القصة تمثل معاناة شاب أثناء مرضه بمرض خبيث كان يعد أيامه المتبقية له في الحياة ولكنه في تلك
الأيام أعجب هذا الشاب بفتاة واحبها دون أن تعرف هذه الفتاة وتوفيته المنية قبل أن تفتح الكتاب...
القصة
القصة محزنة نوعا ما وهي كالتالي , أنه شاب في في ريعان شبابه في العشرينيات من عمره أحس يوما ما بتعب ومرض شديدان فذهب هو ووالدته المسنة الى طبيب الوحدة الصحية في القرية فأبلغه الطبيب ببالغ الأسة والحزن انه يعاني من مرض خبيث في دمه ولا يوجد له علاج دون عناية الله وشفقته فيه فتكتم على سره وعاد لبيته راضيا بأمر الله وأصبح يعد أيامه ويودع الحياة بكل من فيها....
الشاب الحزين خيمت عليه غيمة من الكابة والحزن والتزم غرفته في البيت المتواضع يعد أنفاسه ...
وفي تلك الأيام رفض هذه الكابة والحزن وقرر أن يجول شوارع المدينة , فكان كل يوم يخرج صباحا مبكرا يمشي بين الازقة وفي الشوارع ويعود بالليل الى غرفته وكل يوم على هذا الحال ينتظر أخر أنفاسه تخرج من جسده المريض.
وفي تلك الايام وهو يمشي في شارع من شوارع المدينة القريبة لمحت عيناه المكحولتان بالسهر والتعب فتاة تعمل في مكتبة لاستعارة وبيع الكتب وكان صاحب المكتبة رجل عجوز , وقد أعجب بتلك الفتاة واحبها منذ وقوع نظره عليها .
رجع الى بيته وهو يفكر بتلك الفتاة التي انسته مرضه وهو يفكر كيف يستطيع أن يحاكيها وأن يتقرب اليها فقرر بأن يذهب في اليوم التالي ويستعير كتابا , وهكذا ذهب في الصباح الباكر ليستعير كتابا من هذه المكتبة ودخل المكتبة واختار كتابا من دون ان ينظر الى اسمه وعندما ذهب ليحاسب الفتاة نسي الكتاب والحساب وبقي يتامل في عيناها ويحدق اكتر فاكتر حتى قالت له الفتاة (ما بك؟)أجابها مرتعبا لا شيء لا شيء وحاسبها وعاد للبيت مسرورا انه سمع صوتها ورأى عيناها,,,
وقد قرر اعادة الكرة فيما بعد فأصبح يذهب للمكتبة يوما بعد يوم يستعير الكتب ويذهب بها للبيت دون ان يفتحها وبعد يوم يعيدها للفتاة وذلك كله كي يراها فقط وقد بعثت في قلبه روح الحياة من جديد حتى انه لوحظ عليه من قبل العجوز صاحب المكتبة تردده على المكتبة يوما بعد يوم...
وقد لاحظت الفتاة ايضا تحديقه في عينيها ونظراته الحنونة اليها ولكنها لم تعتقد يوما انه يشعر بجاذبية اتجاهها وحنو من قبله , وفي تلك الايام يقرر ذلك الشاب المريض بدائين داء السرطان وداء الحب أن يصرح لها بما في قلبه وذات يوم يستعير كتابا ويذهب به الى البيت ويكتب للفتاة في الصفحة الاولى بلون جميل "إني أحبك"وعاد اليها الكتاب بعد يوم من استعارته ورجع للبيت يومها دون ان يستعير شيء من الكتب املا انها تفتح الكتاب وتقرأ تلك الكلمة اللي لم تستطيع الصمود في قلبه اكثر من ذلك,,,
وغاب عن المكتبة لمدة اسبوعين خوفا من ردة فعل هذه الفتاة وبعد الاسبوعين رجع للمكتبة بحجة ان يستعير كتابا ولكنه في الحقيقة ذهب ليسمع ما تقوله له ردا على ما كتبه لها في صفحة الكتاب...
ولكنه استعار كتابا ودفع ثمن اعارته ورجع دون ان يلحظ أي شيء ودون ان تبوح بأي كلمة له , رجع لبيته حزين وقرر ان يعيد لها الكتابة في كتاب اخر وكتب لها ايضا ظانا انها تبادله نفس الشعور وتكررت الحالة على اكثر من عشرة كتب ولكن دون جدوى,,,
ويوما انقطعت أخبار الشاب وانقطع تداوله للكتب وتردده عن المكتبة وانقطع نزوله في الصباح الباكر على تلك المكتبة القديمة التي تكاد انه كان زبونها الوحيد ,,,
واستمر هذا الحال اكثر من شهرين , وفي يوم من الايام والفتاة ترتب بالكتب في المكتبة وقع منها كتابا ارضا وكان قد فتح على صفحته الاولى فمدت يدها الناعمة لتلتقطه فقرأت ما كان مكتوب وكانت تعرف ان هذا الكتاب لم يستعيره سوى هذا الشاب الذي انقطعت اخباره فجأة.
فإندهشت لما قرأته وحن قلبها وتذكرت الشاب وكأنها كانت تبادله نفس الشعور ولكنها يصعب عليها بان تبوح وتعترف باعجابها به..
.
فقررت أن تسأل عنه وتعرف أخباره فسألت عنه في المدينة فقالو لها انه يسكن في قرية فعلى الفور ذهبت الى بيته وطرقت الباب وأملها ان تلقى ذلك الشاب الذي عشقها بعيناها دون ان تعلم فطرقت الباب وخرجت لها امه ,,,,
وقالت لها الفتاة هذا بيت (فلان) ففاضت عينان الام قبل ان تجيب بالدموع وقالت للفتاة لقد تركني وترك الحياة,,,
فعادت الفتاة دون ان تنطق حرفا تراجع كتبه التي صرح لها عليها بقلمه وهو يعاني من مرضه وحبه
"فيا ليتها فتحت كتابا منهم قبل وفاته"