أبي الحبيب:
اعلم انك لن تستطيع أن ترد على حديثي, لكنني لا أزال أشعر بالراحة والأمان كلما تحدثت إليك...لم يكن هناك أب مثلك.
أعلم أنك لو كنت قادرا على الرد...فإنك كنت ستوبخني, ستقول لي : { لماذا عدت للإختباء في البرميل؟ إن "البراميل" جعلت للقمامة لا للرجال}
أبي ...صحيح أنني كنت أحب هذه اللعبة لعبة الإختباء في "البرميل" فقد صنعت فيه فتحة جانبية صغيرة كنت أرقب منها شقيقتي "فدوى" وهي تبحث عني, لقد كنا نحب هذه اللعبة كثيرا لكنني ياأبي في هذه المرة اختفيت رغما عني, لقد رأيتهم قادمين , الشر في أعينهم والدمارفي أيديهم, يهدمون كل شيء, يمزقون كل شيء, يحرقون كل شيء, ويقتلون كل شيء.
لم أعرف من هم ! ربما يكونون من "تتار" جدد, ربما يكونون خلفاء "المغول" الذين حدثتني عنهم!
لقد كنا نلعب - أنا و {فدوى} في المخيم, سمعتها تصرخ, قفزت إلى { البرميل} دون أن أشعر, أما فدوى...{ فدوى } المسكينة فلم تستطع, لقد اقتربوا منها, فأخذت تصرخ وتصرخ, واحتبس صوتي في حلقي, واختنقت عيناي بالدموع وغابت الصور عن عيني.
لم أعرف كم من الوقت مر بي, لكنني تنبهت لنفسي, إنني في قاع البرميل, والفتحة الصغيرة الجانبيةأمام عيني, حمدت الله أنني اشتيقظت من هذا الكابوس, فيبدو أنني نمت أثناء اللعب مع { فدوى}, كالعادة نظرت من الفتحة الصغيرة لأرى ما حولي, آه ...ياأبي تمنيت لو كنت أعمى, إنني لم أكن في كابوس, لم أكن أحلم, لقد وجدتهم كما هم, الشر في أعينهم, زالدمار في أيديهم, يهدمون كل شيء, يمزقون كل سيء, يحرقون كل سيء ويقتلون كل شيء.
بحثت عنك, عن أمي, عن جدي عن {فدوى}, لم أجد أحدا, فقط على مرمى بصري كانت هناك كومةكبيرة من اللحم...اللحم البشري..أقدام وأذرع ورؤوس وأحشاء, شيء لا يوصف, بحثت عن وجوهكم, لم أعثرعلى وجه أعرفه, فقد سكبوا بعضا "من البنزين" عليكم, وأشعلوه, لقد ضاعت كل الملامح, وشاهت كل الوجوه إلا وجها واحدا, عرفته, انه وجه { فدوى} إنها لم نعد { فدوى} ولم تعد جميلة, آه..ياأبي لو رايت عينيها فقد اتسعت حدقتاها, كانتا اوسع من السماء...كانت تنظر ناحيتي نظرة احترت في معناها, كان فيها الرجاء, وكان فيها الهلع, وكانت فيهما الإستغاثة, وأشياء اخرى.
أبي..هل تحسب أن النيران التي أحرقوكم بها كانت قاسية؟ لا ياأبي, لست أحسب هذا, لقد تمنيت لو أحرقوني معكم, فقد كانت نظرة {فدوى}, { فدوى } الجميلة { فدوى } المسكينة أقسى على قلبي من كل النيران.
لست ادري كم من الوقت مر بي وأنا في قاع البرميل؟ لكنني أفقن مرة ثانية لأجد نفسي في أحد مراكز الصليب الأحمر الدولي, قالوا لي إنهم اكتشفوا وجودي بالصدفة عندما سمعوا صوتا ينبعث من برميل صغير له فتحة جانبية... تكفي عينا واحدة, قالوا إنني كنت أهذي..كلماتي لم تكن مفهمومة, لم يميزوا منها سوى { فدوى } نعم {فدوى} الجميلة.
