الشعب الفلسطيني البطل الذي سطر للتاريخ أروع البطولات وأرقى وأشرف المعارك ،، أكد ويؤكد كل ما غربت شمس بأنه شعب لا يرضى بالذل والخنوع ،، مصمم على تحرير أرضه ،، مضحي بكل غالي ونفيس في سبيل ذلك ..
لن تهزمني جراحي ولن أرضى بغير النصر
لن أرضى بشمس تحرق و لن أرضى بيوم أسود
لن أرضى بأمس يغرق و لن أرضى بقلب لا يصدق
مزقت أوراق عذابي و لن أرضى بظلم بعد الأن
وغرور وجنون وجروح وكل الجروح مهما كانت
فإني لها معاند
والصورة التي أقف امامها طويلا
أرأيتم مثل هذا تحديا وصمودا
صورة الطفل الشهيد فـــــارس عودة وهو يتصدى بحجارته الصغيرة لدبابة إسرائيلية
-1-
أيها المارون بين الكلمات العابره
احملوا أسماءكم، وانصرفوا
واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكره
وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
-2-
أيها المارون بين الكلمات العابره
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار - ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى - ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا
وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء..
وعلينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء!
- 3-
أيها المارون بين الكلمات العابره
كالغبار المر، مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائره
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
ولنا ما ليس يرضيكم هنا:
حجر.. أو خجل
فخذوا الماضي، إذا شئتم، إلى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمى للهدهد، إن شئتم،
على صحن خزف.
فلنا ما ليس يرضيكم: لنا المستقبل
ولنا في أرضنا ما نعمل
-4-
أيها المارون بين الكلمات العابره
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس!
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم، وطن ينزف شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان أو للذاكره..
أيها المارون بين الكلمات العابره،
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا... والآخره
فاخرجوا من أرضنا
من برنا.. من بحرنا
من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا
من ذكريات الذاكره
أيها المارون بين الكلمات العابره!..
كلمات الشاعر الكبير ابراهيم درويش
رامي