السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبح مصطلح(باص11 )من المصطلحات الدارجة فى قطاع غزة 00 المقطوع عن العالم ليس بفعل عوامل جغرافية فحسب إنما بفعل عوامل سياسية وإقليمية ودولية، أجبرت أهالى قطاع غزة أن يعيشوا ضمن حصار جائر فرض عليهم منذ فترة غير بسيطة من الزمن000
هذا الحصار الذي ذهب ضحيته أكثر من مائة شهيد--- ذهبوا جراء نقص الدواء والعناية المركزة فى مستشفيات غزة - إن صح التعبير أن نسميها مستشفيات- --!!!!
غزة الآن أصبحت بوضع لا يحسد فالحياة فيها أصبحت تساوي الجحيم-- وانعدم فيها كل شيء من السلة الغذائية مرورا بأدنى متطلبات الحياة شبه الكريمة 00 عدا عن طوابير البطالة وانتشار ظاهرة بيع (الدخان النفل) حتى يتسنى للمواطن الفقير الحصول على بضع شواقل ليشترى بعض كسيرات من الخبز00 وحبيبات من الخضروات غير الطازجة!!! ليسد رمق وجوع أطفاله 00 كل شيء أصبح بثمن لا يطاق، ولست مبالغا بالقول أن أسعار غزة الواقعة تحت ادني خط الفقر000
تضاهى أسعار الدول الصناعية المتقدمة فى العالم
لك الله ياغزة--------
متطلبات الحياة الأسرة الفقيرة وسلة غذائها من البقوليات ( لحمة الفقراء) من فول وعدس وحمص وبصل 00 أسعارها لا تطاق حتى للمقتدر والثري00 والفقير الآن أصبح ينتظر اليوم الذي يبحث فيه عن بعض من الحجارة ( الزلط) ليربط بها بطنه000 واعتقد أن المسافة الزمنية للتطبيق العملي ليس ببعيدة !!؟؟
ومع كل هذا الصبر والمعاناة والمأساة،، تكيفنا مع الجوع ونقص الثمرات والأنفس ،، فى قطاعنا الذي اجبر على التكيف وتعلم أهله المرابطين،، كيف يعيشون مع الصراع وضغوطه ---أملا فى الفرج القريب !!!
ولكن وفى تلك الأيام الغابرة السوداء،، بلغ السيل الزبى، وأصبحت غزة تعيش فى فترة اسوا من فترة حصار برلين ،فى أوج الحرب الباردة بين القطبين الراسمالى والاشتراكي 00 لان برلين وجدت من جاراتها من ساعدها على فك الحصار والصمود !!!!!!!!!!!!!!!!!000
ولكن شعب غزة صمموا إلا وان يضع اسمهم فى سجل(الأرقام القياسية القرنية) فعلى مدى القرون الثلاثة- والحمد لله- حصلت غزة على الرقم الأول فى المعاناة00 والعيش بشكل مرضى مزمن مع الفقر المدقع 00 ويستحق سكان مخيماتها-- أصدقاء الفقر المدقع-- جائزة نوبل للفقر العالمي، لأنهم أبدعوا فى العيش تحت خط الفقر 000 ولك الله يا غزة000
اليوم نحن أمام أزمة جديدة000 أزمة الوقود، آلاف من الطلاب والطالبات ينتظرون للذهاب إلى جامعتهم، لساعات طويلة دون جدوى فمنهم من يعود إدراجه--- إلى بيته--- جارا--- معه أذيال الخوف من الفشل ، وتضعضع المعدل التراكمي، الذي اصح الوسيلة للحصول على وظيفة بسيطة فى إحدى مؤسسات غزة المكتظة والمتخمة بجيش من الخريجين – وآلاف أخرى من الموظفين والموظفات يبكرون الخروج من منازلهم ----عسى أن يقتنصوا سيارة !!!! ليتسنى لهم الوصول إلى أعمالهم -- الذين حصلوا عليها بشق الأنفس 00 وبغض النظر إن كانت السيارة عرجاء000 تصدر أصوات غير موسيقية مزعجة تشبه أصوات( جعار الحمير )غير مسرة للسامعين 00000 وعندما تلوح السيارة من الأفق البعيد يسارع الشباب الهجوم عليها كما الهجوم على الفريسة،، وكل000 يسوق حججه ومبرراته وحاجته الملحة للركوب !!؟؟000 وكل منهم على حق 00 وكذلك السائق البائس على حق !!! عندما يتمنع ويطلب من الركاب واللهجة العامية أن (يأخذوا بعضهم) والسيارة التى تتحمل "7 ركاب "اصح إجباري الركوب فيها من 10( الى 14 راكب) والذي لا يعجبه فيبحث عن( باص 11) وهو مصطلح أطلق فى غزة تعبير عن المشي على القدمين مسافات طويلة 00 وعند سؤال السائق عن هذا التصرف – قال ( لم أذق طعم النوم منذ أمس وانا انتظر على محطة الوقود عسى أن احصل على بضع لتيرات من السولار تكفيني للعمل لمدة يومين على الأكثر استطيع يهما أن أوفر قوت أولادي – ولا حل للتعويض عن معاناتي الا كذلك)!!!؟؟؟؟
وأمام تلك الصور الدراماتيكية فى غزة000 اضطر شعب غزة أن يتكيف مع هذه الصور البائسة،،،،، وتلك الأشكال الجديدة من الصراع وضغوطه--- عسى أن يكون هناك بريق أمل بعد طول الانتظار!!!!؟؟؟؟؟؟00
وكان البحث عن البدائل هو الصورة المثلى للتكيف، ونشطت الحمير والبغال وأشياء أخرى فى غزة، وأصبح للعربجى سوق ايضاهى سوق أفضل شوفير فى (روكسى المصرية) و(الدار البيضاء المغربية )000 واضطر بعض الطلاب الجامعين وأصحاب الوظائف العمومية لشراء دراجات هوائية شبه مستهلكة بعد فشل النارية فى التكيف مع واقع غزة المرير 00
بينما اضطر بعض الشباب خلع زيهم الرسمي
وتخلوا عن معجون الجل المثبت للشعر
واشتروا ملابس رياضية
واضطر البعض أن يمشى او يركض مسافة تقدر من (20- -30 كيلو متر) 00 وخرجت النكت الشعبية من وسط البؤس 000وصدق من قال إن اغلب من يصنعون الضحك فى بلادنا بؤساء!!! ومنها أن محمد اشترى باص 11 للذهاب إلى عمله وإسماعيل تأجر تأجير!!1 00 لكن هناك مشكله فى قطع الغيار -- لان- الحذاء سيهرى- بعد أيام من استخدام باص رقم 11 وسوق غزة معدم من اى نوع من الأحذية!!!1حتى البلاس والكاوشوكية!!!!!!!!
وأمام هذه المعاناة الثقيلة وقف الحاج أبو الصابر ،،وخط بقلمه الرصاص دعوة لأشقائه العرب لزيارة غزة بمناسبة عيد ميلاد ابنه صابر الذي ولد فى عام 1948
وذيل دعوته بعدم اصطحاب الاطفال لئلا يموتوا جوعا !!! واستثنى العواجيز والمرضى متعذرا لعدم وجود سيارات وإسعافات تقلهم فى حالة الطوارئ !!!!!!00 وبعد الانتهاء من كتابة الدعوات، وقف العم صابر يلعب بلحيته الكثه متسائلا000 هل سيحاسب الله عمر على البغلة التى تعثرت فى العراق ؟؟؟000 أبو صابر لا يدرى ولا يعي ما حجم المعاناة
فهل تجيبوه ؟؟؟؟؟