لقد كتبوا الكثير من الحكايات عنا, والتقطوا الكثير من الصور لنا, لكن أجهزة تسجيلهم لم تستطع أن تسجل صرخة {فدوى} وىلات تصويرهم لم تستطع أن تغوص وتغوص لترى كمية الدماء التي روت أرض { شاتيلا }, لقد عجزوا عن التعبير, وعجزوا عن التصوير, فجاءت كل أعمالهم مجرد تسلية...نعم تسلية للقراء وتدفئة لمشاعر العالم, وانقضت فترة طويلة...ياأبي, ونحن مصدر تسليتهم وفحم تدفئتهم.
في إحدى الدول الأجنبية سبتمبر 1983م:
أبي الحبيب:
إنني أعيش الآن في دولة متحضرة هكذا قالول لي, لقد حملوني إليها مع العشرات من الأطفال والجرحى الذين فقدواأهلهم, قالوا إنها رحلة ترفيه لمساعدتنا على نسيان ما حدث.
أبي...هل تحسب أنهم قادرون على جعلنا ننسى؟ ماذا ننسى؟ كومة اللحم؟ أم البنزين والنار؟ وإذا نسيت هذا هل انسى نظرة { فدوى}؟ هل أنسى صرختها؟
أبي ...لقد أعطوني الكثير من الكتب والمجلات لكنني لم احبها, لا تغضب يا أبي, أعلم أنك تحب أن تراني أقرأ وأقرأ,لكنني وجدت في إحدى المجلات عبارة لرجل...لا...بل لأذئب اسمه" مائير كهانه" كان يقول...{ إن صبرا وشاتيلا ليستا كافيتين ويجب أن يكون على كل بقعة تحمل فلسطينيا ألف صبرا وألف شاتيلا}.
أبي هل تعرف هذا الرجل؟ لماذا يكرهنا لهذا الحد؟ إنني لا اعرفه وهذه هي المرة الأولى التي أسمع باسمه, لكنني أتخيله مثل ذئب مفترس وفي المجلة نفسها عبارة لسيدة...لا ...بل لأفعى اسمها"جيؤلا كوهين" تقول:{ يجب أن يتنبه العالم لهذا الوباء الفلسطيني أنني أشعر بالفزع كلما سمعت ان هناك طفلا لم يتعد العاشرة يضع حول عنقه وشاح منظمة التحرير الفلسطينية ويحاول رفع مدفع"آر- بي - جيه" بالرغم من أن المدفع أثقل منه, إن هؤلاء الأطفال هم أكثر خطورة من آبائهم ويجب أن يبادوا}.
أبي..هل تعرف هذه السيدة؟ إنني لا أعرفها وهذه هي المرة الأولى التي أسمع بإسمها, لكنني أتخيلها مثل حية رقطاء.
أبي ..هل لحظة الفزع التي تقول هذه السيدة إنها تشعر بها تشبه تلك التي أحست بها { فدوى} وهي بين مخالب الذئاب؟
أبي...لماذا لم تعلمني استعمال مدافع{ آر - بي - جيه} التي تزعم هذه الأفعى أننا نستعملها ونحن أطفال؟ أنهم هنا يقولون عنا إننا جيل { آر - بي -جيه }.
آه...ياأبي لو كنت أعرف كل هذا لحولت زعمهم إلى حقيقة, أكاذيبهم إلى واقع, ربما أنك كنت تخشى على طفل السابعة, لكن ياأبي ما نراه يجعل الطفل منا أفضل من الشاب منهم.
أبي ...إنني أندم على الوقت الذي قضيته في اللعب وفي الإختباء في البرميل, وهذه هي المرة الاولى التي افهم فيها عبارتك:
{ أن البراميل جعلت للقمامة لا للرجال}
في بلد عربي سيتمبر 1985م
ابي الحبيب:
لاشيء جديدا سوتى انني انتقلت لدولة اخرى, ورحلة التشرد مستمرة, وكيف تتوقف الحروب والصراعات لا تنتهي؟!
لا تفرح يا أبي انها ليست الحرب المقدسةو الحرب التي تطهر الارض, او يرويها بالدم بل هي حرب ملعوتة بين دول مسلمة, أو ختى بين الطوائف المختلفة في الدولة الواحدة.
وكيف تتوقف رحلة التشرد ....والإغتيالات لا تنتهي؟!
