آه... من ذلك الجرح الذي فتح ثقباً هائلاً داخل أوردة القلب ..
فبدأت أنهار الدم تنزف في كل اتجاهات الروح تهتف بأسمك !
واليوم أصبح يتعين على أن أقدم استعاطفاً الى كل أطباء العالم
حتى لايخترعوا دواء يجعلني أنسى دموع الياسمين التي أنهمرت من عينيك لحظة فراقنا 0
لحظة غريبة تلك التي بيني وبينك 0
كل منا يريد أن يقول ولايقول .. كل منا يعشق أن يبوح الآخر بما في داخلة ..
لكن ذلك الشيء المجنون الذي يسمى الكرامة يمنعه!
شيء أحمق بداخلي يقول لي: صرحي بما في قلبك
وشيء آخر اكثر حماقة يقول لي دعيه هو يفعل ذلك أولاً
قوة مغناطيسية هائلة تجذبني نحو مركز قلبك ، لكن عقلي العنيد المكابر يرفض !
ما أقصى أن تكون كرامتنا اكبر من مشاعرنا ،
وأن يكون عنادنا أقوى من حبنا ، وأن يكون قهر مابداخلنا أكثر حدة من جنون عشقنا !
موقف صعب للغاية أن أغلق الباب خلفي وأنا أعرف أن هذا هو اللقاء الأخير
ولا أتكلم ولا أبوح ولا أصرح بما في داخلي !
الساعات تمر .. كل منا يعلم أن موعد الطائرة بعد 3ساعات ، بعد ساعتين ،
30دقيقة ، عشر دقائق ، هاهي الدقيقة الأخيرة قبل الرحيل ..
وكل منا ينتظر الآخر أن يقول الكلمة السحرية القادرة على تغيير كل شيء رأسا على عقب .
مثل مباراة كرة القدم ويصفر الحكم معلناً نهاية المبارة ..
وتنتهي بتعادل كل منا في السلبية والغباء !
وأسافر أنا وتبقى أنت ولانبوح بما في داخلنا.
ويقرر كل منا أنه لابد أن يصرخ بكل شيء في أول فرصة ..
واجد نفسي امسك بالهاتف فور عودتي ،
وأدير القرص متصلة بك وأسمع صوتك فيه كل اهتزازات بعد المسافة
والتأثر بالموقف ، ويدور الحوار لكن ذلك الشيء المجنون
الذي يدعى العناد يعود ويهاجم مشاعرنا وعقولنا بجنون لانهائي
ولانستطيع أن ننطق بكلمة واحدة تقرب من مشاعرنا
في عيوننا سر مفضوح يغرق وجهينا وينهمر على ملابسنا ويحيطنا من كل الجوانب
ورغم ذلك نلعب سوياً لعبة من يكتم السر
نظرات كل منا تقول للآخر إذا لم تبدأ أنت سوف ابدأ أنا . إذا لم تقول أنت سأقول أنا.
رغم ذلك لم تقول أنت ولم أقل انا
تحياتي
بائعة ......