أن يكون لها الفضل فى التصدي لقتال المسلمين واستصال شأفتهم فيقال إن هوازن إستطاعت ما لم تستطعه قريش وكان قبائل هوازن تقع على بعد بضعة عشر ميلا من مكة من جهة عرفات وقام مالك بن عوف النضري –سيد هوازن– فنادى بحرب الرسول صلى الله عليه و سلم واجتمع اليه مع هوازان ثقيف كلها ونصر وحثم كلها وسعد بن بكر وناس من هلال-تبعد عن مكة 120 كم و أهم مدنها الطائف-و سعد بن بكر بجوارها و هما في الجنوب الشرقي من مكة
واجمعوا السير الى الرسول صلى الله عليه و سلم وبلغ من عنادهم وتحديهم انهم جمعوا اموالهم ونساءهم وأبناءهم وانعامهم فى مؤخرة الجيش عند (اوطاس) ليكون ذلك حافزا لهم على الثبات والاستماتة في القتال
وذهب إلى دريد بن الصمة وكان شيخا كبيرا مجربا مشهوراً بأصالة الرأي والحكمة فيهم يسألونه الرأي والمشورة فلما سمع دريد رغاء البعير وثغاء الشاه وبكاء الصغير سأل عن سبب خروج المقاتلين ومعهم أموالهم وأبناءهم ونساءهم فقال له مالك بن عوف قائدهم أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم فزجره دريد وأخبره أنه لا يرد المنهزم شئ وقال له إن كانت الحرب لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه وإن كانت عليك فضحت فى أهلك ومالك ولم يأبه مالك بن عوف لقول دريد ومشورته و قال مالك للناس : إذا رأيتم المسلمين فاكسروا جفون سيوفكم ثم شدوا شدة رجل واحد
وبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم خبرة هذه الاستعدادات فقرر على الفور أن يبدأ بمهاجمتهم وخرج إليهم من مكة يوم السبت 6 شوال سنة ثمان من الهجرة على رأس جيش يبلغ عدده اثني عشر الفا من بينهم الفان من أهل مكة ومنهم من هو حديث العهد بالإسلام ومنهم من لم يسلم – واستعار رسول الله من صفوان ابن أمية أدرعا وسلاحا وهو يومئذ مشرك
ومضى رسول الله بجيشه الكبير يريد لقاء هوازن ونظر بعض المسلمين فوجد أن عدد الجيش كبيراً لم يبلغه فى غزوة قبل ذلك فقالوا : لن نغلب اليوم عن قلة
وكانت هوازن و أحلافها قد رسموا خطتهم على الاستفادة من طبيعة البلاد فعسكروا فى وادي حنين وكمنوا لهم فى شعابه و أمنائه ومضايقه بحيث لا يراهم الداخل إلى الوادي وقد أجمعوا وتهيئوا واستعدوا وربضوا فى اماكنهم طوال الليل فى انتظار مرور جيش المسلمين إلى حنين وكان على المسلمين ليذهبوا اليهم أن يجتازوا هذه المضايق والأنحاء و الشعاب
وسار جيش المسلمين حتى أقترب من مدخل وادي حنين فتقدم المسلمون إلى مدخله وهم ينحدرون فيه انحدارا فى ظلام الصبح ففاجأهم كمين العدو الذي كان مستتراً في شعاب الوادي ومضايقة ورشقوهم بالنبال وأصلتوا عليهم السيوف وشدوا عليهم شدة رجل واحد
فانزعج المسلمون لهول المفاجأة وانتشر عامة الناس راجعين لا يلوى منهم أحد على أحد وضاق عليهم المهرب فارتطموا في الظلام بما وراءهم من الصفوف فاختلط الحابل بالنابل ولجأ أكثرهم إلى الفرار
ولما رأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من مسلمة الفتح والذين لما يدخل الإيمان في قلوبهم هذه الهزيمة شمت بعضهم وتكلم رجال منهم بما فى أنفسهم من الضغن فقال أبو سفيان : ولا ينتهي هزيمتهم دون البحر
وقال آخر : ألا بطل السحر اليوم
وحاول شيبة بن طلعة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب اليه ليقتله ولكن الله لم يمكنه منه وناداه الرسول فمسح صدره ثم قال : اللهم أعذه من الشيطان
يقول شيبة : فوالله لقد كان ساعتئذ أحب إلى من سمعي وبصري ونفسي وأذهب الله ما كان فى نفسي
اما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد ثبت مع قلة من أصحابه لا يتزحزح وأخذ يحاول جاهدا جمع قواته المبعثرة وهو يقول
هلموا إلى أيها الناس أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله
وجعل العباس ينادي يا معشر الأنصار يا أصحاب الشجرة –يعنى شجرة الرضوان– فاجابوا لبيك وكان رجلا صيتا قال فيذهب الرجل ليأتي بعيره فلا يقدر على ذلك يمنعه كثرة الاعراب المهزومين فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وقوسه وترسه ويقتحم عن بعيره ويخلى سبيله ويؤم الصوت حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا اجتمع إليه منهم طائفة قام الرسول بهجوم مضاد فاقتتلوا قتالاً عنيفاً ونظر الرسول إلى هذا القتال الضاري فقال : الآن حمي الوطيس ثم اخذ رسول الله حصيات فرمى بها وجوه الكفار ثم قال : إنهزموا ورب محمد فما هو إلا أن رماهم يقول العباس فمازلت أرى جندهم كليلا وأمرهم مدبراً
وأنزل الله تبارك وتعالى ملائكته بالنصر فامتلأ بهم الودي وتمت هزيمة هوازن وذلك قوله تعالى :{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ {25} ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} سورة التوبة-آية 25-26
وغنم المسلمون في الغزوة غنائم كبيرة كانت أعظم غنيمة حصل عليها المسلمون إلي هذا الوقت فقد بلغ ما جمعه المسلمون كما يروي ستة آلاف من الذرارى والنساء, والإبل أربعة وعشرون ألفا, والغنم أكثر من أربعين ألف شاه, وأربعة آلاف أوقية من الفضة
وأمر الرسول صلى الله عليه و سلم أن ترسل هذا الغنائم إلى (الجعرانة) فحبست بها حيث بقيت بها إلى أن عاد الرسول من حصار الطائف كما سنذكر فى الصفحات التالية, ويمكننا أن نقول أن غزوة حنين وهزيمة هوازن كانت آخر مقاومة كبيرة قاومها العرب للرسول والمسلمين وشرح الله صدورهم للدخول فى الإسلام بعد ذلك كما سنرى
لما سمعت هوزان برسول الله صلى الله عليه و سلم وما فتح الله عليه من مكة راعهم إنتصار المسلمين ، وكانت هوازن قوة كبيرة بعد قريش فلم تخضع لما خضعت له قريش واردات أن يكون لها الفضل فى التصدي لقتال المسلمين واستصال شأفتهم فيقال إن هوازن إستطاعت ما لم تستطعه قريش وكان قبائل هوازن تقع على بعد بضعة عشر ميلا من مكة من جهة عرفات وقام مالك بن عوف النضري –سيد هوازن– فنادى بحرب الرسول صلى الله عليه و سلم واجتمع اليه مع هوازان ثقيف كلها ونصر وحثم كلها وسعد بن بكر وناس من هلال-تبعد عن مكة 120 كم و أهم مدنها الطائف-و سعد بن بكر بجوارها و هما في الجنوب الشرقي من مكة
واجمعوا السير الى الرسول صلى الله عليه و سلم وبلغ من عنادهم وتحديهم انهم جمعوا اموالهم ونساءهم وأبناءهم وانعامهم فى مؤخرة الجيش عند (اوطاس) ليكون ذلك حافزا لهم على الثبات والاستماتة في القتال
وذهب إلى دريد بن الصمة وكان شيخا كبيرا مجربا مشهوراً بأصالة الرأي والحكمة فيهم يسألونه الرأي والمشورة فلما سمع دريد رغاء البعير وثغاء الشاه وبكاء الصغير سأل عن سبب خروج المقاتلين ومعهم أموالهم وأبناءهم ونساءهم فقال له مالك بن عوف قائدهم أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم فزجره دريد وأخبره أنه لا يرد المنهزم شئ وقال له إن كانت الحرب لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه وإن كانت عليك فضحت فى أهلك ومالك ولم يأبه مالك بن عوف لقول دريد ومشورته و قال مالك للناس : إذا رأيتم المسلمين فاكسروا جفون سيوفكم ثم شدوا شدة رجل واحد
وبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم خبرة هذه الاستعدادات فقرر على الفور أن يبدأ بمهاجمتهم وخرج إليهم من مكة يوم السبت 6 شوال سنة ثمان من الهجرة على رأس جيش يبلغ عدده اثني عشر الفا من بينهم الفان من أهل مكة ومنهم من هو حديث العهد بالإسلام ومنهم من لم يسلم – واستعار رسول الله من صفوان ابن أمية أدرعا وسلاحا وهو يومئذ مشرك
ومضى رسول الله بجيشه الكبير يريد لقاء هوازن ونظر بعض المسلمين فوجد أن عدد الجيش كبيراً لم يبلغه فى غزوة قبل ذلك فقالوا : لن نغلب اليوم عن قلة
وكانت هوازن و أحلافها قد رسموا خطتهم على الاستفادة من طبيعة البلاد فعسكروا فى وادي حنين وكمنوا لهم فى شعابه و أمنائه ومضايقه بحيث لا يراهم الداخل إلى الوادي وقد أجمعوا وتهيئوا واستعدوا وربضوا فى اماكنهم طوال الليل فى انتظار مرور جيش المسلمين إلى حنين وكان على المسلمين ليذهبوا اليهم أن يجتازوا هذه المضايق والأنحاء و الشعاب
وسار جيش المسلمين حتى أقترب من مدخل وادي حنين فتقدم المسلمون إلى مدخله وهم ينحدرون فيه انحدارا فى ظلام الصبح ففاجأهم كمين العدو الذي كان مستتراً في شعاب الوادي ومضايقة ورشقوهم بالنبال وأصلتوا عليهم السيوف وشدوا عليهم شدة رجل واحد
فانزعج المسلمون لهول المفاجأة وانتشر عامة الناس راجعين لا يلوى منهم أحد على أحد وضاق عليهم المهرب فارتطموا في الظلام بما وراءهم من الصفوف فاختلط الحابل بالنابل ولجأ أكثرهم إلى الفرار
ولما رأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من مسلمة الفتح والذين لما يدخل الإيمان في قلوبهم هذه الهزيمة شمت بعضهم وتكلم رجال منهم بما فى أنفسهم من الضغن فقال أبو سفيان : ولا ينتهي هزيمتهم دون البحر
وقال آخر : ألا بطل السحر اليوم
وحاول شيبة بن طلعة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب اليه ليقتله ولكن الله لم يمكنه منه وناداه الرسول فمسح صدره ثم قال : اللهم أعذه من الشيطان
يقول شيبة : فوالله لقد كان ساعتئذ أحب إلى من سمعي وبصري ونفسي وأذهب الله ما كان فى نفسي
اما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد ثبت مع قلة من أصحابه لا يتزحزح وأخذ يحاول جاهدا جمع قواته المبعثرة وهو يقول
أنا ابن عبد المطلب | أنا النبي لا كذب |
وجعل العباس ينادي يا معشر الأنصار يا أصحاب الشجرة –يعنى شجرة الرضوان– فاجابوا لبيك وكان رجلا صيتا قال فيذهب الرجل ليأتي بعيره فلا يقدر على ذلك يمنعه كثرة الاعراب المهزومين فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وقوسه وترسه ويقتحم عن بعيره ويخلى سبيله ويؤم الصوت حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا اجتمع إليه منهم طائفة قام الرسول بهجوم مضاد فاقتتلوا قتالاً عنيفاً ونظر الرسول إلى هذا القتال الضاري فقال : الآن حمي الوطيس ثم اخذ رسول الله حصيات فرمى بها وجوه الكفار ثم قال : إنهزموا ورب محمد فما هو إلا أن رماهم يقول العباس فمازلت أرى جندهم كليلا وأمرهم مدبراً
وأنزل الله تبارك وتعالى ملائكته بالنصر فامتلأ بهم الودي وتمت هزيمة هوازن وذلك قوله تعالى :{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ {25} ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} سورة التوبة-آية 25-26
وغنم المسلمون في الغزوة غنائم كبيرة كانت أعظم غنيمة حصل عليها المسلمون إلي هذا الوقت فقد بلغ ما جمعه المسلمون كما يروي ستة آلاف من الذرارى والنساء, والإبل أربعة وعشرون ألفا, والغنم أكثر من أربعين ألف شاه, وأربعة آلاف أوقية من الفضة
وأمر الرسول صلى الله عليه و سلم أن ترسل هذا الغنائم إلى (الجعرانة) فحبست بها حيث بقيت بها إلى أن عاد الرسول من حصار الطائف كما سنذكر فى الصفحات التالية, ويمكننا أن نقول أن غزوة حنين وهزيمة هوازن كانت آخر مقاومة كبيرة قاومها العرب للرسول والمسلمين وشرح الله صدورهم للدخول فى الإسلام بعد ذلك كما سنرى
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
غزوة الطائف
كان مالك بن عوف الذي قاد الجموع إلى حنين سار بعد الهزيمة مع ثقيف إلى الطائف, وأغلقوا عليهم أبواب مدينتهم ودخلوا حصنهم المنيع بعد أن جمعوا فيه من المؤن والذخيرة ما يكفيهم لمدة عام, فسار الرسول إليهم ومضى حتى نزل قريبا من الطائف وضرب المسلمون حولهم الحصار وقذفوا حصنهم بالمنجنيق لأول مرة واستمر حصارهم كما ذكر ابن إسحق بضعا وعشرين ليلة قاتلوا فيها قتالا شديد وتراموا بالنبل
ولما ضاق الحصار وطالت الحرب أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقطع الأعناب والنخيل لثقيف, وهى مما يعتمدون علية في معاشهم ووقع المسلمين فيها يقطعون علهم يخرجون للدفاع أو طلب الصلح لكنهم سألوا الرسول أن يدعها لله والرحم فقال فإني أدعها لله والرحم
وفى أحد الأيام استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم نوفل بن معاوية الديلي وقال : يا نوفل ما ترى فى المقام عليهم؟
فقال : يا رسول الله ثعلب فى جحر إن أقمت علية أخذته وأن تركته لم يضرك
ورفع النبي صلى الله عليه و سلم عنهم الحصار وقرر العودة دون أن يفتح الطائف فلما ارتحلوا قال لهم الرسول قولوا: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون وفى أثناء الرجوع طلب بعض الصحابة من الرسول أن يدعو على ثقيف فقال: اللهم أهد ثقيفاً وأت بهم مسلمين
وسار الرسول بجيشه حتى نزل الجعرانه (حيث كان قد ترك الغنائم والسبي الذي حازه من هوازن وحلفائها) وتأنى بها بضعة عشر يوما ليرجع إليه هوازن ومن حالفهم تائبين فيرد عليهم غنائمهم فلم يجئه أحد فشرع يقسمها ليسكت هؤلاء المتطلعين الذين أزدحموا على رسول الله يقول: يا رسول الله أقسم علينا فيأنا, حتى الجئوه إلى شجرة فاختطف منة رداءه فقال : أيها الناس ردوا على ردائي فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم ثم ما لقيتموني بخيلاً و لا جباناً ولا كذاباً ثم قال إلى جنب بعير فأخذ من سنامه وبره فجعلها بين إصبعيه ثم رفعها فقال : أيها الناس والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود عليكم
وأعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤلفة قلوبهم وكانوا من أشراف قريش وبعض القبائل الأخرى يتألفهم ويتألف بهم قومهم فأعطى أبا سفيان أبن حرب مائة بعير وأعطى ابنة معاوية مائة أخرى وأعطى حكيم بن حزام مائة... إلخ وأعطى عباس بن مرداس بعض الابل فسخطها وعاتب فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال فى ذلك شعرا فأعطاه الرسول حتى رضي ولم يعط الرسول من هذه الغنائم للأنصار ولا كبار المهاجرين ووكلهم إلى إسلامهم
موقف الأنصار
ولما أعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم من تلك العطايا فى قريش وفى قبائل العرب ولم يكن فى الأنصار منها شئ وجد هذا الحي من الأنصار فى أنفسهم حتى كثرت منهم القاله, حتى قال قائلهم : قد لقي والله رسول الله قومه
فذهب سعد بن عباده إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك فى أنفسهم لما صنعت فى هذا الفيء الذي أصبت قسمت فى قومك وأعطيت عطايا عظيمة فى قبائل العرب ولم يك هذا الحي من الأنصار منها شئ
فقال الرسول: فأين أنت من ذلك يا سعد؟
قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي
قال : فأجمع لي قومك في هذه الحظيرة
فخرج سعد فجمع الأنصار وقال: يا رسول الله لك هذا الحي من الأنصار
فأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله و أثنى عليه بما هو أهله ثم خطب الأنصار قائلا: يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟؟
قالوا: بلى الله ورسوله آمن وأفضل
قال: ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟؟
قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله لله و لرسوله المن والفضل
قال: اما والله لو شئتم لقلتم يا معشر الأنصار فى أنفسكم فى لعاعة (شجرة خضراء شبه بها نعيم الدنيا) من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعب لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار
فبكى القوم حتى أحضلوا (بللوا) لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا
الرسول يرد السبايا إلى هوازن
وأتى وفد هوازن إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وقد أسلموا وسألوا رسول الله أن يرد عليهم سبيهم وثروتهم
فقالوا : يا رسول الله إنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك
وقال أحدهم: يا رسول الله إنما فى الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟؟
فقالوا : يا رسول الله خيرتنا بين أموالنا وأحسابنا- بل نرد إلينا نساءنا وأبناءنا فهو أحب إلينا
فقال: أما ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله فى أبنائنا ونسائنا فأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم
فلما صلى رسول الله بالناس الظهر قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به فقال رسول الله : أما ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم و قال المهاجرون : ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم, و أبى ثلاثة من بنى تميم وبنى فزارة أن يتنازلوا عن سبيهم
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين وقد كنت استأنيت بهم وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئا فمن كان عنده منهن شيء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرد عليهم وله فريضة ست فرائض من أول ما يفئ الله علينا
فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم ولم يتخلف منهم أحد وسأل رسول الله الوفد عن مالك بن عوف فأخبرهم أنه بالطائف مع ثقيف فقال أخبروه أنه إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل, وعلم مالك بن عوف بذلك فخرج من الطائف سراً وأدرك رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجعرانة أو بمكة فرد علية أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل و أسلم فحسن إسلامه فأستعمله رسول الله على من أسلم من قومه من القبائل التي حول الطائف
الشيماء أخت الرسول
وكان من ضمن السبايا الشيماء بنت حليمة السعدية أخت رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة, وأعنفوا عليها فى السوق وهم لا يدرون فقالت للمسلمين: أتعلمون والله إنني لأخت صاحبكم من الرضاعة فلم يصدقوها حتى أتوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولما إنتهت الشيماء الى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت يا رسول الله: إنس أختك من الرضاعة
قال : وما علامة ذلك؟
قالت : عضة عضضتها فى ظهري وأنا متوركتك-يعنى حاملتك على وركي
وعرف رسول الله صلى الله عليه و سلم العلامة فسر بها وأدناها منة وبسط لها رداءه وأجلسها عليه ثم خيرها بين الإقامة معه أو العودة إلى قومها فرأت أن تعود إلى قومها فأجابها لذلك وأعطها ثلاثة أعبد وجارية ونعما وشاة- هذا ولا يفوتنا أن نذكر أن الشيماء قد أسلمت
كان مالك بن عوف الذي قاد الجموع إلى حنين سار بعد الهزيمة مع ثقيف إلى الطائف, وأغلقوا عليهم أبواب مدينتهم ودخلوا حصنهم المنيع بعد أن جمعوا فيه من المؤن والذخيرة ما يكفيهم لمدة عام, فسار الرسول إليهم ومضى حتى نزل قريبا من الطائف وضرب المسلمون حولهم الحصار وقذفوا حصنهم بالمنجنيق لأول مرة واستمر حصارهم كما ذكر ابن إسحق بضعا وعشرين ليلة قاتلوا فيها قتالا شديد وتراموا بالنبل
ولما ضاق الحصار وطالت الحرب أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقطع الأعناب والنخيل لثقيف, وهى مما يعتمدون علية في معاشهم ووقع المسلمين فيها يقطعون علهم يخرجون للدفاع أو طلب الصلح لكنهم سألوا الرسول أن يدعها لله والرحم فقال فإني أدعها لله والرحم
وفى أحد الأيام استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم نوفل بن معاوية الديلي وقال : يا نوفل ما ترى فى المقام عليهم؟
فقال : يا رسول الله ثعلب فى جحر إن أقمت علية أخذته وأن تركته لم يضرك
ورفع النبي صلى الله عليه و سلم عنهم الحصار وقرر العودة دون أن يفتح الطائف فلما ارتحلوا قال لهم الرسول قولوا: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون وفى أثناء الرجوع طلب بعض الصحابة من الرسول أن يدعو على ثقيف فقال: اللهم أهد ثقيفاً وأت بهم مسلمين
وسار الرسول بجيشه حتى نزل الجعرانه (حيث كان قد ترك الغنائم والسبي الذي حازه من هوازن وحلفائها) وتأنى بها بضعة عشر يوما ليرجع إليه هوازن ومن حالفهم تائبين فيرد عليهم غنائمهم فلم يجئه أحد فشرع يقسمها ليسكت هؤلاء المتطلعين الذين أزدحموا على رسول الله يقول: يا رسول الله أقسم علينا فيأنا, حتى الجئوه إلى شجرة فاختطف منة رداءه فقال : أيها الناس ردوا على ردائي فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم ثم ما لقيتموني بخيلاً و لا جباناً ولا كذاباً ثم قال إلى جنب بعير فأخذ من سنامه وبره فجعلها بين إصبعيه ثم رفعها فقال : أيها الناس والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود عليكم
وأعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤلفة قلوبهم وكانوا من أشراف قريش وبعض القبائل الأخرى يتألفهم ويتألف بهم قومهم فأعطى أبا سفيان أبن حرب مائة بعير وأعطى ابنة معاوية مائة أخرى وأعطى حكيم بن حزام مائة... إلخ وأعطى عباس بن مرداس بعض الابل فسخطها وعاتب فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال فى ذلك شعرا فأعطاه الرسول حتى رضي ولم يعط الرسول من هذه الغنائم للأنصار ولا كبار المهاجرين ووكلهم إلى إسلامهم
موقف الأنصار
ولما أعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم من تلك العطايا فى قريش وفى قبائل العرب ولم يكن فى الأنصار منها شئ وجد هذا الحي من الأنصار فى أنفسهم حتى كثرت منهم القاله, حتى قال قائلهم : قد لقي والله رسول الله قومه
فذهب سعد بن عباده إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك فى أنفسهم لما صنعت فى هذا الفيء الذي أصبت قسمت فى قومك وأعطيت عطايا عظيمة فى قبائل العرب ولم يك هذا الحي من الأنصار منها شئ
فقال الرسول: فأين أنت من ذلك يا سعد؟
قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي
قال : فأجمع لي قومك في هذه الحظيرة
فخرج سعد فجمع الأنصار وقال: يا رسول الله لك هذا الحي من الأنصار
فأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله و أثنى عليه بما هو أهله ثم خطب الأنصار قائلا: يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟؟
قالوا: بلى الله ورسوله آمن وأفضل
قال: ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟؟
قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله لله و لرسوله المن والفضل
قال: اما والله لو شئتم لقلتم يا معشر الأنصار فى أنفسكم فى لعاعة (شجرة خضراء شبه بها نعيم الدنيا) من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعب لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار
فبكى القوم حتى أحضلوا (بللوا) لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا
الرسول يرد السبايا إلى هوازن
وأتى وفد هوازن إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وقد أسلموا وسألوا رسول الله أن يرد عليهم سبيهم وثروتهم
فقالوا : يا رسول الله إنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك
وقال أحدهم: يا رسول الله إنما فى الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟؟
فقالوا : يا رسول الله خيرتنا بين أموالنا وأحسابنا- بل نرد إلينا نساءنا وأبناءنا فهو أحب إلينا
فقال: أما ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله فى أبنائنا ونسائنا فأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم
فلما صلى رسول الله بالناس الظهر قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به فقال رسول الله : أما ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم و قال المهاجرون : ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم, و أبى ثلاثة من بنى تميم وبنى فزارة أن يتنازلوا عن سبيهم
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين وقد كنت استأنيت بهم وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئا فمن كان عنده منهن شيء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرد عليهم وله فريضة ست فرائض من أول ما يفئ الله علينا
فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم ولم يتخلف منهم أحد وسأل رسول الله الوفد عن مالك بن عوف فأخبرهم أنه بالطائف مع ثقيف فقال أخبروه أنه إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل, وعلم مالك بن عوف بذلك فخرج من الطائف سراً وأدرك رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجعرانة أو بمكة فرد علية أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل و أسلم فحسن إسلامه فأستعمله رسول الله على من أسلم من قومه من القبائل التي حول الطائف
الشيماء أخت الرسول
وكان من ضمن السبايا الشيماء بنت حليمة السعدية أخت رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة, وأعنفوا عليها فى السوق وهم لا يدرون فقالت للمسلمين: أتعلمون والله إنني لأخت صاحبكم من الرضاعة فلم يصدقوها حتى أتوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولما إنتهت الشيماء الى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت يا رسول الله: إنس أختك من الرضاعة
قال : وما علامة ذلك؟
قالت : عضة عضضتها فى ظهري وأنا متوركتك-يعنى حاملتك على وركي
وعرف رسول الله صلى الله عليه و سلم العلامة فسر بها وأدناها منة وبسط لها رداءه وأجلسها عليه ثم خيرها بين الإقامة معه أو العودة إلى قومها فرأت أن تعود إلى قومها فأجابها لذلك وأعطها ثلاثة أعبد وجارية ونعما وشاة- هذا ولا يفوتنا أن نذكر أن الشيماء قد أسلمت
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
عمرة الجرانة
ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوة حنين وقسمت المغانم فى الجعرانة وهى ميقات أهل الطائف أحرم منها الرسول للعمرة واعتمر ثم قفل راجعا إلى المدينة وذلك فى شهر ذي القعدة سنة ثمان, واستخلف الرسول على مكة عناب بن أسيد كما خلف معه الصحابي الجليل معاذ بن جبل ليعلم الناس الإسلام ويفقهم في الدين
ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوة حنين وقسمت المغانم فى الجعرانة وهى ميقات أهل الطائف أحرم منها الرسول للعمرة واعتمر ثم قفل راجعا إلى المدينة وذلك فى شهر ذي القعدة سنة ثمان, واستخلف الرسول على مكة عناب بن أسيد كما خلف معه الصحابي الجليل معاذ بن جبل ليعلم الناس الإسلام ويفقهم في الدين
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
غزوة تبوك
لم يكون فتح مكة وما حولها والنشاط العسكري في الجنوب صادا للنبي صلى الله عليه و سلم عن التفكير فى مناطق الشمال والخطر الذي يتهدد الدعوة من ناحية الروم فإن الروم كانوا يبيتون نية الشر والعداء للإسلام, وكانت انتصارات المسلمين المتلاحقة وتوطيد سلطانهم فى الجزيرة العرب حافز لإمبراطور الروم (هرقل) على أن يعد العدة لضرب الإسلام ضربة تجهز علية وتمنعه من الوصول إلى العرب الخاضعين لنفوذهم شمال شبة الجزيرة
وترامت إلى النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة أنباء هذه المؤامرة الحاقدة أن الإمبراطور الروماني هرقل سلح جميع القبائل التابعة له على الحدود الشام مثل لخم وجذام وعاملة وغسان تسليحا كاملا ورزقهم لمدة سنة وجاءت مقدمتهم إلى البلقاء
ولما بلغ الرسول خبر هذا التأهب لم يجد بدا من استنفار المسلمين لملاقاة هذا العدوان المبيت والخروج لمواجهتهم فى عقر دارهم ووجد الرسول صلى الله عليه و سلم أن هذه الحملة فرصة لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويرسى العلائق بين الإسلام والنصرانية على دعائم مكينة مبناها إتاحة الفرصة لعرض الإسلام على الناس عرضا حرا قائما على الإقناع والدعوة الحسنة فإن راقهم دخلوه وإن ساءهم تركوه, بعيدا عن إرهاب الكنيسة ومقاومتها الباطشة لكل من اعتنق دينا يخالف دين المسيحية كذلك أراد الرسول أن يفهم الرومان قوة المسلمين الجديدة وأن يعطهم درسا فى احترامهم والنظر إليهم بعين الهيبة والتقدير وأنهم ليسوا لقمة سائغة كما يظنون وإلا لما خرج المسلمون بجيوشهم لملاقاة الرومان متحدين غير عابئين بعددهم أو عدتهم
وكان خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذا الجيش فى شهر رجب سنة تسع من الهجرة, وجاء إعداد جيش تبوك في وقت حر شديد حتى كان المسلمين ينحرون البعير فيتشربون ما فى كرشة من الماء, وكذلك فى زمان من عسرة الناس وجدب البلاد, وحين أوشكت الثمار أن تنضج والقوم يحبون المقام فى ثمارهم وظلالهم ويكرهون الخروج للغزو فى ظل هذه الظروف
ولكل هذه الظروف التي اكتنفت إعداد هذا الجيش سمي (جيش العسرة) أي الشدة والضيق لأنه هناك عسرة فى الماء وفى الظهر وفى النفقة والآيات التي أنزلها الله فى كتابه هى أطول ما نزل فى قتال بين المسلمين وعدوهم وقد أعلم الرسول صلى الله عليه و سلم المسلمين بهدف هذه الغزوة على خلاف عادته في كثير من الغزوات السابقة ليتأهبوا ويستعدوا فالقتال مع الروم هو صدام بأعظم قوة وأكبر دولة فى العصر, هذا بالاضافة إلى ما ذكرناه من صعاب اكتنفت هذه الغزوة
ولهذا كانت هذه الغزوة مقياسا صادقا ومناسبة مواتية لكشف النوايا وإظهار النفوس وإبراز المواقف على حقيقتها دون ما غش أو خداع
فقد تعلل المنافقون من المسلمين بعلل شتى وظهر خلال التجهيز والاستعداد نماذج من النفاق كشفها الله لرسوله وفضح نواياها- فها هو الجد بن قيس يخاطبه الرسول قائلاً : يا جد هل لك العام فى جلاد بنى الأصفر (الروم) فقال : يا رسول الله أو تأذن لي ولا تفتني فوالله لقد عرف قومي ما من رجل بأشد عجبا بالنساء منى وأنى لأخشى إن رأيت نساء بنى الأصفر أن لا أصبر فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : قد أذنت لك وفية نزل{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} سورة التوبة-آية 49
وكره آخرون الخروج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خوفا من العدو وفرار من الحر الشديد و في ذلك يقول الله تعالى :{ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} سورة التوبة – آية81
أما أهل الإيمان الثابت والعقيدة القوية من أهل اليسار والغنى فقد تسابقوا فى البذل والإنفاق في إعداد هذا الجيش فهذا عثمان بن عفان رضى الله عنة أنفق نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها حتى دعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلاً : اللهم أرضى عن عثمان فإني عنه راض وجاء أبو بكر الصديق بكل ماله فقال الرسول :هل أبقيت لأهلك شيئا؟ فقال :أبقيت لهم الله ورسوله, وجاء عمر بن الخطاب بنصف ماله, وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقيه وجاء غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ليقدم كل واحد منهم بمقدار ثرائه وغناه
وكان هناك آخرون غيرهم من أهل الإيمان الصادق ولكنهم فقراء لا يملكون شيئا من الزاد والراحلة جاءوا للرسول يطلبون إليه أن يحملهم معه ليجاهدوا بالنفس بعد أن عز عليهم جهادهم بالمال فاعتذر لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم لعدم وجود ما يحملهم عليه فاشتد حزنهم على ذلك ولكن الله أسقط عنهم الحرج بقوله تعالى:{وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ}سورة التوبة-92
وكان هناك أيضا هؤلاء الذين فترت أول الأمر هممهم فلما جد الجد وانطلق الجيش سرعان ما عادوا إلى صوابهم وراجعوا أنفسهم وخافوا عاقبة النكوص والتخلف عن رسول الله ومن هؤلاء أبو خيثمة
عاد يوما إلى أهله بعد مسير النبي وصحبه وذلك فى يوم حار فوجد امرأتين له في عريشين قد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت له فيه ماء و هيأت له فيه طعام
فلما دخل قام على باب العريش فنظر الى امرأتيه وما صنعتا له فاستيقظ ضمير الرجل وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الشمس والريح والحر وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام مهيأ وامرأة حسناء ؟ في ماله مقيم ما هذا بالنصف ثم قال والله لا أدخل عريش واحد منكما حتى الحق برسول الله صلى الله عليه و سلم فهيئا لي زادا ففعلتا ثم ارتحل فى طلب رسول الله حتى أدركه حين نزل بتبوك فقال له رسول الله خيرآ ودعا له بخير
وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فى رجب سنة تسع وعلى الرغم من كثرة المعتذرين والمتخلفين فقد بلغ تعداد الجيش أكثر من ثلاثين ألفا ولذا كان أكبر جيش خرج به الرسول فى غزوة
وخلف الرسول على أهله على بن أبى طالب وقال به حين شكا إليه إرجاف المنافقين : أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبى بعدى فرجع على إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم فى سفرة
ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بـ "الحجر" وهى ديار ثمود فأخبرهم الرسول أنها ديار المعتدين وقال صلى الله عليه و سلم : لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا أنفسهم إلا وأنتم باكون خوفاً أن يصيبكم ما أصابهم ، وقال : لا تشربوا من مائها شيئا ولا تتوضئوا منه للصلاة وما كان من عجين عجنتموه فأعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئا ولا يخرجن أحد منكم إلا ومعه صاحب له
وواصل الرسول سيرة متحملا مشقة السفر وقلة الزاد والماء والرواحل صابرا على إرجاف المنافقين وتشكيكهم حتى لقد قالوا للمسلمين أتحسبون جلاء بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا ؟ والله لكأنا بكم غدا مقرنين فى الحبال
حتى وصل به المطاف إلى "تبوك" على حدود الإمبراطورية الرومانية فأناخ الجيش رواحله وعسكر فيها ينتظرون عندها ملاقاة الأعداء
ويبدو أن الروم لما بلغهم أمر جيش المسلمين وقوته وما عرفوه عن المسلمين فى مؤته من البسالة والإقدام آثروا الانسحاب من تبوك إلى داخل بلاد الشام للاحتماء بحصونها فلم يجد المسلمون أثراً لهم
وقد أدى انسحاب الروم وبقاء المسلمين فى تبوك بضع عشرة ليلة أو عشرين ليلة يتحدون فيها قوات الروم إلى توافد كثير من القبائل المسيحية الواقعة حول خليج العقبة لمصالحة الرسول والارتباط معه بمعاهدة صداقه
وقد أتى يوحنا رؤبه صاحب أيله فصالح الرسول صلى الله عليه و سلم وأعطاه الدية ، وأتاه أهل "جرباء" و "اذرح " بلدين بالشام فصالحا الرسول على الجزية وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم كتاب أمن كما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية بقيادة خالد بن الوليد إلى اكيدر بن عبد الملك أمير دومة الجندل فأسره خالد وبعث به إلى رسول الله فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله
وكانت هذه الغزوة آخر غزواته صلى الله عليه و سلم ولما عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس فجاء المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون له ليرضى عنهم وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله
إلا أن الله الذي علم سوء نيتهم لم يقبل عذرهم ولم يرضى عنهم وأخبر رسوله " بأنهم منافقون " لكن ثلاثة من هؤلاء المتخلفين هم كعب بن مالك مرارة ابن الربيع وهلال بن أمية كانوا من السابقين الأولين ولهم حسن بلاء فى الإسلام وقد تخلفوا من غير شك ولا نفاق بل كان تخلفهم إيثاراً وللراحة وفراراً من شدة الحر وزلة وقعوا فيها لحظة من لحظات الضعف الانساني ولم يحلفوا كذبا ولم ينافقوا كما فعل غيرهم بل ندموا على ما فعلوا وصدقوا رسول الله ، وشهدوا على أنفسهم فاعتزلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وقاطعوهم خمسين ليلة وكذلك فعل أزواجهن ، ولما تم ما أرداه الله من تمحيص هؤلاء الثلاثة وتعليم المسلمين هذا الدرس الخالد فى عدم التردد والضعف أمام تبعات الجهاد و دواعي الكفاح أنزل الله توبتهم فقال تعالى: { وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} - سورة التوبة آية 118
لم يكون فتح مكة وما حولها والنشاط العسكري في الجنوب صادا للنبي صلى الله عليه و سلم عن التفكير فى مناطق الشمال والخطر الذي يتهدد الدعوة من ناحية الروم فإن الروم كانوا يبيتون نية الشر والعداء للإسلام, وكانت انتصارات المسلمين المتلاحقة وتوطيد سلطانهم فى الجزيرة العرب حافز لإمبراطور الروم (هرقل) على أن يعد العدة لضرب الإسلام ضربة تجهز علية وتمنعه من الوصول إلى العرب الخاضعين لنفوذهم شمال شبة الجزيرة
وترامت إلى النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة أنباء هذه المؤامرة الحاقدة أن الإمبراطور الروماني هرقل سلح جميع القبائل التابعة له على الحدود الشام مثل لخم وجذام وعاملة وغسان تسليحا كاملا ورزقهم لمدة سنة وجاءت مقدمتهم إلى البلقاء
ولما بلغ الرسول خبر هذا التأهب لم يجد بدا من استنفار المسلمين لملاقاة هذا العدوان المبيت والخروج لمواجهتهم فى عقر دارهم ووجد الرسول صلى الله عليه و سلم أن هذه الحملة فرصة لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويرسى العلائق بين الإسلام والنصرانية على دعائم مكينة مبناها إتاحة الفرصة لعرض الإسلام على الناس عرضا حرا قائما على الإقناع والدعوة الحسنة فإن راقهم دخلوه وإن ساءهم تركوه, بعيدا عن إرهاب الكنيسة ومقاومتها الباطشة لكل من اعتنق دينا يخالف دين المسيحية كذلك أراد الرسول أن يفهم الرومان قوة المسلمين الجديدة وأن يعطهم درسا فى احترامهم والنظر إليهم بعين الهيبة والتقدير وأنهم ليسوا لقمة سائغة كما يظنون وإلا لما خرج المسلمون بجيوشهم لملاقاة الرومان متحدين غير عابئين بعددهم أو عدتهم
وكان خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذا الجيش فى شهر رجب سنة تسع من الهجرة, وجاء إعداد جيش تبوك في وقت حر شديد حتى كان المسلمين ينحرون البعير فيتشربون ما فى كرشة من الماء, وكذلك فى زمان من عسرة الناس وجدب البلاد, وحين أوشكت الثمار أن تنضج والقوم يحبون المقام فى ثمارهم وظلالهم ويكرهون الخروج للغزو فى ظل هذه الظروف
