من طرف العندليب الإثنين 07 يوليو 2008, 1:31 pmفي غياهب الليل وعلى شاطء الزمن الابدي اقلب صفحات الماضي فاتذكر قصتي قصه رجل سئم الوقوف في وجهة الرياح سئم الحياه ورغد العيش . فلم اعد اعرف نفسي هل انا القوي المتجبر ام الضعيف المتوسل هل انا الصنديد المتكبر ام الصغير المتقهقر هل انا الشاعر الرومنسي ام الجاهل المنسي هل انا الذكي النشط ام الغبي اللبط هل انا السعيد الحي ام المريض الشقي .
اصبح حالي هكذا بعد ان حدثت لي هذه القصه :
مازلت اعبث بالحياه والهو واللعب غير مبالي بمجرياتها ولا مهتماً بزينتها وكان كل شيء بالنسبه الي لا يستحق مجرد الفكير فيه بل كان همي ان اقضي يومي واللهوا لاستمتع وكنت اظن ان الناس اغبياء لايستطعون ان يفهموك للذلك لم اكن اكلم احد عن افكاري هكذه كان حالي الى ان دخلت الجامعه
وقد ظننت اني قطعت اكثر من نصف الحياه وفي الحقيقه لم اخطوا سوا الخطوه الاولى منها.
بدات اليوم الاول لي في الجامعه بعكس اي طالب فلم اكن سعيدا بدخولي وحقيقتا لا اعرف السبب ربما لانني احببت ان ادرس في الخارج او لانه هناك شيء في داخلي ينبئني بخطر ما . لم يطل الوقت حتى اعتدت عليها
وكنت كباقي الشباب اقضي وقتي مع الفتيات بين مزاح ولعب ولاكني وبسب حبي للتميز كنت ارفض فكره الحب . وكنت اسخر من الذين يحبون واصفن اياهم بالاغبياء لانه من منظوري لا توجد الفتاه التي تستحق ان تضع نفسك بين يديها ببساطه كنت اقول لمن يطلب نصيحتي في ان يجرب الحب انهن ناقصات عقل كما ان الرجل اذا احب سوف يتنازل كثيرا عن كرامته وشخصيته في سبيل من يحب . انا كنت اتصور كل ذلك من خلال متابعتي لتصرفات اصدقائي الذين جربوا الحب كيف كانوا قبل الحب وبعده كوني انا الوحيد بينهم الذي لم احب
ان الانسان اذا احب بصدق يتدمر لانه يصل لاحدا درجات الجنون حيث تتحكم فيه العاطفه بدل العقل . لايمكن لشيء في الحياه ان يهز كيان الانسان ويزلزله مثل الـــــــــــــــــــــــحــــب هذه الكلمه الصغير الكبيره في معناها .
كانت هذه كلماتي الى ان اتى اليوم المشؤم الذي غيرحياتي .
في احد الايام بينما كنت في طريقي انا وصديقي لتناول طعام الغداء قال لي ما رايك بتلك الفتاه فنظرت اليها وتوقفت لدقائق وان انظر اليها فنظرت الي وبتسمت فلم ابتسمت غاب عني عقلي وان انظر اليها للحضات لاول مره في حياتي .
فشعرت بلذه لاذعه في قلبي تحرق دمي لم اشعر بمثلها في حياتي لم اعرف حينها معنى هذه الشعور لاكن مهما كان ذللك الشعور فهو جميل ورقيق جدا. لم اتخيل بحياتي فتاه بهذا الجمال او بتلك العيون الجميله . ومازلت انظر اليها الى ان صاح صديقي يسالني مابك مالذي حصل لك . فاجبته لااعلم لا اعلم ثم اكملنا طريقنا وقضينا يومنا كالعاده وبعدها عدت الى البيت وفد نال مني التعب فغتسلت وذهبت لاخلد للنوم ولاكني لم استطع النوم فلقد عاد ذللك الشعور الغريب وبدات افكر في الفتاه وتولدت لدي رغبه كبيره لرؤيه الفتاه مره اخرى .
حاولت ان اطرد هذه الافكار من راسي من دون جدوى لا اعلم السبب .هل يعقل ان يكون هذه الشعور الذي احسست هو الــــــــحب اذا كان هو الحب هل يمكن ان احب الفتاه من اول نظره ربما صدق من قال ان الحب اذا جاء لا يطرق الباب بزغ الفجر وان افكر. ثم قررت ان اذهب الى نفس المكان ورؤيتها لاتاكد اني احببتها فاذا عاد الشعور الجميل اكون احببتها . وفي الصباح انطلقت الى الجامعه وذهبت الى نفس المكان وبنفس الوقت وانتظرتها ولاكنها لم تاتي فاحسست بذيق في نفسي وصرت اذهب كل يوم الى نفس المكان وانتظر قدومها من الصباح الى المساء دون ان احضر اي من محاضراتي الى ان جائت في يوم من الايام ورئيتها ففرحت كثيرا
فتبادلن النظرات والابتسمات فتلامست القلوب قبل الايادي وتهامست العيون والاشداق قبل الشفاه . واستمر الحال هكذا دون ان نكلم بعض وتأزم الحال معي الى درجه ان لم اراها في يوم ان يتعكر صفوه مزاجي و تذيق الدنيا في عيني. فاردت ان اذهب لاحكي معها لاكني كل مانظرت اليها احس اني فقدت لساني وذهبت كلماتي الان ادركت اني احبها حبا جما . لانه قمه الحب ان يجبرك الصمت على الكلام ويعجز الكلام عن التعبير فتسكت ويبقى النظر .
ماذا افعل؟ماذا اصنع؟ انا لا اجراعلى مكالمتها لماذا اخف ان ان ارفض فافقد الشيء الوحيد الذي احببت في حياتي . هكذا كان حالي . وقفت للحظه وفكرت في نفسي انت الان تضيع وقتك ودراستك ان لم تذهب اليها خسرت الاثنين وحتى اذا رفضت سيكون ذلك في مصلحتك انت اصلا ضد الحب وسوف تتجاوز هذه المرحله هكذا شجعت نفسي وذهبت اليها وشاء القدر ان يكون ذلك يوم الخميس الموافق للثالث عشر كانون الاول المصادف لليوم التالي لعيد ميلادي . فكلمتها وكان صوتها اعذب من ماء العذبي وكان اسمها داــــــــــنه والتي كنت القبها باللعبه لجماله وحسن اخلاقها لم تكن دانه بشرا بل كانت ملاك بصور بشر. فصارحتها بحبي واخبرتني انها كانت تنتظر مجيئي بفارغ الصبر كان يوم لقائنا الاول اجمل ايام حياتي بل كان يوم ميلادي كنا نراه بعضنا كل يوم تقريبا ونتحدث في الهاتف من الليل الى الصباح دون ان نمل او ينتهي الكلام لقد احببنا بعض الى درجه لم يصل اليها احد في الكون . لقد كانت دانــــــــه اجمل امراه على سطح الارض فوجهه كأنه البدر حين اكتماله وجسمها كغصني البان وعندما تبتسم كأن الشمس تشرق وكانت عينيها زرقاء بحريه صافيه لم ارى مثلهما في حياتي فعندما انظر اليهما انس الكون اقول لها:
عيناكي هزت كياني وسؤددي من ذا لايهيم فيهما يالعبتي
عشت معها احلى ايام حياتي كنت اكتب لها الشعر وهي تغني لي بصوتها الرقيق العذب .وفي يوم من الايام جأت الي وقالت اريد ان نتكلم في موضوع مهم وشعرت ان هناك شيء غريب فيها قالت لي ارجو ان لاتغضب مما ساقول فقلت لها كيف لي ان اغضب منك قالت اريد ان انهي علاقتنا . بحجه ان هناك شخص اخر في حياتها .
فتركتها وانا غاضب جدا ومرت ايام دون ان اذهب الى الجامعه وفقدت الكثير من وزني . الى ان اتصل بي ابو دانـــــــه واخبرني ان دانـــــه في المشفى بحاجه الى دم وكانت زمره دمها نادره تشابه زمرته دمي فهرعت مسرعاً الى المشفى الذي هي فيه وتبرعت بالدم لها وسألت والدها عن مرضها فأخبرني بصوت متقطع دانـــــه مصابه بسرطان الدم . وارادت ان تنهي علاقتكما لانها عرفت انه لن تعيش مطولا فارادت ان لاتتعلق بها لكي لاتحزن عليها بعد موتها وان تستمر بحياتك من دونها . فقلت له وانا مصدوم لم تنهي علاقتنا لان هناك شخص في حياته قال لا فاغمي علي . لطالما ظننت اني احبا اكثر مما تحبني . ثم صحوت وانا اهمس باسمها وابكي , جففت دموعي وذهبت اليها الى غرفتها وكانت تحتضر فمسكت يدها وبكيت فقالت لي لا تبكي ياحياتي ارجوك فاني لا استطيع ان اراك تبكي . واعلم انك اول حب لي واخر حب وليشهد علي الله اني لم احب شخص قبلك اوبعدك وليشهد علي الله اني احببتك اكثر من نفسي فلعله الله يجمعنا في الاخره . توفيت دانه بين ذراعي . ومن سخريه القدر انها توفيت في الثالث عشر من كانون الاول اي بعد عام من موعدنا الاول وفي نفس اليوم . اضع الزهور على قبرها كل يوم واتمنى ان يجمعنا الله. انا الان بعد موتها لم اعد اطيق الحياه قلبي تفطر لغيابه انا الان كبيت مهجور في وادي سحيق مظلم لايصله النور لاتسكن الا الاشباح . انظر الى نفسي الان انا لست كما كنت يوما لقد تغيرت لم اعد احب اللعب واللهو لست مفعم بالحيويه وصارت الهموم لاتفرقني حتى في النوم . اعتقد ان حبيبتي دانــــــــــــــــــه ليست من عالمنا ربما ارسلها الله لكي تدمرني لذنب اقترفته .اه اه اه اه انا مشوشا انا محطم لم اعد اطيق الحياه لم اعد اطيق الحياه ...
