بقلم التشكيلي / سعيد العلاوي
4/6/1428هـ
جلست أتابع أحداث الفلم الأجنبي (Playback Columbo ) وترجمته إعادة كولومبو..وتدور أحداث الفلم حول البحث عن قاتل له علاقة بإحدى الفتيات التي تعمل في(جالري) لعرض وبيع الأعمال الفنية ..
لقد حضر المحقق الجنائي برتبة ملازم إلى ذلك الجالري فاستقبلته مديرة الجالري مثل أي زبون يرغب في اقتناء إحدى المجسمات المعروضة حينها والتي بلا شك ستضفي لمسة جمالية في إحدى زوايا منزله ، وكان المحقق مصابا بالرشح فكان يعطس بين حين وأخرى وبالتالي يقدم اعتذاره لمديرة ( الجالري ) ..
فأخذ يسأل عن قيمة بعض المجسمات فكانت تجيبه وعندما وصل إلى سعر 4700 دولار لأحد المجسمات تعجب من ارتفاع الأسعار لأشياء هو لم يفهمها أو يدرك معانيها فأشار بإصبعه إلى غطاء فتحة التهوية وقال لها : كم ثمن هذا ؟؟ فقالت له : إنه ليس عملا تشكيليا فهذه فتحة التهوية فضحك ساخرا من نفسه وقال لها : لا تخبري أحدا بذلك فإنني لم أكن أعرف ..
ثم اتجه لموظفة أخرى للبحث عن ما يصبو إليه وبعد الفراغ من أسئلته ابتسم واتجه نحو مديرة الجالري وقال لها : أخبريها عن فتحة التهوية ثم استدار بظهره وانصرف في رسالة واضحة أنه لا يفهم ما هو معروض .
إنني لا أعتب على هذا الرجل لأن له هدف معين في نطاق عمله كما أنه يفتقد للثقافة البصرية ولكن العتب على بعض تلك الفئات من الناس الذين لهم علاقة بالفن التشكيلي إما متذوقين أو فنانين تشكيليين يرتادون تلك ( الثغور الجميلة ) التي تعج بالجماليات من اللوحات والمجسمات ليقفوا أمام الأعمال ساخرين منها متمردين عليها وأحيانا ينتقدون الأعمال نقدا هدّام لا يخدم الفنانين أو الساحة التشكيلية المحلية بشكل أو بآخر .
هنا أتذكر حوارا تشكيليا جميلا بين عدد من الفنانين التشكيليين المميزين ومحور الحوار
( أن الذكاء ليس معناه أن يتصف الإنسان بالذكاء في كل شيء ، فكل إنسان ذكي في مجاله وأن الباحثين توصلوا لأنواع الذكاء وصنّفوها إلى أربعة عشر نوعا)
فالمحقق ذكي ، والتلميذ ذكي ، والموظف ذكي ، والمهندس ذكي ، وكل يمتلك ذكاء في تخصصه
ولكن لا ينبغي التمرد في ثغر الزهور .
وبالله التوفيق
بقلم التشكيلي / سعيد العلاوي
4/6/1428هـ