قصص مؤلمة لبعض أطفال الأسرى والأسيرات
تشكل عائلتا الهودلي في رام الله والهشلون في الخليل نموذجا مصغرا لحياة عشرات العائلات الفلسطينية التي انتزع الاحتلال الإسرائيلي منها الأمن والأمان، وحرمها من الأب والأم معا، وترك الأطفال بمسؤولياتهم الجسام لجدات أنهكتهن الأيام.
فمنذ الصغر وحتى قبل النطق عرف أطفال فلسطين أبواب السجون والجيش والسلاح وتعصيب الأعين والتفتيش والزجاج الفاصل أثناء زيارات السجون والصليب الأحمر ومؤسسات رعاية الأسرى وغيرها من قائمة المسميات الطويلة.
فقدان الحنان
"سكروا الباب على ماما" عبارة مصحوبة بالبكاء تنطق بها الطفلة عائشة وليد الهودلي ذات الأربعة أعوام كلما عادت من زيارة والدتها المعتقلة إداريا (دون محاكمة) في سجن تلموند الإسرائيلي منذ ثلاث سنوات ونصف.
تعيش عائشة الآن في بيت جدتها أم عمر في رام الله، بعد أن طال الاعتقال قبل شهور والدها الكاتب والروائي وليد الهودلي، وبين الحين والآخر تتذكر والديها وتنادي عليهما من شرفات المنزل لكنها لا تسمع مجيبا.
تقول جدتها أم عمر إنها لا تستطيع مهما عملت أن تعوضها عن حنان أبويها المفقود قسرا، مشيرة إلى أن الطفلة كثيرا ما تدعو لوالديها بالإفراج وتتذكر كيف كان والدها يأخذها معه للمكتب والمطعم وأماكن الترفيه، كما تتذكر أيضا كيف أيقظها الجنود من نومها لتشاهد تقييد والدها وتعصيب عينيه واعتقاله وتركها وحيدة في المنزل.
وتضيف أن عائشة تزور والديها كل على حدة في سجني النقب وتلموند بكفالة زوار آخرين يزورون أقاربهم، وتُجبر على الجلوس خلف الزجاج أسوة بكبار الزوار لتتحدث عبر سماعة الهاتف مع والدتها أو والدها، وسرعان ما تنهار من البكاء بعد انتهاء وقت الزيارة وإخراج المعتقلين من غرفة الزيارة وإغلاق الباب خلفهم.
وتصف الجدة أم عمر عودة حفيدتها من الزيارة فتقول: تعود بمزيج من الفرح والبكاء وتصف لنا كيف تم تفتيشها وكيف أدخل السجانون والدتها إلى السجن وأغلقوا الباب وراءها.
أكثر قساوة
ولعائلة الهشلمون قصة مشابهة لكنها أكثر قساوة، فالوالد سامي (35 عاما) معتقل إداريا منذ 20 شهرا، والوالدة نورا (36 عاما) المعتقلة إداريا أيضا منذ 24 شهرا، في حين وقعت مسؤولية الرعاية الثقيلة للأبناء الستة على عاتق الجدة أم سامي.
وتقول الجدة المتعبة إنها تواجه صعوبات في رعاية الأبناء وتوفير احتياجاتهم، في حين يواجه الأبناء ضغوطا نفسية كبيرة، مؤكدة أنها تعاني انعدام رغبتهم في الدراسة مما يزيد العبء عليها.
وأكدت أن غياب الأب والأم وحنانهما خلّف آثارا سلبية على الأبناء لدرجة أنها أصبحت لا تقدر على الفض بينهم إذا تشاجروا، موضحة أن الزيارة القصيرة لأحد الأبوين لا يمكنها أن تغير من سلوكهم شيئا.
أما الوالدة نورا فقد شرعت منذ الثاني من الشهر الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقالها دون تهمة أو محاكمة، واستمرار حرمانها من أبنائها والتفريق بينها وبينهم.
انتهاكات جسيمة
من جهته يؤكد مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني سميح أبو زاكية أن الأطفال يعانون من ظروف عصيبة وانتهاكات خطيرة وجسيمة بسبب ممارسات الاحتلال ومعايشة الأطفال مختلف أشكال المعاناة بما فيها حرمانهم من آبائهم وأمهاتهم واعتقالهم أمام أعينهم.
