السلاام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ...~
حبيت احط موضووع اعجبني من كتاب..~
واخترت ثلاث مواضيع من هالكتاب ..~
اتمنى يعجبكم ما اخترتوو لكم ..~
اطردِ المَلَلَ مِنْ حياتِكَ
إن من يعش عمرهُ على وتيرةٍ واحدة جديرٌ أن يصيبَهُ الملل، لأن النفسَ ملولة ٌ، فإن الإنسانَ بطبعه يمل الحالةَ الواحدةَ، ولذلكَ غايرَ سبحانهُ وتعالى بينَ الأزمنةِ والأمكنة،والمطعوماتِ والمشروباتِ، والمخلوقاتِ، ليلٌ ونهارٌ، وسهلٌ وجبلٌ، وأبيضُ وأسودُ، وحار وبارد، وظلٌٌ وحرٌور، وحلو وحامض، وقد ذكرَ الله هذا التنوعَ والاختلافَ في كتابهِ: "... يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُه ..."، "..صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ.." ، "..متشابهاً وغَيْرَ مُتَشَابِه.." ، ".. وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا.." ، "..وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ..".
وقد ملَ بنو إسرائيلَ أجودَ الطعامِ، لأنهم أداموا أكله: ".. لَن نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ.."، وكانَ المأمون يقرأُ مرةً جالساً ، ومرةً قائماً، ومرةً وهو يمشي، ثم قالَ: النفس ملولةٌ، "..الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ..".
ومن يتأمًلِ العباداتِ، يَجِد التنوعَ والجدةَ،فأعمالُ قلبيةٌ وقوليةٌ وعمليةٌوماليةٌ، صلاةٌ وزكاةٌ وصومٌ وحجٌ وجهادٌ، الصلاةُ قيامٌ وركوعٌ وسجودٌ وجلوسٌ، فمن أرادَ الارتياحَ والنشاطَ ومواصلةَ العطاءِ فعليهِ بالتنويع في عمِلهِ واطلاعِهِ وحياتِهِ اليوميَةِ، فعندَ القراءةِ مثلاً ينوعُ الفنونَ، ما بينَ قرآنٍ وتفسيرٍ وسيرةٍ وحديثٍ وفقهٍ ةتاريخٍ وأدبٍ وثقافةٍ عامةٍ، وهكذا، يوزع وقته مابينَ عبادةٍ وتناولِ مباحٍ، وزيارةٍ واستقبالِ ضيوفٍ، ورياضةٍ ونزهةٍ، فسوفَ يجدُ نفسَهُ متوثبةً مشرقةً، لأنها تحبٌ التنويعَ وتستملحُ الجديدَ .
الدنيا لا تستحق الحزن عليها
إنَ مما يثبتُ السعادةَ وينميها ويعمقُها : أن لاتهتمَ بتوافهِ الأمورِ ، فصاحبُ الهمةِ العاليةِ همُه الآخرةُ.
قالَ أحدُ السلفِ وهو يوصِي أحدَ إخوانِه: اجعل الهمَ هماً واحداً، همً لقاء الله عز وجل ، هم الآخرة، هم الوقوفِ بينَ يديهِ، ".. يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ..".
فليسَ هناكَ همومٌ إلا وهيَ أقلٌ من الهم هذا الهمٌ . أيً هم هذه الحياةُ؟ مناصبهِا ووظائفِها، وذهبِها وفضتِها وأولادهِا ، وأموالهِا وجاهِها وشهرتِها وقصورهِا ودورهِا .لا شيء!!
والله جلّ وعلا قد وصفَ أعداءَهُ المنافقينَ فقالَ: ".. أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ.." ، فهمهم : أنفسُهم وبطونُهم وشهواتُهم ، وليست لهمْ هِمَمٌ عاليةٌ أبداً!
ولمَّا بايعَ الرسول صلى الله عليه وسلم الناسَ تحتَ الشجرةِ انفلتَ أحدُ المنافقينَ يبحثُ عن جَمَل لهُ أحمرَ، وقال: لحُصولي على جملي هذا أحبُّ إليَّ من بيعتِكُمْ . فورَدَ: (( كلُّكمْ مغفورٌ له إلا صاحبِ الجملِ الأحمرِ)).
لاتحزنْ واطردِ الهمً
راحةُ المؤمنِ غفلةٌ، والفراغُ قاتلٌ، والعطالَةٌ بطالَةٌ ، وأكثرُ الناسِ هموماً و غموماً وكدراً العاطلونَ الفارغونَ. والأراجيفُ والهواجسُ رأسُ مالِ المفاليسِ من العملِ الجادَّ المثمرِ.
فتحرَّك واعملْ وزاولْ وطالعْ ، واتْلُ وسَّبحْ ، واكتبْ وزُرْ، واستفدْ من وقتِكَ، ولا تجعلْ دقيقةً للفراغِ، إنكَ يومَ تفرغُ يدخلُ عليكَ الهمُّ والغمُّ، والهاجسُ والوساوسُ، وتصبحُ ميداناً لألاعيبِ الشيطانِ.