...الزمن الآتي...
.... وأسبلت عينيي متخيلا فصولها ورحت أغط في كابوس مرعب
ربان السفينة المكتظة يعلن أن المدينة التي سيبتلعنا ميناؤها الآن هيا ( حيفا ) ، ويطلب إلى المسافرين الاستعداد
للنزول ,مهنئا إياهم بسلامة الوصول,وبالعودة إلي ارض الأجداد ,بعد نضال طويل,وعذاب ثقيل 0
تتعالى الزغاريد من أفواه تخنقها العبرات 0 ويسجد العائدون يلثمون تراب الوطن 0 ويؤدى البعض منهم صلاة جديدة 0ا
سموها : صلاة العودة : وأنا التهم مدينة غادرها أجدادي 0 ذات يوم من عام 1948 فلا أرى أمامي إلا أبنية محطمة وأسواقا
مهمشة وضلالا من السواد تتعاكس في طبقات الفضاء تشبث أولادي باطرا في وغرزت زوجي رأسها في أضلعي ونحن نتهادى
في أزقة مهجورة لا يسمع فيها غبر تنابح الكلاب 0
لم نر أثناء تجوالنا أثرا لبشر سوانا ولم تخترقنا غير رائحة جثث متهرئة وصور لتماثيل فاحمه تشبه الإنسان 0كل شي تغيير في
مدينتي ألا موقع المصفاة
اتجهت نحوها فلفحني هواء ساخن ممزوج بمخلفات نفط محترق
عدلت عن الفكرة وعدت عن مخرج ينقدني من أنياب مقبرة لا نهاية لأشداقها 0 تسللت في الحي الشرقي فلم احد ما يميزه عن
الحي الغربي بعد أن ساوى الدمار بينهما وانطلق بى قطار الذاكرة إلى حديث والدي عن بيت كان هنا وحافلة كان جدي
ينقل على متنها عشرات القادمين من الدول الشقيقة للفوز بفرصة عمل بين أحضان ميناء حيفا ومصافيها لم اهتد إلى بيت
جدي رغم أننى احتفظ بخريطة تفصيلية للمكان وبمفتاح عملاق وبسند الملكية ساكت وجهة البيارات محطم القلب منهوك
القوى تسبقني ألاف الأسئلة والدعوات من اجل لقاء إنسان يشرح لي ما حدث
حكايات للزمن الآتي.. لسعيد أبو نعسة
عدل سابقا من قبل MiSs NaDa في الإثنين 21 أبريل 2008, 4:13 pm عدل 1 مرات