مع كل وداع
ستتعلم
أن رحى العمرِ تدور
بِك أو بدونِكـ
وأنه ليس لديكَ خيارٌ سوى الرضوخ في بعض الأمور
كي لا ينكسر الحجر !!
مع كل وداع
ستتعلم
فن التلويح من غير دموع
ورسم إبتسامة واااسعة أكبر من قرص الشمس
لتوضح لهم أنكَ متقبِل لفكرة الـ/رحيل
وأن لا يقلقوا /أو يخافوا عليكـ فأنت (كبير) كفاية وتعرف كيف تتدبر أمركَ وحدك !!
مع كل وداع :
ستتعلَم
أن عصافير الشتاء
تختلف عن مثيلاتها في الخريف
وأن بعضها يموت في الطريق
فلا تحسب أن العصفور الأمس
هو نفسه صاحبَكـَ الذي غادر ذات شتاء !!
مع كل وداع
ستتعلم
أن الإصرار على التمسك بما مضى
يُحسب من أرصدة عُمرنا
لحظة بـ لحظة
يوماً بـ يوم
وأن باقاتِ العمر الزهرية ستذبل
ولن تنتظرنا
حتى ندرِكـَ أننا فقدناهم للأبد !!
مع كل وداع :
ستتعلم
أن تحزم حقائِبكَ أنت ايضاً
فبِرحيلهم عن أرصفةٍ سكنوها
عليكَ أنت ايضاً أن ترحل وراءهم
ولكن في الإتجاه المعاكِس !!
مع كل وداع
ستتعلم
أن لا تصر على إقفال غرفٍ سكنوها
وأشياءَ إقتنوها
بل تعرضُها على الملأ
وتدع المجال للجميع أن يرتعوا بِها
حتى تُمسح آثارُ أقدامِهِم عن المكان كُلِه
فيضيعوا مع زحمة الضوضاء التي أحدثتَها !!
مع كل وداع
ستتعلَم
أن لا تحتفظ بحديث (حبٍ) لنفسِكـ
ولا تقصر في مدِ يد العون لهم ابداً
لأنه
سيأتي يومٌ ويرحلون
وتصرخ في هذه البقاع ولا تعود تسمع لهم صوتاً
لأنهم ببساطة (رحلوا) !!
مع كل وداع
ستتعلم
أنه لا يوجد شئ اسمه (لي أنا)
فالأرواح لا تُمتلَكـ
وحريات الإختيار تتسع في المدارك حد السماء
ستعرف /سترى/وستسمع باعلى الأصوات
أناساً سيقولون لكـَ بملء فاهِهِم
(آسف ولكن الحياة بيننا مستحيلة)
إني راحل !!
مع كل وداع
ستتعلم
أنه عليكـَ التوقف عن سذاجة (الانتظار)
والبكاء على الـ/أطلال
والتحسر على مافات وكان
فلا شئ يفيد حقاً
ولا ماضي سيرجع
ولا وقتَ سيرسِل عقارِبه لتستند عليها مجدداً !!