لستَ آدمَ كي أقول خرجتَ من بيروت منتصراً على الدنيا
ومنهزماً أمام الله .
أنت المسألهْ
الأرضُ إعلانٌ على جدران هذا الكون
حَبَّةُ سُمْسُم ٍ , قتلاكَ
والباقي سدى
فاعط ِ المدى
إسم العيون ِ المهملَهْ
لك أن تكون – ولا تكونْ
لك أن تُكَوِّنْ
أو لا تُكَوِّنْ ..
كل أسئلة الوجودِ وراء ظِلَّكَ مهزلهْ .
والكونُ دفترك الصغيرُ ,
وأنت خالقُهُ ,
فدوِّنْ فيه فردوس البداية , يا أبي ..
أو لا تُدَوِّنْ
أنت ..أنت َ المسأله ْ.
ماذا تريدُ ؟
وأنت من أُسطورة ٍ تمشي إلى أُسطورة ٍ
عَلماً ؟
وماذا تنفع الأعلام ..
هل حَمَتِ المدينَة َ من شظايا قنبُلَهْ ؟ .
ماذا تريدُ ؟
جريدةً ؟
أتفقِّسُ الأوراقُ دُوريّاً
وتغزل سنبُله ؟
ماذا تريدُ ؟
أَشُرطَةً ؟
هل يعرف البوليسُ أين ستحبل الأرضُ الصغيرة ُ بالرياح
المُقْبلَهْ ؟
ماذا تريدُ ؟
سيادة ً فوق الرمادِ ؟
وأنت سَيِّدُ رُوحِنَا يا سَيِّد الكينونَةِ المتحوِّلَهْ .
فاذهب ..
فليسَ لك المكانُ و لا العروش / المزبلهْ .
حُرّيَّة ُ التكوين أنتَ
وخالقُ الطرقاتِ أنتَ
وأنت عكسُ المرحلهْ .
واذهب فقيرا كالصلاةِ
وحافيا كالنهر في درب الحصى
ومُؤَجَّلاً كقرنفله ْ.
لا , لست آدم كي أقول خرجتَ من بيروت أو عَمَّانَ أو
يافا , وأنت المسألهْ .
فأذهب إليكَ , فأنتَ أوسعُ من بلاد الناس ِ , أوسعُ من فضاء
المقصله
مستسلما لصواب قلبكَ
تخلع المدنَ الكبيرة َ والسماءَ المسدلَهْ
وتمدُّ أرضاً تحت راحتك الصغيرة ,
خيمة ً
أو فكرة ً
أو سنبلهْ .
كمْ من نبي ٍّ فيك جَرَّبَ
كم تعذَّب كي يُرَتَّبَ هيكلهْ .
عبثاً تحاول يا أبي مُلْكَاً ومَمْلَكَة ً
فَسِرْ للجُلْجُلَهْ
واصعدْ معي
لنعيدَ للروح المشرَّد أوَّلَهْ
ماذا تريد , وأنت سَيِّدُ روحنا
يا سَيِّدَ الكينونة المتحوِّلَهْ ؟
يا سَيِّدَ الجمرهْ
يا سَيِّدَ الشعلهْ
ما أوسع الثورهْ
ما أضيقَ الرحلهْ
ما أكبرَ الفكرهْ
ما أصغرَ الدولهْ !....