أبدت المؤسستان السياسية والعسكرية في إسرائيل فضلاً عن وسائل الإعلام العبرية اهتماماً غير مسبوق بالعملية الفدائية التي استهدفت مساء أمس الخميس مدرسة "مركاز هراب" الدينية أو المعروفة محليا بمدرسة "بيت الرب" في القدس الغربية، والتي أسفرت عن مقتل 8 طلاب وجرح 35 آخرين.
الاهتمام بهذه العملية لا يرجع لكونها أول عملية فدائية تحدث في قلب القدس المحتلة منذ أكثر من 4 أعوام، بل بسبب استهدافها المدرسة التي تعتبر "أقدس" رمز للتيار الديني الصهيوني في إسرائيل، والذي لا يتجاوز نسبة أتباعه 7-10% من عدد اليهود، إلا أنه يعتبر أكثر التيارات السياسية والفكرية تأثيراً على دائرة صنع القرار في إسرائيل، كما يعد بمثابة معسكر لإعداد أبرز القيادات الدينية المتطرفة في الدولة العبرية.
الاستيطان "فريضة"
تم تدشين مدرسة "مركاز هراب" عام 1924 أي قبل الإعلان عن إسرائيل بـ24 عاما، على يد الحاخام الإشكنازي إبراهام كوك، الذي كان يعتبر قائد التيار الديني الصهيوني.
هذا التيار تقوم عقيدته الدينية والفكرية على أنه يتوجب على اليهود أن يقيموا دولة لهم على اعتبار أن ذلك شرط لعودة "المسيح المخلص"، لذلك فإن أتباع هذا التيار وبخلاف التيار الديني الأرثوذكسي، يلتزمون بالخدمة العسكرية في صفوف الجيش.
ولعل إنجاز الحاخام كوك الكبير كان عثوره على فتوى الحاخام رمبام الذي عاش في القرن الثاني عشر ميلادي، والذي يعتبر أهم مرجعية إفتاء يهودية يعتد بها على مر قرون، حيث تنص هذه الفتوى على أن استيطان أرض إسرائيل "فريضة تعدل كل فرائض التوراة الثلاثمائة والستين فريضة".
وبعد وفاة الحاخام كوك ظل جميع كبار الحاخامات الذين خلفوه في إدارة المدرسة التي كان يؤمها الآلاف من أتباع التيار الديني الصهيوني يؤمنون بضرورة توجيه كل الطاقات في الاستيطان.
ووجد أتباع هذا التيار فرصتهم بعد حرب 1967، وسيطرة إسرائيل على سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان، فانطلق أتباع التيار الصهيوني المتأثرين بفتاوى الحاخامات الذين تعاقبوا على إدارة المدرسة والتي أكدت أن الاستيطان الأرض التي استولت عليها إسرائيل فريضة لا تعلوها فريضة.
وأقام أتباع هذا التيار المستوطنات في سيناء والضفة الغربية وغزة والجولان. ويكفي أن نشير هنا إلى أن الأغلبية الساحقة من قادة المستوطنين اليهود هم من الذين ترعرعوا في هذه المدرسة.
مصنع القادة
ويعتبر جميع القادة السياسيين والدينيين في التيار الديني الصهيوني من خريجي هذه المدرسة.
فأبرز المرجعيات الدينية في التيار الديني الصهيوني هم من خريجي المدرسة من أمثال الحاخام أبراهام شابير الذي كان الحاخام الأكبر لإسرائيل والذي تولى إدارة هذه المدرسة لعقدين من الزمن.
ومن بين خريجيها الحاخام حاييم دروكمان وهو أبرز المرجعيات الدينية للمستوطنين في الضفة الغربية ويعيش في مستوطنة "كريات أربع"، والحاخام موشيه ليفنجر والذي يعتبر أحد مؤسسي المستوطنات في جنوب الضفة الغربية وساهم شخصيًّا في قتل العديد من الفلسطينيين في المنطقة.
ومن بين القادة الذين تخرجوا من هذه المدرسة زبولون هامر، رئيس حزب المفدال الديني ووزير التعليم والثقافة الأسبق، والحاخام إسحاق ليفي الذي تولى منصب وزير التعليم والأديان والحاخام بني إيالون الذي يرأس حزب الاتحاد الوطني وكان وزيراً في حكومات إسرائيل.
ومن بين خرجيها الجنرال إيفي أيتام الذي كان أحد قادة سلاح المشاة في الجيش وشغل منصب وزير الإسكان في حكومة إريل شارون الأولى.