ولكل هذه الظروف التي اكتنفت إعداد هذا الجيش سمي (جيش العسرة) أي الشدة والضيق لأنه هناك عسرة فى الماء وفى الظهر وفى النفقة والآيات التي أنزلها الله فى كتابه هى أطول ما نزل فى قتال بين المسلمين وعدوهم وقد أعلم الرسول صلى الله عليه و سلم المسلمين بهدف هذه الغزوة على خلاف عادته في كثير من الغزوات السابقة ليتأهبوا ويستعدوا فالقتال مع الروم هو صدام بأعظم قوة وأكبر دولة فى العصر, هذا بالاضافة إلى ما ذكرناه من صعاب اكتنفت هذه الغزوة
ولهذا كانت هذه الغزوة مقياسا صادقا ومناسبة مواتية لكشف النوايا وإظهار النفوس وإبراز المواقف على حقيقتها دون ما غش أو خداع
فقد تعلل المنافقون من المسلمين بعلل شتى وظهر خلال التجهيز والاستعداد نماذج من النفاق كشفها الله لرسوله وفضح نواياها- فها هو الجد بن قيس يخاطبه الرسول قائلاً : يا جد هل لك العام فى جلاد بنى الأصفر (الروم) فقال : يا رسول الله أو تأذن لي ولا تفتني فوالله لقد عرف قومي ما من رجل بأشد عجبا بالنساء منى وأنى لأخشى إن رأيت نساء بنى الأصفر أن لا أصبر فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : قد أذنت لك وفية نزل{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} سورة التوبة-آية 49
وكره آخرون الخروج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خوفا من العدو وفرار من الحر الشديد و في ذلك يقول الله تعالى :{ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} سورة التوبة – آية81
أما أهل الإيمان الثابت والعقيدة القوية من أهل اليسار والغنى فقد تسابقوا فى البذل والإنفاق في إعداد هذا الجيش فهذا عثمان بن عفان رضى الله عنة أنفق نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها حتى دعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلاً : اللهم أرضى عن عثمان فإني عنه راض وجاء أبو بكر الصديق بكل ماله فقال الرسول :هل أبقيت لأهلك شيئا؟ فقال :أبقيت لهم الله ورسوله, وجاء عمر بن الخطاب بنصف ماله, وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقيه وجاء غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ليقدم كل واحد منهم بمقدار ثرائه وغناه
وكان هناك آخرون غيرهم من أهل الإيمان الصادق ولكنهم فقراء لا يملكون شيئا من الزاد والراحلة جاءوا للرسول يطلبون إليه أن يحملهم معه ليجاهدوا بالنفس بعد أن عز عليهم جهادهم بالمال فاعتذر لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم لعدم وجود ما يحملهم عليه فاشتد حزنهم على ذلك ولكن الله أسقط عنهم الحرج بقوله تعالى:{وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ}سورة التوبة-92
وكان هناك أيضا هؤلاء الذين فترت أول الأمر هممهم فلما جد الجد وانطلق الجيش سرعان ما عادوا إلى صوابهم وراجعوا أنفسهم وخافوا عاقبة النكوص والتخلف عن رسول الله ومن هؤلاء أبو خيثمة
عاد يوما إلى أهله بعد مسير النبي وصحبه وذلك فى يوم حار فوجد امرأتين له في عريشين قد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت له فيه ماء و هيأت له فيه طعام
فلما دخل قام على باب العريش فنظر الى امرأتيه وما صنعتا له فاستيقظ ضمير الرجل وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الشمس والريح والحر وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام مهيأ وامرأة حسناء ؟ في ماله مقيم ما هذا بالنصف ثم قال والله لا أدخل عريش واحد منكما حتى الحق برسول الله صلى الله عليه و سلم فهيئا لي زادا ففعلتا ثم ارتحل فى طلب رسول الله حتى أدركه حين نزل بتبوك فقال له رسول الله خيرآ ودعا له بخير
وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فى رجب سنة تسع وعلى الرغم من كثرة المعتذرين والمتخلفين فقد بلغ تعداد الجيش أكثر من ثلاثين ألفا ولذا كان أكبر جيش خرج به الرسول فى غزوة
وخلف الرسول على أهله على بن أبى طالب وقال به حين شكا إليه إرجاف المنافقين : أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبى بعدى فرجع على إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم فى سفرة
ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بـ "الحجر" وهى ديار ثمود فأخبرهم الرسول أنها ديار المعتدين وقال صلى الله عليه و سلم : لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا أنفسهم إلا وأنتم باكون خوفاً أن يصيبكم ما أصابهم ، وقال : لا تشربوا من مائها شيئا ولا تتوضئوا منه للصلاة وما كان من عجين عجنتموه فأعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئا ولا يخرجن أحد منكم إلا ومعه صاحب له
وواصل الرسول سيرة متحملا مشقة السفر وقلة الزاد والماء والرواحل صابرا على إرجاف المنافقين وتشكيكهم حتى لقد قالوا للمسلمين أتحسبون جلاء بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا ؟ والله لكأنا بكم غدا مقرنين فى الحبال
حتى وصل به المطاف إلى "تبوك" على حدود الإمبراطورية الرومانية فأناخ الجيش رواحله وعسكر فيها ينتظرون عندها ملاقاة الأعداء
ويبدو أن الروم لما بلغهم أمر جيش المسلمين وقوته وما عرفوه عن المسلمين فى مؤته من البسالة والإقدام آثروا الانسحاب من تبوك إلى داخل بلاد الشام للاحتماء بحصونها فلم يجد المسلمون أثراً لهم
وقد أدى انسحاب الروم وبقاء المسلمين فى تبوك بضع عشرة ليلة أو عشرين ليلة يتحدون فيها قوات الروم إلى توافد كثير من القبائل المسيحية الواقعة حول خليج العقبة لمصالحة الرسول والارتباط معه بمعاهدة صداقه
وقد أتى يوحنا رؤبه صاحب أيله فصالح الرسول صلى الله عليه و سلم وأعطاه الدية ، وأتاه أهل "جرباء" و "اذرح " بلدين بالشام فصالحا الرسول على الجزية وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم كتاب أمن كما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية بقيادة خالد بن الوليد إلى اكيدر بن عبد الملك أمير دومة الجندل فأسره خالد وبعث به إلى رسول الله فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله
وكانت هذه الغزوة آخر غزواته صلى الله عليه و سلم ولما عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس فجاء المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون له ليرضى عنهم وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله
إلا أن الله الذي علم سوء نيتهم لم يقبل عذرهم ولم يرضى عنهم وأخبر رسوله " بأنهم منافقون " لكن ثلاثة من هؤلاء المتخلفين هم كعب بن مالك مرارة ابن الربيع وهلال بن أمية كانوا من السابقين الأولين ولهم حسن بلاء فى الإسلام وقد تخلفوا من غير شك ولا نفاق بل كان تخلفهم إيثاراً وللراحة وفراراً من شدة الحر وزلة وقعوا فيها لحظة من لحظات الضعف الانساني ولم يحلفوا كذبا ولم ينافقوا كما فعل غيرهم بل ندموا على ما فعلوا وصدقوا رسول الله ، وشهدوا على أنفسهم فاعتزلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وقاطعوهم خمسين ليلة وكذلك فعل أزواجهن ، ولما تم ما أرداه الله من تمحيص هؤلاء الثلاثة وتعليم المسلمين هذا الدرس الخالد فى عدم التردد والضعف أمام تبعات الجهاد و دواعي الكفاح أنزل الله توبتهم فقال تعالى: { وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} - سورة التوبة آية 118
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
وفود العرب
كان إنتصار المسلمين فى فتح مكة وإخضاع القبائل حولها–والقضاء على اليهود حتى أنه لم يعد لهم شأن يذكر بعد خيبر–وعودة الرسول صلى الله عليه و سلم من غزوة تبوك سالماً غانماً بعد أن انسحب الروم من مواجهته وأخضع قبائل الشمال لسلطان المسلمين
كان هذا كله داعياً إلى إستجابة القبائل التي لم تكن قد أسلمت بعد إلى دين الإسلام بعد أن تهيأت الظروف لانتشار تعاليم الإسلام، وأخذ الجميع يناقشون دعوة الإسلام هدوء وإمعان بعيدا عن الإرهاب الفكري والجمود العقلي والعصبية المقيتة
فأخذت تعاليم الإسلام طريقها إلى القلوب وزال من نفوسهم التردد والخوف ومن ثم أخذت القبائل تتوافد على المدينة لتعلن الطاعة ولتدين بالإسلام حتى عرفت السنة التاسعة من الهجرة بعام الوفود وأصبح مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم في المدينة مركزا لهذه الوفود، وكان النبي يستقبل هذه الوفود في سرور وفرح و يأمر أصحابه بتعليمهم الإسلام وتفقيههم في الدين فكانت هذه الوفود تعود إلي مراكزها تحمل روحاً جديدة وحماساً في الدعوة إلي الإسلام وكراهية شديدة للوثنية
ويتحدث ابن إسحاق عن وفود القبائل إلي النبي فيقول: "لما افتتح رسول الله مكة، وفرغ من أمر تبوك، وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش، وذلك أن قريشا كانوا إمام الناس وهاديهم وأهل البيت الحرام، وصريح ولد إسماعيل، وقادة العرب لا ينكرون ذلك وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله وخلافه، فلما افتتحت مكة ودانت له قريش، ودخلها الإسلام، وعرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول الله ولا عداوته، فدخلوا في دين الله أفواجا يضربونه إليه من كل وجه..يقول الله تعالي لنبيه :{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً {3}-سورة النصر كلها
ولم يكتف النبي صلي الله عليه وسلم بترقب الوفود المقبلة بل أرسل البعوث لنشر دعوة الإسلام فإن الرسول عندما رأي أن قبائل العرب أخذت تسعي للرسول وتفتح قلبها للإسلام وليس في استطاعة الجميع الحضور للمدينة أرسل من قبله بعوثا إلي سائر الجبات لتعليم فرائض الدين وجمع الزكاة، وكان ممن بعثه معاذ بن جبل وأبا موسي الأشعري إلي اليمن وأوصاهما قائلاً : يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا
كما بعث خالد بن الوليد إلي نجران وغير ذاك من البعوث الأخرى
كان إنتصار المسلمين فى فتح مكة وإخضاع القبائل حولها–والقضاء على اليهود حتى أنه لم يعد لهم شأن يذكر بعد خيبر–وعودة الرسول صلى الله عليه و سلم من غزوة تبوك سالماً غانماً بعد أن انسحب الروم من مواجهته وأخضع قبائل الشمال لسلطان المسلمين
كان هذا كله داعياً إلى إستجابة القبائل التي لم تكن قد أسلمت بعد إلى دين الإسلام بعد أن تهيأت الظروف لانتشار تعاليم الإسلام، وأخذ الجميع يناقشون دعوة الإسلام هدوء وإمعان بعيدا عن الإرهاب الفكري والجمود العقلي والعصبية المقيتة
فأخذت تعاليم الإسلام طريقها إلى القلوب وزال من نفوسهم التردد والخوف ومن ثم أخذت القبائل تتوافد على المدينة لتعلن الطاعة ولتدين بالإسلام حتى عرفت السنة التاسعة من الهجرة بعام الوفود وأصبح مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم في المدينة مركزا لهذه الوفود، وكان النبي يستقبل هذه الوفود في سرور وفرح و يأمر أصحابه بتعليمهم الإسلام وتفقيههم في الدين فكانت هذه الوفود تعود إلي مراكزها تحمل روحاً جديدة وحماساً في الدعوة إلي الإسلام وكراهية شديدة للوثنية
ويتحدث ابن إسحاق عن وفود القبائل إلي النبي فيقول: "لما افتتح رسول الله مكة، وفرغ من أمر تبوك، وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش، وذلك أن قريشا كانوا إمام الناس وهاديهم وأهل البيت الحرام، وصريح ولد إسماعيل، وقادة العرب لا ينكرون ذلك وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله وخلافه، فلما افتتحت مكة ودانت له قريش، ودخلها الإسلام، وعرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول الله ولا عداوته، فدخلوا في دين الله أفواجا يضربونه إليه من كل وجه..يقول الله تعالي لنبيه :{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً {3}-سورة النصر كلها
ولم يكتف النبي صلي الله عليه وسلم بترقب الوفود المقبلة بل أرسل البعوث لنشر دعوة الإسلام فإن الرسول عندما رأي أن قبائل العرب أخذت تسعي للرسول وتفتح قلبها للإسلام وليس في استطاعة الجميع الحضور للمدينة أرسل من قبله بعوثا إلي سائر الجبات لتعليم فرائض الدين وجمع الزكاة، وكان ممن بعثه معاذ بن جبل وأبا موسي الأشعري إلي اليمن وأوصاهما قائلاً : يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا
كما بعث خالد بن الوليد إلي نجران وغير ذاك من البعوث الأخرى
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
حجة أبي بكر رضي الله عنه
عندما هل ميقات الحج سنة تسع من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر أميرا للحج علي رأس ثلاثمانة من المسلمين ليقيم لهم حجهم وليؤدوا الفريضة كما نزل بها القرآن ولعل هذه كانت أول حجة للمسلمين في الإسلام
وبعد سفر أبي بكر مع الصحابة نزلت سورة براءة علي رسول الله صلى الله عليه و سلم في نقض ما بين رسول الله وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه فيما بينهم وبينه: ألا يصد عن البيت أحدا جاءه ولا يخاف أحد في الشهر الحرام وكان ذلك عهداً عاماً بين الرسول وبين المشركين
فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب وقال له : أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى ـ أنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فهو غلي مدته
فخرج علي بن أبي طالب علي ناقة رسول الله (العضباء) حتى أدرك أبا بكر بالطريق فلما رآه أبو بكر بالطريق
قال : أأمير أم مأمور ؟
فقال : بل مأمور
ثم مضيا فأقام أبو بكر للناس الحج حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأذن للناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه و سلم
عندما هل ميقات الحج سنة تسع من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر أميرا للحج علي رأس ثلاثمانة من المسلمين ليقيم لهم حجهم وليؤدوا الفريضة كما نزل بها القرآن ولعل هذه كانت أول حجة للمسلمين في الإسلام
وبعد سفر أبي بكر مع الصحابة نزلت سورة براءة علي رسول الله صلى الله عليه و سلم في نقض ما بين رسول الله وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه فيما بينهم وبينه: ألا يصد عن البيت أحدا جاءه ولا يخاف أحد في الشهر الحرام وكان ذلك عهداً عاماً بين الرسول وبين المشركين
فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب وقال له : أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى ـ أنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فهو غلي مدته
فخرج علي بن أبي طالب علي ناقة رسول الله (العضباء) حتى أدرك أبا بكر بالطريق فلما رآه أبو بكر بالطريق
قال : أأمير أم مأمور ؟
فقال : بل مأمور
ثم مضيا فأقام أبو بكر للناس الحج حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأذن للناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه و سلم
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
فرض الزكاة
وفي السنة التاسعة للهجرة فرضت الزكاة ونزل قوله تعالي :{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }سورة التوبة ـ آية 103
وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أمراءه وعماله علي الصدقات إلي كل ما دخل فيه الإسلام من البلدان فبعث المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة إلي صنعاء
وبعث زياد بن لبيد إلي حضر موت
وبعث عدي بن حاتم إلي طئ وبني أسد
وبعث مالك بن نويرة علي صدقات بني حنظلة
وفرق صدقة بني سعد علي رجلين منهم الزبرقان بن بدر علي ناحية منها وقيس ابن عاصم علي ناحية
وبعث العلاء بن الحضرمي علي البحرين
وبعث علي بن أبي طالب إلي نجران
وفي السنة التاسعة للهجرة فرضت الزكاة ونزل قوله تعالي :{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }سورة التوبة ـ آية 103
وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أمراءه وعماله علي الصدقات إلي كل ما دخل فيه الإسلام من البلدان فبعث المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة إلي صنعاء
وبعث زياد بن لبيد إلي حضر موت
وبعث عدي بن حاتم إلي طئ وبني أسد
وبعث مالك بن نويرة علي صدقات بني حنظلة
وفرق صدقة بني سعد علي رجلين منهم الزبرقان بن بدر علي ناحية منها وقيس ابن عاصم علي ناحية
وبعث العلاء بن الحضرمي علي البحرين
وبعث علي بن أبي طالب إلي نجران
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
حجة الوداع
استمرت وفود القبائل تقدم علي رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلن إسلامها وانقيادها لهذا الدين خلال السنة العاشرة للهجرة، وأمست شبه الجزيرة العربية تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وتطهر البيت الحرام من الرجس والأوثان
وهاهو موعد الحج قد اقترب وآن للرسول صلى الله عليه و سلم أن يؤدي هذه الفريضة وأن يعلم المسلمين هذا الركن وكيف يؤدون نسكه
فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في أواخر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ومعه نساؤه كلهن لأداء فريضة الحج وخرج معه من المسلمين ما لا يقل عن تسعين ألفا ووافاه في الطريق خلق لا يحصي عددهم، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حج في الإسلام
وراحت القصواء التي حملت الرسول في هجرته منذ تسع سنوات تقطع الصحراء في لين ويسر حتى بلغ الحجيج "ذا الحليفة" ميقات الاحرام لأهل المدينة فنزلوا وأقاموا ليلتهم بها واغتسلوا وتطيبوا ولبسوا ملابس الإحرام وأحرموا منها وصاروا جميعاًِ ينتظمهم زي واحد ومنهم من أهل بعمرة ومنهم من قرن مع حجته عمرة واختلفت روايات الصحابة هل كان الرسول مفردا أو قارنا أو متمتعا وسار الرسول والمسلمون وهم يقولون "لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"
وفي اليوم الرابع من ذي الحجة وصل الركب إلي مكة فدخلها نهاراَ ثم سار الرسول حتى دخل المسجد الحرام من باب بني شيبة فلما رأى البيت رفع يديه وقال " اللهم زد هذا البيت تعظيما وتشريفا ومهابة وبرا ولم يركع عليه السلام تحية المسجد إنما بدأ بالطواف لأنه تحية البيت ثم استلم الحجر الأسود وقبله وجعل البيت علي يساره وخبب في الثلاثة أطواف من السبع فأصبح ذلك من مناسك الحج
ولما فرغ من طوافه أتى المقام فقرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي وصلي ركعتين) ثم خرج فسعي بين الصفا والمروة سبعاًِ فلما كان يوم الترويه الثامن من ذي الحجة وكان الخميس توجهوا إلى منى وباتوا بها وكان ليلة الجمعة
وفي التاسع منه توجهوا إلي عرفات وفيها خطب خطبته التي تعرف بخطبة الوداع قال فيها "أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا, بهذا الموقف أبداً، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت. فمن كانت عنده أمانة فليؤديها إلي من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وكان مسترضعا في بني ليث فقتله هذيل فهو أول ما بدأ به من دماء الجاهلية
أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه إن يطع فيما سوي ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه علي دينكم
أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ـ منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
أما بعد أيها الناس فإن لكم علي نسائكم حقا ولهن عليكم حقاً لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ( شديد) فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن: كلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا بعدى كتاب الله وسنتي
أيها الناس: اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت؟
قالوا: اللهم نعم
فقال رسول الله: اللهم اشهد
قال ابن إسحاق: كان الرجل الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله ـ وهو يعرفه : ربيعة بن أمية بن خلف يقول له رسول الله ـ قل يا أيها الناس إن الرسول يقول: هل تدرون أي شهر هذا؟ يقول لهم
فيقولون: الشهر الحرام
فيقول: قل لهم إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا ثم ذكر حرمة البلد مكة وحرمة اليوم ( يوم عرفة )
وفي يوم عرفة وبعد انتهاء هذه الخطبة الجامعة نزل قوله تعالي : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}سورة المائدة ـ آية 3
وعندما سمعها عمر بن الخطاب بكي فقيل له ما يبكيك فقال: ليس بعد الكمال إلا النقصان، ولعله أحس بدنو أجل النبي
وأمر الرسول صلى الله عليه و سلم بلالا فأذن بعد انتهاء الخطبة ثم أقام الصلاة فصلي بهم الرسول الظهر ركعتين ثم أقام فصلى العصر ركعتين أيضا وكان يوم الجمعة
وبعد غروب الشمس أفاض من عرفة حتى وصل إلي المزدلفة فصلي المغرب ثم صلي العشاء ركعتين وبات المزدلفة ليلة النحر
ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة وأخذ في الدعاء والتضرع والتكبير والتهليل والذكر حتى قبل طلوع الشمس
ثم سار من مزدلفة يوم النحر حتى أتى منى فرمى جمرة العقبة، وخطب الناس خطبة بليغة ثم انصرف إلي المنحر بمنى فنحر ثم حلق رأسه
ثم أفاض إلي مكة راكبا وطاف طواف الإفاضة وشرب من ماء زمزم ثم رجع إلي منى من يومه ذلك فبات بها واستمر الرسول أيام التشريق الثلاثة ثم نهض إلي مكة فطاف طواف الوداع ونادى في الناس بالرحيل فاجتمع الناس فخطبهم ثم توجه عائدا إلى المدينة
استمرت وفود القبائل تقدم علي رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلن إسلامها وانقيادها لهذا الدين خلال السنة العاشرة للهجرة، وأمست شبه الجزيرة العربية تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وتطهر البيت الحرام من الرجس والأوثان
وهاهو موعد الحج قد اقترب وآن للرسول صلى الله عليه و سلم أن يؤدي هذه الفريضة وأن يعلم المسلمين هذا الركن وكيف يؤدون نسكه
فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في أواخر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ومعه نساؤه كلهن لأداء فريضة الحج وخرج معه من المسلمين ما لا يقل عن تسعين ألفا ووافاه في الطريق خلق لا يحصي عددهم، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حج في الإسلام
وراحت القصواء التي حملت الرسول في هجرته منذ تسع سنوات تقطع الصحراء في لين ويسر حتى بلغ الحجيج "ذا الحليفة" ميقات الاحرام لأهل المدينة فنزلوا وأقاموا ليلتهم بها واغتسلوا وتطيبوا ولبسوا ملابس الإحرام وأحرموا منها وصاروا جميعاًِ ينتظمهم زي واحد ومنهم من أهل بعمرة ومنهم من قرن مع حجته عمرة واختلفت روايات الصحابة هل كان الرسول مفردا أو قارنا أو متمتعا وسار الرسول والمسلمون وهم يقولون "لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"
وفي اليوم الرابع من ذي الحجة وصل الركب إلي مكة فدخلها نهاراَ ثم سار الرسول حتى دخل المسجد الحرام من باب بني شيبة فلما رأى البيت رفع يديه وقال " اللهم زد هذا البيت تعظيما وتشريفا ومهابة وبرا ولم يركع عليه السلام تحية المسجد إنما بدأ بالطواف لأنه تحية البيت ثم استلم الحجر الأسود وقبله وجعل البيت علي يساره وخبب في الثلاثة أطواف من السبع فأصبح ذلك من مناسك الحج
ولما فرغ من طوافه أتى المقام فقرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي وصلي ركعتين) ثم خرج فسعي بين الصفا والمروة سبعاًِ فلما كان يوم الترويه الثامن من ذي الحجة وكان الخميس توجهوا إلى منى وباتوا بها وكان ليلة الجمعة
وفي التاسع منه توجهوا إلي عرفات وفيها خطب خطبته التي تعرف بخطبة الوداع قال فيها "أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا, بهذا الموقف أبداً، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت. فمن كانت عنده أمانة فليؤديها إلي من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وكان مسترضعا في بني ليث فقتله هذيل فهو أول ما بدأ به من دماء الجاهلية
أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه إن يطع فيما سوي ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه علي دينكم
أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ـ منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
أما بعد أيها الناس فإن لكم علي نسائكم حقا ولهن عليكم حقاً لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ( شديد) فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن: كلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا بعدى كتاب الله وسنتي
أيها الناس: اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت؟
قالوا: اللهم نعم
فقال رسول الله: اللهم اشهد
قال ابن إسحاق: كان الرجل الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله ـ وهو يعرفه : ربيعة بن أمية بن خلف يقول له رسول الله ـ قل يا أيها الناس إن الرسول يقول: هل تدرون أي شهر هذا؟ يقول لهم
فيقولون: الشهر الحرام
فيقول: قل لهم إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا ثم ذكر حرمة البلد مكة وحرمة اليوم ( يوم عرفة )
وفي يوم عرفة وبعد انتهاء هذه الخطبة الجامعة نزل قوله تعالي : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}سورة المائدة ـ آية 3
وعندما سمعها عمر بن الخطاب بكي فقيل له ما يبكيك فقال: ليس بعد الكمال إلا النقصان، ولعله أحس بدنو أجل النبي
وأمر الرسول صلى الله عليه و سلم بلالا فأذن بعد انتهاء الخطبة ثم أقام الصلاة فصلي بهم الرسول الظهر ركعتين ثم أقام فصلى العصر ركعتين أيضا وكان يوم الجمعة
وبعد غروب الشمس أفاض من عرفة حتى وصل إلي المزدلفة فصلي المغرب ثم صلي العشاء ركعتين وبات المزدلفة ليلة النحر
ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة وأخذ في الدعاء والتضرع والتكبير والتهليل والذكر حتى قبل طلوع الشمس
ثم سار من مزدلفة يوم النحر حتى أتى منى فرمى جمرة العقبة، وخطب الناس خطبة بليغة ثم انصرف إلي المنحر بمنى فنحر ثم حلق رأسه
ثم أفاض إلي مكة راكبا وطاف طواف الإفاضة وشرب من ماء زمزم ثم رجع إلي منى من يومه ذلك فبات بها واستمر الرسول أيام التشريق الثلاثة ثم نهض إلي مكة فطاف طواف الوداع ونادى في الناس بالرحيل فاجتمع الناس فخطبهم ثم توجه عائدا إلى المدينة
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
العود الحميد
توجه الرسول صلى الله عليه و سلم عائداً إلي المدينة بعد أن أدى مناسك الحج وعلم الناس هذه الفريضة ووصاهم فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم دخلها نهارا أواخر ذي الحجة مختتم السنة العاشرة من الهجرة إليها
وشاءت إرادة الله تبارك وتعالي أن يعود الرسول إلى المدينة لا ليأخذ حظاً من الراحة، ويعيش أياما من الهدوء والسكينة بعد هذا الجهاد الموصول والكفاح الدامي وهو الرجل الذي بلغ الثالثة والستين من عمره بل عاد ليواصل جهاده ويتابع كفاحه ضد أعداء الإسلام والمسلمين
فقد كتب الله على المجاهدين ورسول الله صلى الله عليه و سلم هو قائدهم ورائدهم أن تكون حياتهم كلها لله جهاداً وتضحية وأيامهم كلها بذلاً وعطاء في سبيل الحق والواجب وها هو الرسول يتابع جهاده ونضاله حتى النفس الأخير من حياتهرفقد وصلت الأنباء بعد عودة الرسول صلى الله عليه و سلم أن فروة بن عمر الجذامي وكان واليا من قبل الروم على معان وما حولها من أرض الشام فاعتنق الإسلام وبعث إلى النبي يخبره بذلك، وغضب الرومان فجردوا على فروة حملة جاءت به وألقى في السجن حتى صدر الحكم بقتله فضرب عنقه علي ماء لهم يقال له:عفران بفلسطين وترك مصلوبا ليرهب غيره أن يسلك مسلكه
فجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاً كبيراً وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين حتى يرهب الروم ويعيد الثقة والطمأنينة على قلوب العرب المقيمين هناك ، وكان هذا الجيش يضم كبار المهاجرين والأنصار من بينهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة
ولذلك تحدث بعض الناس في قيادة أسامة لهذا الجيش فقد ظهره غلاما بجانب كبار الصحابة ولما علم الرسول بذلك غضب غضباً شديداً فخرج وقد عصب رأسه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثم قال: "أيها الناس ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري - إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده" ثم عقد الرسول اللواء لأسامة وخرج أسامة بجيشه حتى نزلوا "الجرف" من المدينة علي فرسخ لكن هذا الجيش لم يكتب له أن يتقدم لتنفيذ مهمته تلك في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ حال مرض النبي واشتداده دون ذلك فتوقف أسامة وجنوده بظاهر المدينة انتظاراً لما يقضي الله به
توجه الرسول صلى الله عليه و سلم عائداً إلي المدينة بعد أن أدى مناسك الحج وعلم الناس هذه الفريضة ووصاهم فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم دخلها نهارا أواخر ذي الحجة مختتم السنة العاشرة من الهجرة إليها
وشاءت إرادة الله تبارك وتعالي أن يعود الرسول إلى المدينة لا ليأخذ حظاً من الراحة، ويعيش أياما من الهدوء والسكينة بعد هذا الجهاد الموصول والكفاح الدامي وهو الرجل الذي بلغ الثالثة والستين من عمره بل عاد ليواصل جهاده ويتابع كفاحه ضد أعداء الإسلام والمسلمين
فقد كتب الله على المجاهدين ورسول الله صلى الله عليه و سلم هو قائدهم ورائدهم أن تكون حياتهم كلها لله جهاداً وتضحية وأيامهم كلها بذلاً وعطاء في سبيل الحق والواجب وها هو الرسول يتابع جهاده ونضاله حتى النفس الأخير من حياتهرفقد وصلت الأنباء بعد عودة الرسول صلى الله عليه و سلم أن فروة بن عمر الجذامي وكان واليا من قبل الروم على معان وما حولها من أرض الشام فاعتنق الإسلام وبعث إلى النبي يخبره بذلك، وغضب الرومان فجردوا على فروة حملة جاءت به وألقى في السجن حتى صدر الحكم بقتله فضرب عنقه علي ماء لهم يقال له:عفران بفلسطين وترك مصلوبا ليرهب غيره أن يسلك مسلكه
فجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاً كبيراً وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين حتى يرهب الروم ويعيد الثقة والطمأنينة على قلوب العرب المقيمين هناك ، وكان هذا الجيش يضم كبار المهاجرين والأنصار من بينهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة
ولذلك تحدث بعض الناس في قيادة أسامة لهذا الجيش فقد ظهره غلاما بجانب كبار الصحابة ولما علم الرسول بذلك غضب غضباً شديداً فخرج وقد عصب رأسه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثم قال: "أيها الناس ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري - إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده" ثم عقد الرسول اللواء لأسامة وخرج أسامة بجيشه حتى نزلوا "الجرف" من المدينة علي فرسخ لكن هذا الجيش لم يكتب له أن يتقدم لتنفيذ مهمته تلك في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ حال مرض النبي واشتداده دون ذلك فتوقف أسامة وجنوده بظاهر المدينة انتظاراً لما يقضي الله به
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
العود الحميد
توجه الرسول صلى الله عليه و سلم عائداً إلي المدينة بعد أن أدى مناسك الحج وعلم الناس هذه الفريضة ووصاهم فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم دخلها نهارا أواخر ذي الحجة مختتم السنة العاشرة من الهجرة إليها
وشاءت إرادة الله تبارك وتعالي أن يعود الرسول إلى المدينة لا ليأخذ حظاً من الراحة، ويعيش أياما من الهدوء والسكينة بعد هذا الجهاد الموصول والكفاح الدامي وهو الرجل الذي بلغ الثالثة والستين من عمره بل عاد ليواصل جهاده ويتابع كفاحه ضد أعداء الإسلام والمسلمين
فقد كتب الله على المجاهدين ورسول الله صلى الله عليه و سلم هو قائدهم ورائدهم أن تكون حياتهم كلها لله جهاداً وتضحية وأيامهم كلها بذلاً وعطاء في سبيل الحق والواجب وها هو الرسول يتابع جهاده ونضاله حتى النفس الأخير من حياتهرفقد وصلت الأنباء بعد عودة الرسول صلى الله عليه و سلم أن فروة بن عمر الجذامي وكان واليا من قبل الروم على معان وما حولها من أرض الشام فاعتنق الإسلام وبعث إلى النبي يخبره بذلك، وغضب الرومان فجردوا على فروة حملة جاءت به وألقى في السجن حتى صدر الحكم بقتله فضرب عنقه علي ماء لهم يقال له:عفران بفلسطين وترك مصلوبا ليرهب غيره أن يسلك مسلكه
فجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاً كبيراً وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين حتى يرهب الروم ويعيد الثقة والطمأنينة على قلوب العرب المقيمين هناك ، وكان هذا الجيش يضم كبار المهاجرين والأنصار من بينهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة
ولذلك تحدث بعض الناس في قيادة أسامة لهذا الجيش فقد ظهره غلاما بجانب كبار الصحابة ولما علم الرسول بذلك غضب غضباً شديداً فخرج وقد عصب رأسه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثم قال: "أيها الناس ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري - إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده" ثم عقد الرسول اللواء لأسامة وخرج أسامة بجيشه حتى نزلوا "الجرف" من المدينة علي فرسخ لكن هذا الجيش لم يكتب له أن يتقدم لتنفيذ مهمته تلك في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ حال مرض النبي واشتداده دون ذلك فتوقف أسامة وجنوده بظاهر المدينة انتظاراً لما يقضي الله به
توجه الرسول صلى الله عليه و سلم عائداً إلي المدينة بعد أن أدى مناسك الحج وعلم الناس هذه الفريضة ووصاهم فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم دخلها نهارا أواخر ذي الحجة مختتم السنة العاشرة من الهجرة إليها
وشاءت إرادة الله تبارك وتعالي أن يعود الرسول إلى المدينة لا ليأخذ حظاً من الراحة، ويعيش أياما من الهدوء والسكينة بعد هذا الجهاد الموصول والكفاح الدامي وهو الرجل الذي بلغ الثالثة والستين من عمره بل عاد ليواصل جهاده ويتابع كفاحه ضد أعداء الإسلام والمسلمين
فقد كتب الله على المجاهدين ورسول الله صلى الله عليه و سلم هو قائدهم ورائدهم أن تكون حياتهم كلها لله جهاداً وتضحية وأيامهم كلها بذلاً وعطاء في سبيل الحق والواجب وها هو الرسول يتابع جهاده ونضاله حتى النفس الأخير من حياتهرفقد وصلت الأنباء بعد عودة الرسول صلى الله عليه و سلم أن فروة بن عمر الجذامي وكان واليا من قبل الروم على معان وما حولها من أرض الشام فاعتنق الإسلام وبعث إلى النبي يخبره بذلك، وغضب الرومان فجردوا على فروة حملة جاءت به وألقى في السجن حتى صدر الحكم بقتله فضرب عنقه علي ماء لهم يقال له:عفران بفلسطين وترك مصلوبا ليرهب غيره أن يسلك مسلكه
فجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاً كبيراً وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين حتى يرهب الروم ويعيد الثقة والطمأنينة على قلوب العرب المقيمين هناك ، وكان هذا الجيش يضم كبار المهاجرين والأنصار من بينهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة
ولذلك تحدث بعض الناس في قيادة أسامة لهذا الجيش فقد ظهره غلاما بجانب كبار الصحابة ولما علم الرسول بذلك غضب غضباً شديداً فخرج وقد عصب رأسه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثم قال: "أيها الناس ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري - إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده" ثم عقد الرسول اللواء لأسامة وخرج أسامة بجيشه حتى نزلوا "الجرف" من المدينة علي فرسخ لكن هذا الجيش لم يكتب له أن يتقدم لتنفيذ مهمته تلك في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ حال مرض النبي واشتداده دون ذلك فتوقف أسامة وجنوده بظاهر المدينة انتظاراً لما يقضي الله به
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
العود الحميد
توجه الرسول صلى الله عليه و سلم عائداً إلي المدينة بعد أن أدى مناسك الحج وعلم الناس هذه الفريضة ووصاهم فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم دخلها نهارا أواخر ذي الحجة مختتم السنة العاشرة من الهجرة إليها
وشاءت إرادة الله تبارك وتعالي أن يعود الرسول إلى المدينة لا ليأخذ حظاً من الراحة، ويعيش أياما من الهدوء والسكينة بعد هذا الجهاد الموصول والكفاح الدامي وهو الرجل الذي بلغ الثالثة والستين من عمره بل عاد ليواصل جهاده ويتابع كفاحه ضد أعداء الإسلام والمسلمين
فقد كتب الله على المجاهدين ورسول الله صلى الله عليه و سلم هو قائدهم ورائدهم أن تكون حياتهم كلها لله جهاداً وتضحية وأيامهم كلها بذلاً وعطاء في سبيل الحق والواجب وها هو الرسول يتابع جهاده ونضاله حتى النفس الأخير من حياتهرفقد وصلت الأنباء بعد عودة الرسول صلى الله عليه و سلم أن فروة بن عمر الجذامي وكان واليا من قبل الروم على معان وما حولها من أرض الشام فاعتنق الإسلام وبعث إلى النبي يخبره بذلك، وغضب الرومان فجردوا على فروة حملة جاءت به وألقى في السجن حتى صدر الحكم بقتله فضرب عنقه علي ماء لهم يقال له:عفران بفلسطين وترك مصلوبا ليرهب غيره أن يسلك مسلكه
فجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاً كبيراً وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين حتى يرهب الروم ويعيد الثقة والطمأنينة على قلوب العرب المقيمين هناك ، وكان هذا الجيش يضم كبار المهاجرين والأنصار من بينهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة
ولذلك تحدث بعض الناس في قيادة أسامة لهذا الجيش فقد ظهره غلاما بجانب كبار الصحابة ولما علم الرسول بذلك غضب غضباً شديداً فخرج وقد عصب رأسه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثم قال: "أيها الناس ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري - إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده" ثم عقد الرسول اللواء لأسامة وخرج أسامة بجيشه حتى نزلوا "الجرف" من المدينة علي فرسخ لكن هذا الجيش لم يكتب له أن يتقدم لتنفيذ مهمته تلك في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ حال مرض النبي واشتداده دون ذلك فتوقف أسامة وجنوده بظاهر المدينة انتظاراً لما يقضي الله به
توجه الرسول صلى الله عليه و سلم عائداً إلي المدينة بعد أن أدى مناسك الحج وعلم الناس هذه الفريضة ووصاهم فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم دخلها نهارا أواخر ذي الحجة مختتم السنة العاشرة من الهجرة إليها
وشاءت إرادة الله تبارك وتعالي أن يعود الرسول إلى المدينة لا ليأخذ حظاً من الراحة، ويعيش أياما من الهدوء والسكينة بعد هذا الجهاد الموصول والكفاح الدامي وهو الرجل الذي بلغ الثالثة والستين من عمره بل عاد ليواصل جهاده ويتابع كفاحه ضد أعداء الإسلام والمسلمين
فقد كتب الله على المجاهدين ورسول الله صلى الله عليه و سلم هو قائدهم ورائدهم أن تكون حياتهم كلها لله جهاداً وتضحية وأيامهم كلها بذلاً وعطاء في سبيل الحق والواجب وها هو الرسول يتابع جهاده ونضاله حتى النفس الأخير من حياتهرفقد وصلت الأنباء بعد عودة الرسول صلى الله عليه و سلم أن فروة بن عمر الجذامي وكان واليا من قبل الروم على معان وما حولها من أرض الشام فاعتنق الإسلام وبعث إلى النبي يخبره بذلك، وغضب الرومان فجردوا على فروة حملة جاءت به وألقى في السجن حتى صدر الحكم بقتله فضرب عنقه علي ماء لهم يقال له:عفران بفلسطين وترك مصلوبا ليرهب غيره أن يسلك مسلكه
فجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاً كبيراً وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين حتى يرهب الروم ويعيد الثقة والطمأنينة على قلوب العرب المقيمين هناك ، وكان هذا الجيش يضم كبار المهاجرين والأنصار من بينهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة
ولذلك تحدث بعض الناس في قيادة أسامة لهذا الجيش فقد ظهره غلاما بجانب كبار الصحابة ولما علم الرسول بذلك غضب غضباً شديداً فخرج وقد عصب رأسه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثم قال: "أيها الناس ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري - إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده" ثم عقد الرسول اللواء لأسامة وخرج أسامة بجيشه حتى نزلوا "الجرف" من المدينة علي فرسخ لكن هذا الجيش لم يكتب له أن يتقدم لتنفيذ مهمته تلك في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ حال مرض النبي واشتداده دون ذلك فتوقف أسامة وجنوده بظاهر المدينة انتظاراً لما يقضي الله به
haya91- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 241
العمر : 32
السكن : palestine
المهنة : student
الهوايه : every thing
مزاجي :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
إلى الرفيق الأعلى
شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم بوعكة المرض الذى نزل به في أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشر للهجرة أو فى أول شهر ربيع الأول وكان مبدأ ذلك أنه صلى الله عليه و سلم خرج إلي بقيع الغرقد من جوف الليل فاستغفر لهم ثم رجع إلى أهله فلما أصبح ابتدئ بوجعه من يومه ذلك
قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول وآرأساه فقال بل أنا والله يا عائشة وآرأساه ولما ثقل عليه الوجع وهو فى بيت زوجه ميمونة رضي الله عنها دعا نساءه فاستأذنهن في أن يمرض في بيت عائشة فأذن له فخرج من عند ميمونة بين الفضل ابن العباس ولعلي بن أبى طالب عاصبا رأسه تخط قدماه على الأرض حتى دخل بيت عائشة رضي الله عنها
واشتد المرض برسول الله صلى الله عليه و سلم فقال "هريقوا علي سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلي الناس فأعهد إليهم, قالت عائشة فأقعدناه فى مخضب (إناء يغتسل فيه) لحفصة بنت عمر ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول : حسبكم حسبكم وعندما أحس رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الآلام قد خفت قليلاً خرج عاصباً رأسه إلى المسجد حتى جلس علي المنبر ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم ثم قال إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال : بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا يا رسول الله فتعجب الناس من بكاء أبى بكر وكلامه ولم يعرفوا مغزاه إلا بعد ذلك
ثم أثنى الرسول علي أبى بكر فقال : إنى لا أعلم أحداً كان أفضل فى الصحبة عندى يداً منه ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن صحبة وإخاء وإيمان حتى يجمع الله بيننا عنده
ثم قال عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه ويقدم لهم النصائح الغالية ويرسم لهم معالم الطريق وأسباب النجاة التي ينبغى أن يتمسكوا بها : أما بعد أيها الناس. فمن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد منه.ألا وإن الشحناء ليست من طبعي ولا من شأني ـ ألا وإن أحبكم إلا من أخذ مني حقاً إن كان له أو أحلني منه فلقيت الله وأنا طيب النفس وقد أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مراراً
ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال يا رسول الله: إن لى عندك ثلاثة دراهم
فقال : أعطه يا فضل بن العباس
ثم قال النبي: أيها الناس من كان عنده شئ فليؤده ولا يقل : فضوح الدنيا ألا وأن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة
فقام رجل فقال: يا رسول الله عندى ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله
قال : ولم غللتها؟
قال : كنت إليها محتاجا
قال : خذها منه يا فضل
ثم قال: أيها الناس من خشى من نفسه شيئا فليقم أدع له
فقام رجل فقال: يا رسول الله إنى لكذاب, إني لفاحش, إني لنؤوم
فقال النبي: اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وأذهب عنه النوم إذا أراد
ثم قال رجل فقال : والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شئ إلا قد جنيته
فقام عمر بن الخطاب فقال له فضحت نفسك أيها الرجل فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة : اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير
ثم أوصى بالأنصار خيرا فقال كما ذكر عبد الله بن كعب بن مالك : "يا معشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيراً فإن الناس يزيدون وإن الأنصار علي هيئتها لا تزيد وأنهم كانوا عيبتي (مكمن سره) التي أويت إليها فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ثم نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم من على المنبر ودخل بيت عائشة
وفي يوم من أيام مرضه أوصى المسلمين أن يجيزوا وفد أسامة بن زيد وألا يتركوا فى جزيرة العرب دينين وقال "أخرجوا منها المشركين" وزادت وطأة المرض علي رسول الله حتى لقد تأذت فاطمة ابنته من شدة ما يلقى فقالت : واكرب أبتاه
فقال : ليس علي أبيك كرب بعد اليوم
وأغمي عليه مرة فلده أهله فلما أفاق كره ذلك منهم وكان إلى جواره قدح فيه ماء يغمس فيه يده ثم يمسح وجهه بالماء ويقول:اللهم أعنى على سكرة الموت
أبو بكر يصلى بالناس
قالت عائشة : لما استuز برسول الله صلى الله عليه و سلم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس
فقالت عائشة : يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن
فقال : مروه فليصل بالناس
قالت : فعدت بمثل قولى
فقال الرسول : إنكن صواحب يوسف فمروه فليصل بالناس
قالت : فوالله ما أقول ذلك إلا أنى كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر وعرفت أن الناس لا يحبون رجلا قام مقامه أبدا، وأن الناس سيتشاءمون به فى كل حدث كان فكنت احب أن يصرف ذلك عن أبى بكر
وصلى أبو بكر بالناس سبع عشرة صلاة كما ذكر الوافدي ، وذكر عكرمة انه صلى بهم ثلاثة أيام وهذه الأيام التي تخلف فيها النبي عن إمامة الصلاة كانت من أشد الأيام ثقلاً عليه
اليوم الذى قبض فيه الرسول
وظل أبو بكر يصلى بالمسلمين حتى إذا كان يوم الاثنين الذى قبض الله فيه رسوله خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم عاصباً رأسه وهم يصلون الصبح فلما رآه المسلمون أفسحوا له مكانا فعرف أبو بكر أن الناس لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنكص عن مصلاه فدفع رسول الله ظهره وقال: صل بالناس وجلس رسول الله إلى جنبه فصلى قاعدا عن يمين أبى بكر فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس فكلمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول
أيها الناس ، سعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، وإنى والله ما تمسكون علي بشئ، إنى لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن فلما فرغ رسول الله من كلامه
قال له أبو بكر : يا نبي الله إنى أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما تحب ، واليوم يوم بنت خارجة أفآتها ؟
قال : نعم
ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج أبو بكر إلي أهله بالسخ (من ضواحى المدينة) وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله قد أفاق من وجعه
وهكذا ظل الرسول صلى الله عليه و سلم حتى اللحظة الأخيرة من حياته حريصا علي نصح أمته معلم القلب بشئونها موضحا لها طريق الاسلام ومعالمه محذرا لها من كل إنحراف أو ضلال
قالت عائشة رضى الله عنها : وعاد رسول الله من المسجد فاضطجع في حجرى ودخل علي رجل من آل أبي بكر وفى يده سواك أخضر فنظر رسول الله إليه فى يده نظرا عرفت أنه يريده..فأخذته منه فمضخته حتى لينته ثم أعطيته إياه، فاستن به كأشد ما رأيته يستن قط ثم وضعه، ووجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يثقل في حجرى فذهبت أنظر إلى وجهه فإذا بصره قد شخص وهو يقول : بل الرفيق الأعلى من الجنة فقلت : خيرت فاخترت والذى بعثك بالحق
وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشر للهجرة على أرجح الأقوال
وهكذا فارق الرسول العظيم دنياه ولحق بمولاه بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد فى الله حق جهاده، وخلق من الشعب العربي شعباً جديداً كان له أعظم الأثر فى تغير وجه التاريخ الإنسانى
وقد نزلت وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم على الصحابة كالصاعقة، فأصيبوا بذهول شديد هز كيانهم وحجب عنهم إدراك هذه الحقيقة القاسية. حقيقة أن الحياة مهما طالت لابد لها من نهاية وأن العمر مهما امتد فلابد من الموت وأن بني البشر مع هذه الحقيقة سواء قال تعالى لرسوله : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}سورة الزمر - آية 30 ولنا أن نتصور مبلغ الأسى واللوعة التى شملت المسلمين في هذا اليوم الحزين حتى أنهم لا يدرون ماذا يفعلون، ومن ذلك ما صنعه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى هذا اليوم وهو المعروف بقوته وشجاعته وثباته
فقد أنكر على من قال : مات رسول الله وخرج إلى المسجد وخطب الناس وقال "إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توفى وإن رسول الله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ووالله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجل الساعة حقا فقد أقبل من منزله حين بلغه الخبر حتى نزل على باب المسجد وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة وهو مسجى (مغطى ببرد) فكشف عن وجهه الكريم فقبله ثم قال : بأبى أنت وأمى أما الموته التى كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن يصيبك بعدها موت أبداً ورد البرد علي وجهه صلى الله عليه و سلم ثم خرج وعمر ما زال يكلم الناس فقال : على رسلك يا عمر فأنصت لكن عمر ظل مهتاجا مندفعا في كلامه فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}سورة ال العمران - آية 144
