السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منا لم يشاهد حفل اختيار ملكة الجمال او سمع به . واكيد في من سال هل فعلا ملكات الجمال هم اجمل ما موجود من النساء ؟ . هل رأيتم كيف ملكة الجمال تفرح فرحا هستيريا عندما تعلن النتيجة عن فوزها وتصرخ غير مصدقة.. وهي تتلقى التهاني من كل جهة..ثم "تتماسك" وتتقدم بخطوات مختالة، في فستانها الضيق العاري..وقد حملت اسم وطنها (مع رقمها) في ورقة معلقة على صدرها..سترت بعض ما لم يستره فستانها..ثم تلتفت إلى الجمهور لتقدم لهم ابتسامة.. وتقف بزهو و"شموخ"لترتدي تاج ملكية العالم.. ودموعها تنهمر من شدة الفرحة بالانتصاروالانجاز!بينما الآلاف يصفقون لها بحماس ويهتفون..والملاين يتابعونها عبر الشاشات الصغيرة والكبيرة في الشوارع..لقد سادت العالم..!وحملت تاجاً مرصعاً بمئات الجواهر النفيسة.. ونالت جوائز بمئات الآلاف من الدولارات..حصلت على كل ذلك..بجمالها فقط!!وفي مكان آخر في هذا العالم.. هناك آلاف الفتيات اللاتي يفقنها جمالاًوخلقاً وأدباً وعلماً.. ويستطعن أن ينلن ألف تاج وتاج.. إلا أنهن يأبين أنيعرضن ما لديهن.. في سوق نخاسة القرن العشرين.. لأنهن أغلى وأثمن من أن يدخلن في هكذا مزاد رخيص..!
هذا الهوس العالمي بجمال المرأة تجاوز حدود المعقول.. وبدأ يتعداه إلى حدود غير طبيعية.. إذ أصبح البحث عن الجمال هاجس المرأة الأول والأخير حتى إنها أصبحت تقيم بجمالها ولا شئ غيره كما يحدث في مسابقات الجمال العالمية. وأصبح الأمر منتشراً لدرجة مريعة.. لدرجة أثرت في نفسية كثير من النساء والفتيات، فأصيب بعضهن بعقدالنقص، والبعض بهوس تغيير المظهر ما بين فترة وأخرى، بينما البعض عانى من أمراض نفسية وعضوية بسبب ذلك البحث عن الجمال.. بمفهوم الغرب..
في هذا التحقيق حاولنا أن نبحث و حاولنا أن ندرس حقيقة الاهتمام العالمي بمسألة الجمال حتى أضحى حفل اختيارملكة جمال العالم أو الكون حدثاً عالمياً تنقله كل وكالات الأنباء و جميع القنوات الفضائية..
لماذا كل هذا الاهتمام بجمال المرأة.. ولماذا أصبح الغرب أنفسهم يعارضون هذه الاحتفالات ويعتبرونها رمزاً للعنصرية وإهانة المرأة..
ما هي حفلات ملكات الجمال؟
في وقتنا الحالي انتشر هوس كبير بحفلات ملكات الجمال، والذي انتقل من المجتمعات الغربية إلى مجتمعاتنا حتى غدا لكل مناسبة ولكل موسم ملكة جمال فتلك ملكة جمال العارضات، وتلك ملكة جمال السمراوات أو الشقراوات، و تلك ملكة جمال المراهقات أو الأطفال، والأخرى ملكة جمال الربيع وتلك ملكة جمال الريف وصولاً إلى ملكة جمال موسم البطيخ بل وملكة جمال القمامة!!..حتى أصبح الأمر مثل سوق الجواري بل هو أذل بكثير، فقد كان للجواري احترام، ولبيعهن وشرائهن قوانين، وقد كانت الجارية تباع بسعر غال لكونها حافظة للقرآن أو فصيحة أو شاعرة أو متدينة. وعدّد المؤرخين أكثر من 40 خليفة عباسي وأموي كانوا من أمهات جواري.. وهذا تكريم لمنزلة الجواري، أما هذا السوق الجديد فلا سعر فيه إلا لسلعة الجمال، وما ورائه لا يهم..
بداية مخزية!
