كما نموت قبل أن نموت .. كما يظلل أملٌ سماء المخيم ..
وكما يعتلي مقهى الكهولة دخانٌ أسودٌ يعكر صفو المزاج ..
لا شيء باتَ يُجدي هُنا ..
قلبُ الرصيف لم يعد نابضاً بالخطوات العَجلة ..
الفراشات تطارد الحقول الهاربة إلى النور ..
بيت إسلام لم يعد المكان الدافىء في ليل الشتاء..
لم أجد درباً يؤدي للوطن ..
في ابتساماتنا بكاء هادىء كظل الطفولة ..
النافذة لم تعد للنور بل للانتظار ..
أخيراً عرفنا دربنا ..
إلى صمتٍ مسجل بلون الاغتراب ..
عندما يصبح الموت طموحاً ..
عندما تصبح الأحزان وليدة الأحزان ..
فتذوب في دمي وتنمو من جديد ..
عندما يصبح الكون حفنة دمع تتلألأ في جفني ..
فأي معنى للحروف .. ؟ ..
السماء ترسم درب موتٍ لكلماتٍ لم تولد بعد ..
أحاول دفن ظلي تحت شجرة الموت لكنه بطيء ..
من للبراءةِ حين تذبحها إسلام ..
وحين يلهو اللا ضمير في صفوها الصباحي ..
أيها الموت ..
الآن سأحبك أكثر ..
سأحبك منجل فتى قروي أحب الغروب ..
سأحبك والذاكرة من حجر ..
قدراً أغيب عنكم ..
ظلماً في عالم لا يرتقي إلا على وقع الظنون ..
وتبقى الروح فرشاة معكم ..
أي معنى للحروف ..
من أينَ آتي بالحروف ..
آمنت أن حلمي ضاعَ حقّاً ..
سأعود أبكي من جديد ..
هنا أنا ..
ولا قابلية للحياة ..
هنا حيث مقبرة الطموح ..
هنا حيث لا تستوعبني باريس ..
لم أجد نفسي إلا في البكاء ..
عبثاً أحاول الإطاحة بفكرة الليل..
بفكرة الغربة ..
أما من قابلية للحياة ..
أما من زمن أقل قسوة ..
أما من حياة ..
هيا نستعيد الطفولة من زبد الحزن ..
من حروف القصيدة ..
من هذا الصمت الحزين ..
هيا نغنّي في البكاء ..
الدمعُ يسقط خلفَ ذاكرتي فيجعلها بلد ..
أغني فوق جثة الطموح فأمتلك الأبد ..
الدمع يصبح حاجزاً حتى إذا غابت إسلام وسقط الجسد ..
حلم تحطم خلف ذاكرة الدموع في الأمد البعيد ..
هل كانَ قلبي شاطئاً للشمس في البلد الجليد ..
هل كان معبداً للحزنِ ..
للصمت للحلم الكئيب ..
أما كان وطناً دائماً للزمن الجديد ..
قلبي أنشودةُ صمتٍ على روح الحلم الفقيد ..
يا أيها الأحبة الذين بفضلكم عاشَ الوليد ..
فلترفضوا هذهِ الكلمات أو تلك القيود..