-1- إِلى أيْنَ تمضي؟!! إِلى حيثُ تلْقى مآسيكَ ما ملَّتِ الانتظار؟! إِلى أيْنَ تمضي !! وَ كلُّ الطرائقِِ في رحلةِ العُمْرِ ليْلٌ و خوْفٌ .. وَ برْدٌ و عَارْ! | |
-2- إِلى أيْن تمضي !! .. شريداً و حيداً .. تودُّ ترافقُ هذا الظلام؟! تشقُّ الضياع.. و تَخْلُفَ جيشاً من الشعرِ يبكيكَ ليلَ نهار!! | |
-3- كأنَّ الرِّياحَ نشيج! و أنْتَ رمادْ!.. "رَمَااااادْ" و ما كنتَ قطُّ جحيما و نارْ!!.. و في غَمْرةِ العصفِ تذروكَ صوبَ اليمينِ وَ نحوَ اليسارْ.. و إنَّ بقاياكَ من بعدُ مطرودةٌ لنْ تعانقَ تلكَ الدّيارْ! مساكنَ نُعمى وَ سَلمى و يمنى و ميْ!! لأَنَّ الرّياحَ شمالْ!! | |
-4- إلى أين تمضي!! إلى أين تمضي!! و أنَّى اتجهتَ سَمعت نُعاقاً يكادُ يهدِّم سقفَ السماء.. فتجثو إلى الأرضِ و الأرضُ تصرخ: "لا لا لااااا" و تبكي إليها : "احضنيني احضنيني" فتحثو على عارضيك التراب!! | |
-5- كَأنَّ النُّجومَ دموعْ!! أبتْ ساعةَ الذّرْفِ أَلاّ تفارقَ جفْنَ السماءْ! إباءْ .. "إِبااااااءْ" و حظُّكَ هذا الوجود الذيْ يرتديِ الحزْنَ ليلاً رداءْ .. "ردااااءْ" فيَاصاحبَ الرّحلِ لولا المُداراةُ وَ الكِـبْـ"ـرياءْ" رأْيتَ الكَواكبَ منثورةً في القِفَارْ!! | |
-6- كأنَّ الأماني سحابْ!! و أنتَ ترابْ .. "تراااااابْ!!" يبابٌ يموتُ ظميئاً وَ ما يشحذُ المُزْنََ بصْقةَ ماءْ !! و لا يعرفُ الريَّ و الارتواءْ!! إلى يومَ يُهْمي عَليهِ السرابْ .. فيشربُ حتّى لَينبتَ لابنِ المَحِلَّةِ جوعاً و لابنِ السبيل صُخور!! | |
-7- وَ بينَكَ يَا صَاحِبَ الرِّحل حتّى أمانيكَ حَفْنُ غُبارْ!! وَ حسْرة أمْسِك.. يومِكَ أنّ السحائبَ تيجانُ قهر و قَسْرٍ لسمْقِ الجِبال!! | |
-8- تصفحّتَ وجه السماء! فماذا قرأت؟ و ماذا عرفت؟ لماذا صمت؟؟ و ماذا تخبّئ يا صَاحبَ الرّحل بالله قلْ.. تُراهُ تلاشى الزّمانُ .. فما مِن زمنْ!! و ذِكراكَ أَمْست وَطَن! فَرحماً لِمن في بُكاها اندفن!! | |
-9- ضلوعُك أوتار عود!! يدقُّ عَليها الوجود.. لحونَ الأنين ! وَ أنْتَ لصوتٍ خفيّ حَزين : | |
دعي الدمْعَ يُحْيينا فقدْ أَزِفَ الوَعْدُ --------------------- فإنّا تَرِبْنا يَوْمَ كَفَّننا الوَجْدُ رَمانا كليْنا في فلاتيْنِ مِنْ أسىً ---------------------فهانَ علينا مِنْ نوازِلِهِ البُعدُ!!* | |
و يرقصُ قلبُك لكنما.. عييٌّ على ضَعْفِهِ سقاءُ شَرايينه بالدما!! | |
-10- تُحِبُّ الربيع .. يُساقطُ منْ مُقلتيكَ النَّدى.. على مَهْمَهٍ عَاثَ فيهِ الظما و الصدى!! عرفتُكَ تعشقُ عُشباً يميلُ على ناظريْك.. إذا دَغْدَغَتْهُ كفوفُ النسيم! فَيَسْطُر في جانبيْكَ العبيرَ! و يأخُذُ طفلك منكَ كَسيرا فَيمسح عَنْ عَارضِيه التُّرابْ.. وَ يكسوهُما حُلَّتين كَنُورِ الصّباحْ.. فتخْرُج ضِحْكَاتُه كالصلاه!! مِن العابدِ الراهبِ المستكين.. تُغّرِّد في جبروتِ السّماءْ و تدفعه في مروج الزهورْ فيسرحُ يمرحُ لا يخشَ شيئا سوى جدتهْ.. إذا لوحت : "يا عليّ تعالْ؛؛" تخاف عليه أذى ركضتهْ.. و منْ شقوتِهْ!! | |
-11- محالْ "محااالْ" فأنتَ جميعُ الفصولِ سِواه!! ألا إنَّ حُزنَكَ صَيْفٌ لهيب!! و منهُ سكونُك قيظ رهيب!! و صمتكَ فَصْلُ شتاء أتى منْ خشوعِ القبور!! و في بردتيْكَ شتاءْ! و في كلِّ ظِفْر شِتَاء! و أنت شِتاء! "شِتاااااءْ" و حيثُ تُسافرُ يزدادُ نوحُ الحقول!! و تذبحُ كلّ الغصونِ لأجلكَ أورَاقها.. قرابين ذُعْرٍ لفصل الخريف!! | |
-12- وَ حينَ الرحيلْ.. و ردَّ الذي كانَ كالحصن دونَ قصوف الكلام!! و عانقني منهُ طرف كليل.. و قدْ أمسكَ الغرّ في قبضتيْهِ المضيَّ زمام!! " إلى أينَ أمضي! إلى أين أمضي!!! إلى حيثُ ألقى مآسيَّ ما ملتِ الانتظار!! " مضى ! |
عدل سابقا من قبل غسان في الجمعة 22 فبراير 2008, 11:29 pm عدل 1 مرات