و لو بحثنا في تاريخ هذه المسابقة لوجدنا مؤسسها هو مالك أحد مؤسسات اللهو الكبرى في بريطانيا وهو اليهودي إريك مو رلي وقد قام بإنشاء أول مسابقة لأجمل الجميلات قبل 50 عاماً للترويج لنشاطات شركته المتخصصة في اللهو المحرم وبيع الأجساد!! ومنذ ذلك الحين توسعت المسابقة وتطورت، وبدأت تبتعد طبعاً عن الاعتراف بهدفها الحقيقي الأول. حتى وصلت شعبيتها لاستقطاب أكثر من ملياري مشاهد عبر شاشات التلفزيون. ففي بريطانيا وحدها قدر عدد المشاهدين بـ 18مليون مشاهد، قبل ثلاثين سنة.
كيف يختارون الملكة؟
هناك مسابقتين عالميتين للجمال وهي: ملكة جمال العالم ، وملكة جمال الكون.
تترشح لكل مسابقة مشاركات تمثل كل واحدة منهن دولتها ويتم إقامة عرض أولي للمتسابقات بلباس البحر لكي تتأكد اللجنة أن مواصفات الجسم صحيحة تماماً وأن المتسابقة لا تخفي ولو عيباً بسيطاً في جسمها. كما أن ذلك ضروري لكي تتأكد اللجنة من مدى جرأة المتقدمة وثقتها بنفسها!
ثم يتم إقامة عرض آخر بلباس السهرة، بعده يتم العرض النهائي وفيه يتم سؤال المتسابقة من قبل اللجنة عن بعض الأمور. ثم يتم فرز أفضل عشرة متسابقات ويجبن عن بعض الأسئلة ويقمن باستعراض ما لديهن من فنون - كالرقص أو الغناء أو العزف، ثم يتم تصفية العدد إلى ثلاثة يتم اختيار الملكة منهن والوصيفة الأولى والثانية.
" مظاهرات ضد المسابقة "
لنعرف نوعية أهداف الشركة المسؤولة عن هذه المسابقة يجب أن نذكر أن نفس هذه الشركة مسؤولة عن مسابقة عالمية أخرى بعنوان (هيا نرقص) لا هدف فيها إلا للرقص. وبالطبع فإن هذه الشركة تجني أرباحاً مادية هائلة بالمشاركة مع الشركات التي تساعدها في رعاية المسابقة مثل شركات المكياج والأزياء والقنوات الفضائية وغيرها. ومن الغريب أن معظم تلك الشركات الراعية يهودية!
لكن هناك أهدافاً أثارت غضب البعض في الغرب وانطلقت المظاهرات المعارضة بسببها مثل الترويج لعمليات التجميل وتشجيع الاهتمام بالجمال والمظاهر الخارجية، كما أن فيها إشاعة لبعض المفاهيم التي تظهر عبر آراء المتسابقات (مثل العلاقات الغير شرعية أو الشذوذ وغير ذلك).
ومن أهم أسباب غضب الجماهير وقيام المظاهرات حول تلك المسابقات هو التركيز على مبدأ مقاييس محددة للأجساد ومعاملة المرأة كجسد فقط ، كما حصل في المسابقة التي أقيمت في قبرص والتي اعتمد فيها المنظمون على أوصاف ومقاييس أفروديت آلهة الجمال لدى الإغريق - تعالى الله عما يشركون- وأخذوا يقارنون أجسام المتباريات بتماثيل أفروديت في قبرص!!
بالإضافة إلى العنصرية الواضحة أحياناً في الاختيار، فمثلاً يتم اختيار المتسابقة أحياناً لأنها أجابت إجابة نصرانية، كما حصل مع ملكة جمال العالم الهندية التي توجت بسبب إجابتها عن أفضل شخصية بأنها الراهبة تيريزا (وهي منصرة قضت حياتها في تنصير فقراء الهنود)، أو يتم استبعاد متسابقة بسبب ضعف لغتها الإنجليزية كم حصل مع كثيرات، كما لم تفز فتاة سوداء من قبل بتاج العالم!
وقد رفع مئات المتظاهرين في بريطانيا العام الماضي لافتاتهم وهم يهتفون ضد هذه المسابقة التي اعتبروها سوقاً للجنس والإغراء وتحطيم القيم الأخلاقية والأسرية. كما احتشد المئات أمام مقر المسابقة في الهند وقبرص وكادوا يتسببون في إلغاءها. وتقوم العديد من جمعيات حقوق المرأة والقيم الأسرية، بدعم تلك المظاهرات بل وتعطي المتظاهرين كافة التسهيلات للوصول إلى مقر الحفل، فتتكفل بشراء التذاكر لهم للوصول إلى المكان.
والان هل هن حقا جميلات ؟؟ اترك الاجابة لكم ..
علـ كاتم الجرح ـي