ويشدد على أن المطلوب في هذا الوقت تحرك جماعي في مختلف المجالات التربوية والصحية والمجتمعية والثقافية والعمل من أجل حماية الأطفال والتنبة إلى الحقائق المؤلمة التي يعيشونها
تشكل عائلتا الهودلي في رام الله والهشلون في الخليل نموذجا مصغرا لحياة عشرات العائلات الفلسطينية التي انتزع الاحتلال الإسرائيلي منها الأمن والأمان، وحرمها من الأب والأم معا، وترك الأطفال بمسؤولياتهم الجسام لجدات أنهكتهن الأيام.
فمنذ الصغر وحتى قبل النطق عرف أطفال فلسطين أبواب السجون والجيش والسلاح وتعصيب الأعين والتفتيش والزجاج الفاصل أثناء زيارات السجون والصليب الأحمر ومؤسسات رعاية الأسرى وغيرها من قائمة المسميات الطويلة.
فقدان الحنان
"سكروا الباب على ماما" عبارة مصحوبة بالبكاء تنطق بها الطفلة عائشة وليد الهودلي ذات الأربعة أعوام كلما عادت من زيارة والدتها المعتقلة إداريا (دون محاكمة) في سجن تلموند الإسرائيلي منذ ثلاث سنوات ونصف.
تعيش عائشة الآن في بيت جدتها أم عمر في رام الله، بعد أن طال الاعتقال قبل شهور والدها الكاتب والروائي وليد الهودلي، وبين الحين والآخر تتذكر والديها وتنادي عليهما من شرفات المنزل لكنها لا تسمع مجيبا.
تقول جدتها أم عمر إنها لا تستطيع مهما عملت أن تعوضها عن حنان أبويها المفقود قسرا، مشيرة إلى أن الطفلة كثيرا ما تدعو لوالديها بالإفراج وتتذكر كيف كان والدها يأخذها معه للمكتب والمطعم وأماكن الترفيه، كما تتذكر أيضا كيف أيقظها الجنود من نومها لتشاهد تقييد والدها وتعصيب عينيه واعتقاله وتركها وحيدة في المنزل.
وتضيف أن عائشة تزور والديها كل على حدة في سجني النقب وتلموند بكفالة زوار آخرين يزورون أقاربهم، وتُجبر على الجلوس خلف الزجاج أسوة بكبار الزوار لتتحدث عبر سماعة الهاتف مع والدتها أو والدها، وسرعان ما تنهار من البكاء بعد انتهاء وقت الزيارة وإخراج المعتقلين من غرفة الزيارة وإغلاق الباب خلفهم.
وتصف الجدة أم عمر عودة حفيدتها من الزيارة فتقول: تعود بمزيج من الفرح والبكاء وتصف لنا كيف تم تفتيشها وكيف أدخل السجانون والدتها إلى السجن وأغلقوا الباب وراءها.
أكثر قساوة
ولعائلة الهشلمون قصة مشابهة لكنها أكثر قساوة، فالوالد سامي (35 عاما) معتقل إداريا منذ 20 شهرا، والوالدة نورا (36 عاما) المعتقلة إداريا أيضا منذ 24 شهرا، في حين وقعت مسؤولية الرعاية الثقيلة للأبناء الستة على عاتق الجدة أم سامي.
وتقول الجدة المتعبة إنها تواجه صعوبات في رعاية الأبناء وتوفير احتياجاتهم، في حين يواجه الأبناء ضغوطا نفسية كبيرة، مؤكدة أنها تعاني انعدام رغبتهم في الدراسة مما يزيد العبء عليها.
وأكدت أن غياب الأب والأم وحنانهما خلّف آثارا سلبية على الأبناء لدرجة أنها أصبحت لا تقدر على الفض بينهم إذا تشاجروا، موضحة أن الزيارة القصيرة لأحد الأبوين لا يمكنها أن تغير من سلوكهم شيئا.
أما الوالدة نورا فقد شرعت منذ الثاني من الشهر الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقالها دون تهمة أو محاكمة، واستمرار حرمانها من أبنائها والتفريق بينها وبينهم.
انتهاكات جسيمة
من جهته يؤكد مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني سميح أبو زاكية أن الأطفال يعانون من ظروف عصيبة وانتهاكات خطيرة وجسيمة بسبب ممارسات الاحتلال ومعايشة الأطفال مختلف أشكال المعاناة بما فيها حرمانهم من آبائهم وأمهاتهم واعتقالهم أمام أعينهم.
ويشدد على أن المطلوب في هذا الوقت تحرك جماعي في مختلف المجالات التربوية والصحية والمجتمعية والثقافية والعمل من أجل حماية الأطفال والتنبة إلى الحقائق المؤلمة التي يعيشونها