يقول من شهد هذا الموقف: والله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ وأخذها الناس عن أبى بكر فإنما هى في أفواههم ويقول عمر عن نفسه حينئذ : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت (تحيرت ودهشت) حتى وقعت إلى الأرض وما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات
وهكذا عاد المسلمون إلى رشدهم وسلوا بقضاء الله الذى لا مرد له، واستطاع الرجال الكبار الذين رباهم الرسول صلى الله عليه و سلم ليتحملوا الأمانة من بعده أن يواجهوا الموقف بثبات وحكمة فبايعوا أبا بكر الصديق رضى الله عنه بالخلافة، وأقاموا بتجهيز رسول الله صلى الله عليه و سلم ودفنه واختلفوا في موضع دفنه أيدفن في مسجده ؟ أم في بيته ؟ فقال لهم أبو بكر الصديق إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض فرفع فراشه الذي قبض عليه وحفر تحته ودخل الناس أفواجا للصلاة عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان لا يؤم أحد أحداً
وبذلك بدأت حقبة جديدة في تاريخ الدولة الإسلامية هي ما نسميها بعصر "الخلفاء الراشدين" وقد استطاع هؤلاء الخلفاء الراشدون أن يحملوا الأمانة بعد نبيهم وأن يواصلوا الجهاد ضد أعداء الإسلام وأن يفتحوا أرض الله الواسعة لينشروا بين جنباتها كلمة التوحيد والهداية ولسوف يبقى دين الإسلام بمشيئة الله تعالي ما بقيت السموات والأرض ولسوف تستمر تعاليم رسول الله صلى الله عليه و سلم التى قضى حياته فى سبيل نشرها و الدعوة إليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بنبينا وأن يجعله شفيعاً لنا يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وصلى الله على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون
شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم بوعكة المرض الذى نزل به في أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشر للهجرة أو فى أول شهر ربيع الأول وكان مبدأ ذلك أنه صلى الله عليه و سلم خرج إلي بقيع الغرقد من جوف الليل فاستغفر لهم ثم رجع إلى أهله فلما أصبح ابتدئ بوجعه من يومه ذلك
قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول وآرأساه فقال بل أنا والله يا عائشة وآرأساه ولما ثقل عليه الوجع وهو فى بيت زوجه ميمونة رضي الله عنها دعا نساءه فاستأذنهن في أن يمرض في بيت عائشة فأذن له فخرج من عند ميمونة بين الفضل ابن العباس ولعلي بن أبى طالب عاصبا رأسه تخط قدماه على الأرض حتى دخل بيت عائشة رضي الله عنها
واشتد المرض برسول الله صلى الله عليه و سلم فقال "هريقوا علي سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلي الناس فأعهد إليهم, قالت عائشة فأقعدناه فى مخضب (إناء يغتسل فيه) لحفصة بنت عمر ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول : حسبكم حسبكم وعندما أحس رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الآلام قد خفت قليلاً خرج عاصباً رأسه إلى المسجد حتى جلس علي المنبر ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم ثم قال إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال : بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا يا رسول الله فتعجب الناس من بكاء أبى بكر وكلامه ولم يعرفوا مغزاه إلا بعد ذلك
ثم أثنى الرسول علي أبى بكر فقال : إنى لا أعلم أحداً كان أفضل فى الصحبة عندى يداً منه ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن صحبة وإخاء وإيمان حتى يجمع الله بيننا عنده
ثم قال عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه ويقدم لهم النصائح الغالية ويرسم لهم معالم الطريق وأسباب النجاة التي ينبغى أن يتمسكوا بها : أما بعد أيها الناس. فمن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد منه.ألا وإن الشحناء ليست من طبعي ولا من شأني ـ ألا وإن أحبكم إلا من أخذ مني حقاً إن كان له أو أحلني منه فلقيت الله وأنا طيب النفس وقد أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مراراً
ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال يا رسول الله: إن لى عندك ثلاثة دراهم
فقال : أعطه يا فضل بن العباس
ثم قال النبي: أيها الناس من كان عنده شئ فليؤده ولا يقل : فضوح الدنيا ألا وأن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة
فقام رجل فقال: يا رسول الله عندى ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله
قال : ولم غللتها؟
قال : كنت إليها محتاجا
قال : خذها منه يا فضل
ثم قال: أيها الناس من خشى من نفسه شيئا فليقم أدع له
فقام رجل فقال: يا رسول الله إنى لكذاب, إني لفاحش, إني لنؤوم
فقال النبي: اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وأذهب عنه النوم إذا أراد
ثم قال رجل فقال : والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شئ إلا قد جنيته
فقام عمر بن الخطاب فقال له فضحت نفسك أيها الرجل فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة : اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير
ثم أوصى بالأنصار خيرا فقال كما ذكر عبد الله بن كعب بن مالك : "يا معشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيراً فإن الناس يزيدون وإن الأنصار علي هيئتها لا تزيد وأنهم كانوا عيبتي (مكمن سره) التي أويت إليها فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ثم نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم من على المنبر ودخل بيت عائشة
وفي يوم من أيام مرضه أوصى المسلمين أن يجيزوا وفد أسامة بن زيد وألا يتركوا فى جزيرة العرب دينين وقال "أخرجوا منها المشركين" وزادت وطأة المرض علي رسول الله حتى لقد تأذت فاطمة ابنته من شدة ما يلقى فقالت : واكرب أبتاه
فقال : ليس علي أبيك كرب بعد اليوم
وأغمي عليه مرة فلده أهله فلما أفاق كره ذلك منهم وكان إلى جواره قدح فيه ماء يغمس فيه يده ثم يمسح وجهه بالماء ويقول:اللهم أعنى على سكرة الموت
أبو بكر يصلى بالناس
قالت عائشة : لما استuز برسول الله صلى الله عليه و سلم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس
فقالت عائشة : يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن
فقال : مروه فليصل بالناس
قالت : فعدت بمثل قولى
فقال الرسول : إنكن صواحب يوسف فمروه فليصل بالناس
قالت : فوالله ما أقول ذلك إلا أنى كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر وعرفت أن الناس لا يحبون رجلا قام مقامه أبدا، وأن الناس سيتشاءمون به فى كل حدث كان فكنت احب أن يصرف ذلك عن أبى بكر
وصلى أبو بكر بالناس سبع عشرة صلاة كما ذكر الوافدي ، وذكر عكرمة انه صلى بهم ثلاثة أيام وهذه الأيام التي تخلف فيها النبي عن إمامة الصلاة كانت من أشد الأيام ثقلاً عليه
اليوم الذى قبض فيه الرسول
وظل أبو بكر يصلى بالمسلمين حتى إذا كان يوم الاثنين الذى قبض الله فيه رسوله خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم عاصباً رأسه وهم يصلون الصبح فلما رآه المسلمون أفسحوا له مكانا فعرف أبو بكر أن الناس لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنكص عن مصلاه فدفع رسول الله ظهره وقال: صل بالناس وجلس رسول الله إلى جنبه فصلى قاعدا عن يمين أبى بكر فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس فكلمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول
أيها الناس ، سعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، وإنى والله ما تمسكون علي بشئ، إنى لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن فلما فرغ رسول الله من كلامه
قال له أبو بكر : يا نبي الله إنى أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما تحب ، واليوم يوم بنت خارجة أفآتها ؟
قال : نعم
ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج أبو بكر إلي أهله بالسخ (من ضواحى المدينة) وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله قد أفاق من وجعه
وهكذا ظل الرسول صلى الله عليه و سلم حتى اللحظة الأخيرة من حياته حريصا علي نصح أمته معلم القلب بشئونها موضحا لها طريق الاسلام ومعالمه محذرا لها من كل إنحراف أو ضلال
قالت عائشة رضى الله عنها : وعاد رسول الله من المسجد فاضطجع في حجرى ودخل علي رجل من آل أبي بكر وفى يده سواك أخضر فنظر رسول الله إليه فى يده نظرا عرفت أنه يريده..فأخذته منه فمضخته حتى لينته ثم أعطيته إياه، فاستن به كأشد ما رأيته يستن قط ثم وضعه، ووجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يثقل في حجرى فذهبت أنظر إلى وجهه فإذا بصره قد شخص وهو يقول : بل الرفيق الأعلى من الجنة فقلت : خيرت فاخترت والذى بعثك بالحق
وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشر للهجرة على أرجح الأقوال
وهكذا فارق الرسول العظيم دنياه ولحق بمولاه بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد فى الله حق جهاده، وخلق من الشعب العربي شعباً جديداً كان له أعظم الأثر فى تغير وجه التاريخ الإنسانى
وقد نزلت وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم على الصحابة كالصاعقة، فأصيبوا بذهول شديد هز كيانهم وحجب عنهم إدراك هذه الحقيقة القاسية. حقيقة أن الحياة مهما طالت لابد لها من نهاية وأن العمر مهما امتد فلابد من الموت وأن بني البشر مع هذه الحقيقة سواء قال تعالى لرسوله : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}سورة الزمر - آية 30 ولنا أن نتصور مبلغ الأسى واللوعة التى شملت المسلمين في هذا اليوم الحزين حتى أنهم لا يدرون ماذا يفعلون، ومن ذلك ما صنعه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى هذا اليوم وهو المعروف بقوته وشجاعته وثباته
فقد أنكر على من قال : مات رسول الله وخرج إلى المسجد وخطب الناس وقال "إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توفى وإن رسول الله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ووالله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجل الساعة حقا فقد أقبل من منزله حين بلغه الخبر حتى نزل على باب المسجد وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة وهو مسجى (مغطى ببرد) فكشف عن وجهه الكريم فقبله ثم قال : بأبى أنت وأمى أما الموته التى كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن يصيبك بعدها موت أبداً ورد البرد علي وجهه صلى الله عليه و سلم ثم خرج وعمر ما زال يكلم الناس فقال : على رسلك يا عمر فأنصت لكن عمر ظل مهتاجا مندفعا في كلامه فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}سورة ال العمران - آية 144
يقول من شهد هذا الموقف: والله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ وأخذها الناس عن أبى بكر فإنما هى في أفواههم ويقول عمر عن نفسه حينئذ : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت (تحيرت ودهشت) حتى وقعت إلى الأرض وما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات
وهكذا عاد المسلمون إلى رشدهم وسلوا بقضاء الله الذى لا مرد له، واستطاع الرجال الكبار الذين رباهم الرسول صلى الله عليه و سلم ليتحملوا الأمانة من بعده أن يواجهوا الموقف بثبات وحكمة فبايعوا أبا بكر الصديق رضى الله عنه بالخلافة، وأقاموا بتجهيز رسول الله صلى الله عليه و سلم ودفنه واختلفوا في موضع دفنه أيدفن في مسجده ؟ أم في بيته ؟ فقال لهم أبو بكر الصديق إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض فرفع فراشه الذي قبض عليه وحفر تحته ودخل الناس أفواجا للصلاة عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان لا يؤم أحد أحداً
وبذلك بدأت حقبة جديدة في تاريخ الدولة الإسلامية هي ما نسميها بعصر "الخلفاء الراشدين" وقد استطاع هؤلاء الخلفاء الراشدون أن يحملوا الأمانة بعد نبيهم وأن يواصلوا الجهاد ضد أعداء الإسلام وأن يفتحوا أرض الله الواسعة لينشروا بين جنباتها كلمة التوحيد والهداية ولسوف يبقى دين الإسلام بمشيئة الله تعالي ما بقيت السموات والأرض ولسوف تستمر تعاليم رسول الله صلى الله عليه و سلم التى قضى حياته فى سبيل نشرها و الدعوة إليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بنبينا وأن يجعله شفيعاً لنا يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وصلى الله على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون