تدور أحداث هذه الدعوى حول (ص) الذي ذهب من دمشق الى ضيعته في محافظة أخرى بعد أن أعيته الأسباب في إيجاد وظيفة أو عمل يقتات منه.. ولكونه اعتاد على العطالة والبطالة والدين والاستدانة من هذا وذاك واستسهل رغد الحياة دون تعب أو جهد فكّر بالزواج، وفعلاً ذهب الى قريته وكلّما ذهب الى عائلة لطلب يد إحدى فتياتها ترفض لأنه ليس لديه لاشهادة ولاعمل ولابيت.. ولكون بعض العائلات تريد السترة كما يقول المثل؛ وافقت على زواج (ص) من (ر)، وبعد مراسم الزفاف جاء (ص) بعروسه الى دمشق ومن الشهر الأول من الزفاف و(ص) جالس في البيت، وبعد تلك الفترة أصبح يأتي بعض رفاقه الى المنزل للعب الشدة والسهر أو يذهب الى أحدهم، ومرّت الأيام على هذه الحالة، وبدأ يخرج من المنزل ويترك رفيقه (ح) أو (ك) في المنزل مع زوجته بحجة أنه رفيق عمره وهو يثق به مثل أخيه..
ومع مرور الزمن بدأ رفاقه الذين ذكرت أسماءهم يتحرشون بها ويمازحونها بحضور زوجها أو في غيابه وعندما أعلمت زوجها بأمر رفاقه وبّخها على ذلك.. هذا ما جاء في الورقة التي كتبتها قبل انتحارها، ولم يكتف زوجها بذلك بل بدأ يطلب منها عدم صدّ رفاقه، وأكثر من ذلك بدأ يطلب منها أن تلبس لباساً لافتاً وتتجمل وتتعطر عندما يكون دوره في حضور رفاقه للسهر عنده في البيت.. وعندما أخبرت أهلها جاء أخوها الى المنزل وظل أكثر من عشرة أيام وطلب من رفاق صهره الابتعاد عن البيت لأنهم سوف يخربون بيته..
ومرّت الأيام وظلّ (ص) على عادته وبدأ يقنع زوجته ابنة الأسرة الريفية المحافظة بأن تستجيب لرأيه وأن تعمل في الدعارة السرية لأنه فقد الأمل بإيجاد عمل يعيش من ورائه، لكنها رفضت ذلك وفضّلت الموت على أن تبيع لحمها وعرضها وكرامته وكرامة أسرتها مقابل حفنة من المال..
ازداد ضغط (ص) على زوجته وأصبحت بين نارين، نار موافقتها على الزواج منه على الرغم من معارضة أهلها وأخوتها للزواج منه، وعلى الرغم من نصائحهم لها وتفنيد تصرفاته التي سبقته منذ سنوات، وما يُقال عنه في دمشق.. ونار الموافقة على طلباته القاتلة.. فقررت أن تموت بشرف حيث رشت على نفسها الكاز وأشعلت النار بنفسها حيث أتت النار عليهاحتى باتت جثة متفحمة واشتعلت معها الغرفة التي كان يستأجرها زوجها، وقد تأيدت هذه الوقائع بالأدلة التالية:
محضر فرع الأمن الجنائي المتضمن التحقيق مع الزوج الذي أنكر أنه قام بمضايقتها أو طلب منها هذا الأمر المذكور أعلاه.
تقرير الطبيب الشرعي الذي يتضمن تعرض (ر) الى الوفاة نتيجة الاحتراق بسبب رش الكاز على الثياب والجسم.
الرسالة التي شرحت فيها (ر) كل ماجرى معها منذ الزواج وحتى كتابة الرسالة التي عثر عليها في درج البراد والتي تضمنت ما هو مسرود آنفاً..
وحيث ثبت من وقائع وأدلة الدعوى المسرودة آنفاً والتي بلغت حدّ اليقين التام تسبب المتهم (ص) بانتحار زوجته بعد أن حاول إجبارها على ممارسة الدعارة مقابل المنفعة المادية وهذا ما كان ثابتاً في الرسالة الوثيقة التي كتبتها المغدورة قبل انتحارها.
لذلك وعملاً بأحكام المادة /309/ وما بعدها أصول محاكمات جزائية تقرر تجريم المتهم المذكور بالتسبب بانتحارزوجته ووضعه بالحبس المؤقت مدة /3/سنوات وتجريده وحجره مدنياً