المناصب القيادية في الجيش
مدرسة "مركاز هراب" تعتبر بحد ذاتها مرجعية دينية لجميع مدارس "يشيفوت ههسدير"، وهي مدارس دينية عسكرية تعمل على إعداد اتباع التيار الديني الصهيوني للخدمة العسكرية، فجميع مديري مدارس "يشيفوت ههسدير"، هم بالضرورة من خريجي هذه المدرسة.
وعملاً بالتعليمات والفتاوى التي يصدرها حاخامات مدرسة " مركاز هراب "، فأن أتباعهم الذين يديرون مدارس "يشيفوت ههسدير"، يوجهون طلابهم الجنود لبذل كل جهد من أجل تبوؤ المناصب القيادية في الجيش.
وحسب معطيات قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، فإن معظم القادة والمنتسبين للوحدات المختارة، مثل "سرية وحدة الأركان"، و"إيجوز"، و"دوفيديفان"، و"يسام "، هم من خريجي هذه المدارس.
ليس هذا فحسب أن المتدينين يحتكرون الخدمة في ما يعرف بـ"سرايا النخبة" التابعة لألوية المشاة، فمثلاً 60% من القادة والمنتسبين لسرية النخبة في لواء المشاة "جفعاتي" هم من المتدينين.
وشارك هذا اللواء بشكل أساسي في عملية "الشتاء الساخن" على قطاع غزة الأسبوع الماضي والذي أسفر عن سقوط أكثر من 120 شهيدًا فلسطينيا نصفهم من المدنيين.
وحسب هذه المعطيات فإن 50% من الضباط في الجيش هم من اتباع التيار الديني الصهيوني، مع العلم أن نسبة هذا التيار لا تتجاوز الـ 7%.
تغلغل المتدينين الصهاينة في المواقع القيادية للجيش دفع الجنرال يهودا دونيدينان الذي كان مسئولا عن قسم "الشبيبة" في وزارة الدفاع للقول إن أتباع التيار الديني الصهيوني أصبحوا يشكلون "العمود الفقاري" للجيش.
لا يقتصر اندفاع المتدينين خريجي " يشيفوت ههسدير "،نحو المواقع القيادية في الجيش، بل أيضا في الأجهزة الاستخبارية.
فعلى الرغم من أنه لا يعلن عادة عن هوية الذين يخدمون في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، فإن التسريبات الصحفية تؤكد أن المتدينين أصبحوا يمثلون ثقلاً متصاعداً داخل جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، وهو أكثر الأجهزة الاستخبارية تأثيراً على دوائر صنع القرار في إسرائيل. وما ينطبق على الجيش والمخابرات ينطبق على الشرطة وحرس الحدود.
تم تدشين مدرسة "مركاز هراب" عام 1924 أي قبل الإعلان عن إسرائيل بـ24 عاما، على يد الحاخام الإشكنازي إبراهام كوك، الذي كان يعتبر قائد التيار الديني الصهيوني.
هذا التيار تقوم عقيدته الدينية والفكرية على أنه يتوجب على اليهود أن يقيموا دولة لهم على اعتبار أن ذلك شرط لعودة "المسيح المخلص"، لذلك فإن أتباع هذا التيار وبخلاف التيار الديني الأرثوذكسي، يلتزمون بالخدمة العسكرية في صفوف الجيش.
ولعل إنجاز الحاخام كوك الكبير كان عثوره على فتوى الحاخام رمبام الذي عاش في القرن الثاني عشر ميلادي، والذي يعتبر أهم مرجعية إفتاء يهودية يعتد بها على مر قرون، حيث تنص هذه الفتوى على أن استيطان أرض إسرائيل "فريضة تعدل كل فرائض التوراة الثلاثمائة والستين فريضة".
وبعد وفاة الحاخام كوك ظل جميع كبار الحاخامات الذين خلفوه في إدارة المدرسة التي كان يؤمها الآلاف من أتباع التيار الديني الصهيوني يؤمنون بضرورة توجيه كل الطاقات في الاستيطان.
ووجد أتباع هذا التيار فرصتهم بعد حرب 1967، وسيطرة إسرائيل على سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان، فانطلق أتباع التيار الصهيوني المتأثرين بفتاوى الحاخامات الذين تعاقبوا على إدارة المدرسة والتي أكدت أن الاستيطان الأرض التي استولت عليها إسرائيل فريضة لا تعلوها فريضة.
وأقام أتباع هذا التيار المستوطنات في سيناء والضفة الغربية وغزة والجولان. ويكفي أن نشير هنا إلى أن الأغلبية الساحقة من قادة المستوطنين اليهود هم من الذين ترعرعوا في هذه المدرسة.
مصنع القادة
ويعتبر جميع القادة السياسيين والدينيين في التيار الديني الصهيوني من خريجي هذه المدرسة.
فأبرز المرجعيات الدينية في التيار الديني الصهيوني هم من خريجي المدرسة من أمثال الحاخام أبراهام شابير الذي كان الحاخام الأكبر لإسرائيل والذي تولى إدارة هذه المدرسة لعقدين من الزمن.
ومن بين خريجيها الحاخام حاييم دروكمان وهو أبرز المرجعيات الدينية للمستوطنين في الضفة الغربية ويعيش في مستوطنة "كريات أربع"، والحاخام موشيه ليفنجر والذي يعتبر أحد مؤسسي المستوطنات في جنوب الضفة الغربية وساهم شخصيًّا في قتل العديد من الفلسطينيين في المنطقة.
ومن بين القادة الذين تخرجوا من هذه المدرسة زبولون هامر، رئيس حزب المفدال الديني ووزير التعليم والثقافة الأسبق، والحاخام إسحاق ليفي الذي تولى منصب وزير التعليم والأديان والحاخام بني إيالون الذي يرأس حزب الاتحاد الوطني وكان وزيراً في حكومات إسرائيل.
ومن بين خرجيها الجنرال إيفي أيتام الذي كان أحد قادة سلاح المشاة في الجيش وشغل منصب وزير الإسكان في حكومة إريل شارون الأولى.
المناصب القيادية في الجيش
مدرسة "مركاز هراب" تعتبر بحد ذاتها مرجعية دينية لجميع مدارس "يشيفوت ههسدير"، وهي مدارس دينية عسكرية تعمل على إعداد اتباع التيار الديني الصهيوني للخدمة العسكرية، فجميع مديري مدارس "يشيفوت ههسدير"، هم بالضرورة من خريجي هذه المدرسة.
وعملاً بالتعليمات والفتاوى التي يصدرها حاخامات مدرسة " مركاز هراب "، فأن أتباعهم الذين يديرون مدارس "يشيفوت ههسدير"، يوجهون طلابهم الجنود لبذل كل جهد من أجل تبوؤ المناصب القيادية في الجيش.
وحسب معطيات قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، فإن معظم القادة والمنتسبين للوحدات المختارة، مثل "سرية وحدة الأركان"، و"إيجوز"، و"دوفيديفان"، و"يسام "، هم من خريجي هذه المدارس.
ليس هذا فحسب أن المتدينين يحتكرون الخدمة في ما يعرف بـ"سرايا النخبة" التابعة لألوية المشاة، فمثلاً 60% من القادة والمنتسبين لسرية النخبة في لواء المشاة "جفعاتي" هم من المتدينين.
وشارك هذا اللواء بشكل أساسي في عملية "الشتاء الساخن" على قطاع غزة الأسبوع الماضي والذي أسفر عن سقوط أكثر من 120 شهيدًا فلسطينيا نصفهم من المدنيين.
وحسب هذه المعطيات فإن 50% من الضباط في الجيش هم من اتباع التيار الديني الصهيوني، مع العلم أن نسبة هذا التيار لا تتجاوز الـ 7%.
تغلغل المتدينين الصهاينة في المواقع القيادية للجيش دفع الجنرال يهودا دونيدينان الذي كان مسئولا عن قسم "الشبيبة" في وزارة الدفاع للقول إن أتباع التيار الديني الصهيوني أصبحوا يشكلون "العمود الفقاري" للجيش.
لا يقتصر اندفاع المتدينين خريجي " يشيفوت ههسدير "،نحو المواقع القيادية في الجيش، بل أيضا في الأجهزة الاستخبارية.
فعلى الرغم من أنه لا يعلن عادة عن هوية الذين يخدمون في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، فإن التسريبات الصحفية تؤكد أن المتدينين أصبحوا يمثلون ثقلاً متصاعداً داخل جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، وهو أكثر الأجهزة الاستخبارية تأثيراً على دوائر صنع القرار في إسرائيل. وما ينطبق على الجيش والمخابرات ينطبق على الشرطة وحرس الحدود.
__________________