غزة تدمع
شموع الحياة تتوقد في صراع مع رياح الردى. شبح الفقر يطوف بين فيافي العمر باكياً .. شموس الفجر ترتحل عن المدى.
بسط الليل عباءته على أنفاس المدينة، سحب نجومه والقمر ولم يترك سوى دجى تنهار في زواياه الأحلام. لم يترك سوى فراغٍ تتدلى منه حبال تشنق الآمال، وحائطٍ يتسلقه اللاهثون إلى الحياة مراراً وتكراراً. يتسلقون.. ويسقطون. بتسلقون .. ويسقطون.
في شوارع المدينة المظلمة، تهيم الملائكة متشحة بالحزن، وقد سقطت النجمة الذهبية من على عصاهم السحرية !! ذاك يبيع لعبته من أجل لقيمة. وتلك تعرض قطعة قماش،، تقلبها بحركات توافقت مع أنغام نحيبها البريء.
وهناك .. هناك ..........
هناك في أسفل المنحدر .. طفل يبكي.
ليس البكاء جديداً على أهل المدينة. ولكن، الطفل هذا يبكي دموعاً من نيران جهنم، فلقد عاش الويل بعينه.
تلفظ مآقيه دموعاً لتروي الوجنتين الجافتين. يضم ركبتيه إلى صدره عله بذلك يقي نفسه قليلاً من البرد. جبهته يعلوها البؤس. يتنفس ضامّـاً آهاته بكفيه المجروحتين. عيناه خضراوان ممزوجان بلون الثرى، أخذ الشقاء منهما نصيباً.
يقوم، بخطى أثقلها الزمن (بقسوته لا بطوله)، حينها تظهر رقع الأمل الممزق على ردائه.
يقوم، فيذكر الذين تركوه، وصاروا تحت الأرض. "تحت الأرض" // "في السماء" لافرق الآن!!! فلم يعد يعي شيئاً.. سوى حقيقة أنهم ... رحلوا....
يقوم، فيذكر الرصاصات تشق جسد كل فرد يعرفه، وكيف أنه تسمّر في مكانه باكساً.
يقوم، فيذكر صرخة .. من كتلة جليد .. بخوذة عسكرية سميكة، وهرواة في اليد. صرخة تـَلَتِ المذبحة.. "صه!! البكاء حرام." ثم أتبعها بقهقهة متتالية، عالية.
يقوم، فتدوي في أرجاء رأسه القهقهة، يتملكه الخوف فيغمض عينيه، ويرتمي إلى الأرض مرة واحدة باكياً، حاضناً إياها ؛؛ لعله يلقى بين حجارتها المدببة الحضن الرحيم!
صراع وحيد .. وسكون يخبئ بين طياته ضجيج الموت. موتٌ قد يفرض ذاته في أي لحظة.
شموع الحياة تتوقد في صراع مع زوابع الردى.
وأيامٌ – قد تنتهي – تتنفس بؤساً.
صراع وحيد .. طفل وحيد..لايملك ما يعطي ليأكل. أمله – ودُفِن. بسمته – وافترستها أنياب القدر .. مبكراً.
لايملك سوى دمع .. لا ينتهي .
صراع وحيد .. طفل وحيد .. دمع وحيد ..وهو جالسٌ ، يخط وحدته – بالدمع
يخط ألمه – بالدمع
يخط عمره – بالدمع
بالدمع - بالدمع - بالدمع بالدمع ... حتى فاضت دموع غزة .....
لتكونوا بخير
3.3.2008
شموع الحياة تتوقد في صراع مع رياح الردى. شبح الفقر يطوف بين فيافي العمر باكياً .. شموس الفجر ترتحل عن المدى.
بسط الليل عباءته على أنفاس المدينة، سحب نجومه والقمر ولم يترك سوى دجى تنهار في زواياه الأحلام. لم يترك سوى فراغٍ تتدلى منه حبال تشنق الآمال، وحائطٍ يتسلقه اللاهثون إلى الحياة مراراً وتكراراً. يتسلقون.. ويسقطون. بتسلقون .. ويسقطون.
في شوارع المدينة المظلمة، تهيم الملائكة متشحة بالحزن، وقد سقطت النجمة الذهبية من على عصاهم السحرية !! ذاك يبيع لعبته من أجل لقيمة. وتلك تعرض قطعة قماش،، تقلبها بحركات توافقت مع أنغام نحيبها البريء.
وهناك .. هناك ..........
هناك في أسفل المنحدر .. طفل يبكي.
ليس البكاء جديداً على أهل المدينة. ولكن، الطفل هذا يبكي دموعاً من نيران جهنم، فلقد عاش الويل بعينه.
تلفظ مآقيه دموعاً لتروي الوجنتين الجافتين. يضم ركبتيه إلى صدره عله بذلك يقي نفسه قليلاً من البرد. جبهته يعلوها البؤس. يتنفس ضامّـاً آهاته بكفيه المجروحتين. عيناه خضراوان ممزوجان بلون الثرى، أخذ الشقاء منهما نصيباً.
يقوم، بخطى أثقلها الزمن (بقسوته لا بطوله)، حينها تظهر رقع الأمل الممزق على ردائه.
يقوم، فيذكر الذين تركوه، وصاروا تحت الأرض. "تحت الأرض" // "في السماء" لافرق الآن!!! فلم يعد يعي شيئاً.. سوى حقيقة أنهم ... رحلوا....
يقوم، فيذكر الرصاصات تشق جسد كل فرد يعرفه، وكيف أنه تسمّر في مكانه باكساً.
يقوم، فيذكر صرخة .. من كتلة جليد .. بخوذة عسكرية سميكة، وهرواة في اليد. صرخة تـَلَتِ المذبحة.. "صه!! البكاء حرام." ثم أتبعها بقهقهة متتالية، عالية.
يقوم، فتدوي في أرجاء رأسه القهقهة، يتملكه الخوف فيغمض عينيه، ويرتمي إلى الأرض مرة واحدة باكياً، حاضناً إياها ؛؛ لعله يلقى بين حجارتها المدببة الحضن الرحيم!
صراع وحيد .. وسكون يخبئ بين طياته ضجيج الموت. موتٌ قد يفرض ذاته في أي لحظة.
شموع الحياة تتوقد في صراع مع زوابع الردى.
وأيامٌ – قد تنتهي – تتنفس بؤساً.
صراع وحيد .. طفل وحيد..لايملك ما يعطي ليأكل. أمله – ودُفِن. بسمته – وافترستها أنياب القدر .. مبكراً.
لايملك سوى دمع .. لا ينتهي .
صراع وحيد .. طفل وحيد .. دمع وحيد ..وهو جالسٌ ، يخط وحدته – بالدمع
يخط ألمه – بالدمع
يخط عمره – بالدمع
بالدمع - بالدمع - بالدمع بالدمع ... حتى فاضت دموع غزة .....
لتكونوا بخير
3.3.2008