لا تفرح يا أبي إنها ليست إغتيالات لصهاينة متعصبين مثل مائير كهانة أو شارون أو جيؤلا كوهين , بل هي اغتيالات لبشائر الصحوة الاسلامية ورموز التحرير المرتقب...ترى لمصلحة من يتم كل هذا؟ وهل هي حقيقة تلك الشعارات التي نسمعها...والتي ترددها الابواق الدعائية صباح مساء؟
إنني لم أعد أفهم شيئا, هل نحن صرنا أقوياء على أنفسنا بقدر ما نحن ضعفاء على العدو؟ هل اكتفينا بالفرجة من فتحة البرميل؟
ألم أقل لك إنه ليس هناك أب مثلك؟ ليتك تأتي وتذكرهم بعبارتك المشهورة{ إن البراميل جعلت لجمع للقمامة ...لا للرجال}
أي مكان في العالم سيتمبر من كل عام , وحتى تحرير القدس:
أبي الحبيب:
بالأمس كنا نحتفل بذكراكم, ذكرى استشهادكم, وكان معي مجموعة من الشباب المسلم, إنهم إخوة أعزاء تعرفت بهم أثناء رحلة التشرد, إنهم ياأبي جيل التشرد, إنهم ياأبي جيل مختلف ..هل أقول إن هناك بشائر نهضة؟ هل أقول إن هناك بداية سعي نحو الامل؟ لقد سالت واحدا منهم لماذا يحس بهذه المشاعر وهو لم يسمع صرخة { فدوى}؟ وليس { فلسطينيا}؟ فقال لي:
{ إذا كنت غير قادر على نسيان صرخة { فدوى} فهل تحسبنا نقدر أن ننسى صرخة "القدس"؟ إن القدس هي { فدوى} كل مسلم.
أبي الحبيب:
لقد أغتصبوا { فدوى} مرة واغتصبوا { القدس} آلاف المرات, وستبقى صرخة { القدس} شوكة في ظهورهم وفي عيونهم...
أبي الخبيب
نم هنيئا في قبرك, الذي لا أعرف موضعه فأنا أسمع الصرخة..."صرخة القدس" إنها ترتفع وترتفع, وستصل حتى للذين وضعوا أصابعهم في آذانهم, وكمامات فوق أفواههم..إنها ستهز ضمائرهم, وستجعلهم يتعلمون { أن البراميل هي للقمامة لا للرجال}
ابنك المجاهد
ياسر
بقلم : مجدي عبد الغني خليفة ......مجلة الأمة
اعلم انك لن تستطيع أن ترد على حديثي, لكنني لا أزال أشعر بالراحة والأمان كلما تحدثت إليك...لم يكن هناك أب مثلك.
أعلم أنك لو كنت قادرا على الرد...فإنك كنت ستوبخني, ستقول لي : { لماذا عدت للإختباء في البرميل؟ إن "البراميل" جعلت للقمامة لا للرجال}
أبي ...صحيح أنني كنت أحب هذه اللعبة لعبة الإختباء في "البرميل" فقد صنعت فيه فتحة جانبية صغيرة كنت أرقب منها شقيقتي "فدوى" وهي تبحث عني, لقد كنا نحب هذه اللعبة كثيرا لكنني ياأبي في هذه المرة اختفيت رغما عني, لقد رأيتهم قادمين , الشر في أعينهم والدمارفي أيديهم, يهدمون كل شيء, يمزقون كل شيء, يحرقون كل شيء, ويقتلون كل شيء.
لم أعرف من هم ! ربما يكونون من "تتار" جدد, ربما يكونون خلفاء "المغول" الذين حدثتني عنهم!
لقد كنا نلعب - أنا و {فدوى} في المخيم, سمعتها تصرخ, قفزت إلى { البرميل} دون أن أشعر, أما فدوى...{ فدوى } المسكينة فلم تستطع, لقد اقتربوا منها, فأخذت تصرخ وتصرخ, واحتبس صوتي في حلقي, واختنقت عيناي بالدموع وغابت الصور عن عيني.
لم أعرف كم من الوقت مر بي, لكنني تنبهت لنفسي, إنني في قاع البرميل, والفتحة الصغيرة الجانبيةأمام عيني, حمدت الله أنني اشتيقظت من هذا الكابوس, فيبدو أنني نمت أثناء اللعب مع { فدوى}, كالعادة نظرت من الفتحة الصغيرة لأرى ما حولي, آه ...ياأبي تمنيت لو كنت أعمى, إنني لم أكن في كابوس, لم أكن أحلم, لقد وجدتهم كما هم, الشر في أعينهم, زالدمار في أيديهم, يهدمون كل شيء, يمزقون كل سيء, يحرقون كل سيء ويقتلون كل شيء.
بحثت عنك, عن أمي, عن جدي عن {فدوى}, لم أجد أحدا, فقط على مرمى بصري كانت هناك كومةكبيرة من اللحم...اللحم البشري..أقدام وأذرع ورؤوس وأحشاء, شيء لا يوصف, بحثت عن وجوهكم, لم أعثرعلى وجه أعرفه, فقد سكبوا بعضا "من البنزين" عليكم, وأشعلوه, لقد ضاعت كل الملامح, وشاهت كل الوجوه إلا وجها واحدا, عرفته, انه وجه { فدوى} إنها لم نعد { فدوى} ولم تعد جميلة, آه..ياأبي لو رايت عينيها فقد اتسعت حدقتاها, كانتا اوسع من السماء...كانت تنظر ناحيتي نظرة احترت في معناها, كان فيها الرجاء, وكان فيها الهلع, وكانت فيهما الإستغاثة, وأشياء اخرى.
أبي..هل تحسب أن النيران التي أحرقوكم بها كانت قاسية؟ لا ياأبي, لست أحسب هذا, لقد تمنيت لو أحرقوني معكم, فقد كانت نظرة {فدوى}, { فدوى } الجميلة { فدوى } المسكينة أقسى على قلبي من كل النيران.
لست ادري كم من الوقت مر بي وأنا في قاع البرميل؟ لكنني أفقن مرة ثانية لأجد نفسي في أحد مراكز الصليب الأحمر الدولي, قالوا لي إنهم اكتشفوا وجودي بالصدفة عندما سمعوا صوتا ينبعث من برميل صغير له فتحة جانبية... تكفي عينا واحدة, قالوا إنني كنت أهذي..كلماتي لم تكن مفهمومة, لم يميزوا منها سوى { فدوى } نعم {فدوى} الجميلة.
لقد كتبوا الكثير من الحكايات عنا, والتقطوا الكثير من الصور لنا, لكن أجهزة تسجيلهم لم تستطع أن تسجل صرخة {فدوى} وىلات تصويرهم لم تستطع أن تغوص وتغوص لترى كمية الدماء التي روت أرض { شاتيلا }, لقد عجزوا عن التعبير, وعجزوا عن التصوير, فجاءت كل أعمالهم مجرد تسلية...نعم تسلية للقراء وتدفئة لمشاعر العالم, وانقضت فترة طويلة...ياأبي, ونحن مصدر تسليتهم وفحم تدفئتهم.
في إحدى الدول الأجنبية سبتمبر 1983م:
أبي الحبيب:
إنني أعيش الآن في دولة متحضرة هكذا قالول لي, لقد حملوني إليها مع العشرات من الأطفال والجرحى الذين فقدواأهلهم, قالوا إنها رحلة ترفيه لمساعدتنا على نسيان ما حدث.
أبي...هل تحسب أنهم قادرون على جعلنا ننسى؟ ماذا ننسى؟ كومة اللحم؟ أم البنزين والنار؟ وإذا نسيت هذا هل انسى نظرة { فدوى}؟ هل أنسى صرختها؟
أبي ...لقد أعطوني الكثير من الكتب والمجلات لكنني لم احبها, لا تغضب يا أبي, أعلم أنك تحب أن تراني أقرأ وأقرأ,لكنني وجدت في إحدى المجلات عبارة لرجل...لا...بل لأذئب اسمه" مائير كهانه" كان يقول...{ إن صبرا وشاتيلا ليستا كافيتين ويجب أن يكون على كل بقعة تحمل فلسطينيا ألف صبرا وألف شاتيلا}.
أبي هل تعرف هذا الرجل؟ لماذا يكرهنا لهذا الحد؟ إنني لا اعرفه وهذه هي المرة الأولى التي أسمع باسمه, لكنني أتخيله مثل ذئب مفترس وفي المجلة نفسها عبارة لسيدة...لا ...بل لأفعى اسمها"جيؤلا كوهين" تقول:{ يجب أن يتنبه العالم لهذا الوباء الفلسطيني أنني أشعر بالفزع كلما سمعت ان هناك طفلا لم يتعد العاشرة يضع حول عنقه وشاح منظمة التحرير الفلسطينية ويحاول رفع مدفع"آر- بي - جيه" بالرغم من أن المدفع أثقل منه, إن هؤلاء الأطفال هم أكثر خطورة من آبائهم ويجب أن يبادوا}.
أبي..هل تعرف هذه السيدة؟ إنني لا أعرفها وهذه هي المرة الأولى التي أسمع بإسمها, لكنني أتخيلها مثل حية رقطاء.
أبي ..هل لحظة الفزع التي تقول هذه السيدة إنها تشعر بها تشبه تلك التي أحست بها { فدوى} وهي بين مخالب الذئاب؟
أبي...لماذا لم تعلمني استعمال مدافع{ آر - بي - جيه} التي تزعم هذه الأفعى أننا نستعملها ونحن أطفال؟ أنهم هنا يقولون عنا إننا جيل { آر - بي -جيه }.
آه...ياأبي لو كنت أعرف كل هذا لحولت زعمهم إلى حقيقة, أكاذيبهم إلى واقع, ربما أنك كنت تخشى على طفل السابعة, لكن ياأبي ما نراه يجعل الطفل منا أفضل من الشاب منهم.
أبي ...إنني أندم على الوقت الذي قضيته في اللعب وفي الإختباء في البرميل, وهذه هي المرة الاولى التي افهم فيها عبارتك:
{ أن البراميل جعلت للقمامة لا للرجال}
في بلد عربي سيتمبر 1985م
ابي الحبيب:
لاشيء جديدا سوتى انني انتقلت لدولة اخرى, ورحلة التشرد مستمرة, وكيف تتوقف الحروب والصراعات لا تنتهي؟!
لا تفرح يا أبي انها ليست الحرب المقدسةو الحرب التي تطهر الارض, او يرويها بالدم بل هي حرب ملعوتة بين دول مسلمة, أو ختى بين الطوائف المختلفة في الدولة الواحدة.
وكيف تتوقف رحلة التشرد ....والإغتيالات لا تنتهي؟!
لا تفرح يا أبي إنها ليست إغتيالات لصهاينة متعصبين مثل مائير كهانة أو شارون أو جيؤلا كوهين , بل هي اغتيالات لبشائر الصحوة الاسلامية ورموز التحرير المرتقب...ترى لمصلحة من يتم كل هذا؟ وهل هي حقيقة تلك الشعارات التي نسمعها...والتي ترددها الابواق الدعائية صباح مساء؟
إنني لم أعد أفهم شيئا, هل نحن صرنا أقوياء على أنفسنا بقدر ما نحن ضعفاء على العدو؟ هل اكتفينا بالفرجة من فتحة البرميل؟
ألم أقل لك إنه ليس هناك أب مثلك؟ ليتك تأتي وتذكرهم بعبارتك المشهورة{ إن البراميل جعلت لجمع للقمامة ...لا للرجال}
أي مكان في العالم سيتمبر من كل عام , وحتى تحرير القدس:
أبي الحبيب:
بالأمس كنا نحتفل بذكراكم, ذكرى استشهادكم, وكان معي مجموعة من الشباب المسلم, إنهم إخوة أعزاء تعرفت بهم أثناء رحلة التشرد, إنهم ياأبي جيل التشرد, إنهم ياأبي جيل مختلف ..هل أقول إن هناك بشائر نهضة؟ هل أقول إن هناك بداية سعي نحو الامل؟ لقد سالت واحدا منهم لماذا يحس بهذه المشاعر وهو لم يسمع صرخة { فدوى}؟ وليس { فلسطينيا}؟ فقال لي:
{ إذا كنت غير قادر على نسيان صرخة { فدوى} فهل تحسبنا نقدر أن ننسى صرخة "القدس"؟ إن القدس هي { فدوى} كل مسلم.
أبي الحبيب:
لقد أغتصبوا { فدوى} مرة واغتصبوا { القدس} آلاف المرات, وستبقى صرخة { القدس} شوكة في ظهورهم وفي عيونهم...
أبي الخبيب
نم هنيئا في قبرك, الذي لا أعرف موضعه فأنا أسمع الصرخة..."صرخة القدس" إنها ترتفع وترتفع, وستصل حتى للذين وضعوا أصابعهم في آذانهم, وكمامات فوق أفواههم..إنها ستهز ضمائرهم, وستجعلهم يتعلمون { أن البراميل هي للقمامة لا للرجال}
ابنك المجاهد
ياسر
بقلم : مجدي عبد الغني خليفة ......مجلة الأمة