بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" أحقا مات أخى !! "
أخى الذى سكن الفؤاد ولم يزل .. صورته محفورة بين القلب والوجدان
غرست فينا معانى كثيرة .. فيها الأخوة والمودة والحنان
كنت أحب أن أستيقظ كل صباح.. لأرى ابتسامتك التى تملأ المكان
وضحتك التى كانت تترامى على الأسماع .. ووجهك المضىء كنور الصباح
أتذكر يوم أن ذهبنا على شاطىء البحر .. والأمواج تقذف بك فى كل اتجاه
وأنت داخل عوامتك ..تضرب البحر بيديك فى منظر غاية فى الجمال
أتذكر يوم أن رزقنا باخت جميلة .. وأصبحت الفرحة لاتسعك بهذا الخبر
ويوما بعد يوم تعلقت قلوبنا بك أكثر .. وتضعافت عندنا الأمانى والأحلام
حتى تحقق حلم جميل .. فارتسمت الفرحة على ارجاء وجهك المنير
اتذكر بدايات مرضك في اوائل شعبان وانت صابر ومكافح علية حتى اشتد
واشتد واشتد بك المرض ودخلت فيه مستشفى الأحزان
ومر العييد علينا كئيبا لم نذق له طعما .. وخيم على بيتنا الهموم والأحزان
ولكن لم نيئس أبدا من رحمة الله .. وتضاعف عندنا الأمل فى الشفاء
ولكن يوما بعد يوم ساءت حالتك أكثر واكثر.. ولم نملك لك غير الدعاء
حتى اتيت مرة من مدرستي والحزن سيختلج فؤادي على اخي
ودخلت غرفتي لأخذ لي قسطا من الراحة بعد الدوام المدرسي المتعب
حتى استيقظت على صوت أختى والبكاء
فأحسست أن أخى قد توفاه الله .. فلم استطع ان اتكلم من هول الموقف
لم استطع ان اتكلم مع امي وحالها الذي لايعلمة الا الله.. ولم استطع ان اصبر نفسي عندما نظرت الى من حولي وهم في حالة من الهستيريا والبكاء والصدمة واخيرا لم اتمالك نفسي عندما نظرت الا اختي الذي لم يتجاوز عمرهاالعامان والنصف والتي احست ان شيئا ما يحدث عندما رات حالنا المحزون فذهبت وجلست في احد اركان البيت وهي في حالة من الحزن والخوف فناديتها... اسراء ... اسراء ماذا تريدين قالت والحزن مرسوم على وجهها.. اريدهيثم لياتي عندنا وكررتها مرارا في هذا الوقت لم تتمالك الدموع نفسها فنزلت مني وكلي اسى وحزن
فامنت ان الموت حق على كل انسان
فانفجرت عينى ببكاء مرير .. حتى هدات نفسي قليلا
فشكرت الله الذى أراحه من هذا العذاب .. وقدر له أن يسكن فى أعلى الجنان
وأصبح الناس يغدوا ويروحوا علينا .. وتعالى فى بيتنا صوت البكاء والاحزان
وأنا لهذه اللحظة لاأصدق ماحولى وأتسأءل .. أحقا مات أخى واندثر تحت التراب
أحقا مات أخى الحبيب الهيثم .. وسيصبح مجرد ذكرى تمر عبر الأزمان
ولكن يبدو أن هذه هى الحقيقة المريرة .. فكل من عليها فان
وكلما بكيت وتذكرت ماأخى فيه الآن ان شاء الله .. من نعيم فى القبر وفوز بالجنان
خفف عنى هذا كثير من الآلام والأحزان .. وخفف عنى ألم الفراق
ووقتها علمت مدى تفاهة هذه الدنيا .. وكيف أنها لاتستحق التضحية والاجلال
وأنا الآن أتضرع الى الله بالدعاء .. أن يجمعنى مع أخى ومع من أحب فى أعلى الجنان
احلى دنيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا