مع مرِّ العصور وتعاقب الليالي والأيام تعرَّضت بيوت الله تعالى إلى
أعمالٍ تخريبية من أعداء الإسلام ،
معلنين بذلك عدائهم على الإسلام بجهلهم ، ولكَ ـ أيها القارئ المبارك ـ
أن تتخيل سُبُل التخريب والاعتداءات المختلفة التي جرت على المساجد ،
مِن حرقٍ أو تدميرٍ أو تدنيسٍ ، أو السخرية بها وقلبها إلى كنائس أو باراتٍ ودور للسينما..
إلى غير ذلك مما خطّته ونقلته كتب التأريخ ..
ولستُ عن هذا سأتكلم ـ إذ لم نأتِ بجديد ـ والذي أريد وهو الأهم أنَّ ثمة أناس من المسلمين
اليوم يريدون أن يضمّوا أسمائهم إلى تلك الأيادي المخرِّبة لبيوت الله تعالى ،
حتى ولو كانوا مسلمين فإن القلم سيَخُطُّ بأن فلان بن فلان قد أدخل الموسيقى
الماجنة إلى بيتٍ من بيوت الله ،
وسَيَخُطُّ أنَّ فلان بن فلان قد آذى المسلمين وشَوَّشَ عليهم في إحدى الأيام
وهم يصلّون فريضة من فرائض الل حين انبعث الغناء بأعلى صوته من جواله ..
فهو في هذه الحالة أشبه برجلٍ معادٍ للإسلام والمسلمين حملَ مسجِّلاً قد
وضع فيه شريط غناء وأدخله إلى مسجدٍ مِن المساجد ،
يريد من ذلك كيد المسلمين .. فويلك يا عبد الله ..
هل ترضى أن تكون في قائمة المعتدين على حُرُمات بيوت الله ؟
بالطبع ستقول بأعلى صوتك لا .! ومعاذ الله .!
إذاً فلما التساهل باختيارك للأغاني وأنغام الموسيقى المحرمة على جوالك
وأنت تعلم حكم شرع الله فيها ؟
ثمَّ إن الإنسان معرّضٌ للنسيان ولا بُد ، فحين تدخل المسجد ونغمة التنبيه
على صوتٍ عادي وقد نسيت تحويله على الصامت
فإنك تسلمُ من الإثم إن شاء الله .
هذا الأمر الأول ،
وأمّا الأمر الآخر فهو لأولئك الذين تزدحم في جوالاتهم صور ومقاطع العُهر والفحش
نسوا أو تناسوا قوله تعالى : ( ألم يعلم بأن الله يرى .. )
وقوله : ( ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )
وقوله : ( إن الله لا يخفى عليه شيءُ في الأرض ولا في السماء .. )
وقوله : ( يعلم ما في السماوات والأرض ويعلمُ ما تُسرُّون وما تعلنون إنه عليم بذات الصدور ) .
إذا عُلمَ هذا فينبغي علينا أن نعظِّم بيوت الله
وقبل ذلك تعظيمُ مَن سنقف بين يديه ، حتى نكون ممن قال الله فيهم :
( إنَّما يعمر مساجد الله مَن آمن بالله واليوم الآخر .. ) .
وأخيراً ..
اتق الله يا عبد الله ولا تُقدِّم رغبات الناس ورضاهم على أوامر الله تعالى ؛
إذ أنه لم تُستخدم هذه الطريقة إلا لكسب إعجاب الناس أو للجهل وقلة العقل عند السفهاء ..