هنا .. وفي نفس المكان
هنا أحببتك في سماء الاقسام
بنيت لكِ قصراً من عشق وحنان
وهبتك روحي من وجد الزمان
حين عشقتك دون أن اعلم ما هو العنوان
أحببتك أميرتي بين أطلالي وذكريات الأحزان
ولكن حبي أصبح بدون عنوان
فقدتُ همساتي عند هبوب رياح الأشجان
فعصفت بي وحولتني إلى رماد ودخان
أتخونين حبي الذي كان
ومشاعري وهبت لملكة الجان
أتبتعدين عني وأنا أحببتك بعنفوان
وعشقت صوتك الرنان
ونظرة إلى عيونك الحسان
قسوت على قلبي
فابتعدت عني
وكنت مخمورا بكؤوس عشقي
التي شربتها ولم أهذي
حين كنت امضي بحبي
حين كنت سعيدا بوهمي
وفجأة أيقظني سوطا يجلدني
فيضربني على ظهري
وكتفي وعلى قلبي
فتألم القلب لأوجاعي
وكسر لوحاتي
وانعزال راياتي
التي كانت ترفرف في سمائي
سماء عشقي وحبي الوهمي
أتيت بغيومك تمطرني
هماً وتزيد من أحزاني
ولكن لن أمتّع عينيكي بدموعي
لن تشاهدي انكساري
فسوف اخمد نيراني
واطفي شعلة غرامي
وافتح الباب على النسياني
واجعله هو الحاضر الباكي
على أطلالي
ومع دفتر مذكراتي
سوف اخط أولى كلماتي
في الرحيل وعودة اللجوء السياسي
إلى مدينة الأشباح
بدل مدينتي مدينة الحب
هذا ما صنعته يداك
فابتعدي عن وخذي الشِباك
واتركي مشاعري تبقى كما هي دون حراك
دعيني الملم بقايا أجزائي
واتركي لي عشقك لذكرياتي
علّي إن عدت يوما أجدك من بقايا أطلالي
وأتذكر عشقا قتل كلمة عشقٍ في وجداني
واستساغ دمائي
واستطعم شواء لحمي
وشرب من أقداح دموعي
أنا هنا لا أبكيكِ
ولكني ابكي قلبك
أشفق عليه لوجوده بين أضلاعك
فهو ذبح من قسوتك
وجبروتك
والآن ابتعدي عني
وعن مدني
فلن أبقيك هنا بين أضلعي
سوف أقذفك من عيوني
ولن تعودي إلى مملكتي
ولن تكوني أميرتي
فانا لن أموت بعدك
ولن أدفتك بين نبضاتي
فسوف تبقين في شتائك الدائم
ولن تشعري بدفيء يحتويكي
ولن اترك لك بساتيني
تحميكي من صيفك
لن تستظلي بأشجاري
ولن تتعطري من عطري
ولن اترك لك شمسي
تشرق على أيامك
سابقيك هنا كما أنتِ
وكما ترغبين
سابقيك بين شتاء وصيف
وتسيل دموعك على ما صنعت يداكي
ولن ترحمك توسلاتك
وسأبقى مع قلبي
ومع جروحه أداويها
ولن أعود إليك ... لن اعود اليك