ذاتَ حُلُم...
حِينَ تتهَاوى حُبَيْباتُ المَطَرِ زَخَّاتٍ زَخَّات
و تَمْتَلِئُ الْحَوَارِي و الطُّرُقَات
و يَتَبَلَّلُ فُسْتَاني كَطِفْلة...رَاقِصْنِي
عَلَى نَقْرِ قَطَرَاتِ المَطَر
و حَفِيفِ أَوْراقِ الشّجر
و تَهَادِي تَلابِيبِ ثَوْبٍ غَازَلَ نَسَائِمَ بَارِدة... رَاقِصْنِي
خُذْنِي إِلَيْك
طَيْفَ أُنْثَى...أوْ أُنثى سَحاب
ارْسُمْنِي شيئاً ...أوْ لا شيْء
اكْتُبْنِي حَرْفاً ...أَوْ نُقطَة
وَ عَلى هامِشِ الذّكرى...رَاقِصْنِي
إهْمِسْ لِصَبْرِي أَنَّكَ يوماً سَتُغْرِقُنِي في آسِ أنفاسِك
و أَنَّك ستَمْسَحُ صدَأَ عُقُودِ بَرْدٍ خَلَتْ
و أَنَّكَ ستُشْعِلُنِي دُونَ أَنْ أُعَاوِدَ الإنطفاءَ منْ جَدِيد بينَ دَقَّتَي بُعْدِكَ و قَدَرِي
و بِأَنَّ الحُزْنَ سيُغادرُ عَتَبَةَ بَابِي ولنْ يَزورها إلا لِماماً
تَلَمَّسْ شُقُوقَ وفَجَوَاتِ جِرَاحاتِي
المُتَعاظِمةِ التَّضارِيس
القاسيةِ الأجْواء
السَّابِحةِ فِي فلَكِ احتراق
و انفُثْ فِي رَمْضَاءِ الهَجير تَرَاتِيلَك
كيْ تَخْمَدَ أتونها و أَسْتَكين
إعْصِرْ مِنْ شِفاهِ اليَاسَمِينِ نبيذاً لأتْراحِي
و صُبَّ فِي الأقْداحِِ
كيْ نَثْمَلَ حَتَّى الصَّباح
و عَاقِرِ البَيْنَ
و الْعَنِ الحُدُودَ و َ الجَمَارِك
و أَغْدِقْ عَلَى القَوَانِين بتمتماتِ و طُقُوسِ الكهنة لِتُرْهِبَ حاشيّة الملك
ليسَ شعْوَذَةً لكنْ لِحاجةٍ فِي نفسِ بقايا طيفٍ قضاها
و اخْلَعْ عَنَّا وَقَارَ الأقلام
و حِشْمَةَ الوَرَق
إضْرِبْ عَرْضَ الحائطِ خَجَلَ الحُرُوف
و احْمِرَارَ خُدُودِ السُّطور
مزِّقْ أَزْرَارَ الحَكَايا
و شُقَّ قَميصَ الصَّبْر
ثُمَّ ضَعْ نظاراتٍ على قَلْبِك
و اقرأْ زعفَرَانَ الغُرُوبِ عَلَى وَجْنَتَيّ
تَرَجَّلْ عَنْ صَهْوَةِ القيود
و اقْطِفْ سَفَرْجَلَ الغِواية
تُمَّ لا تتوانى عنْ قضْمِ كَرَزِ بلْدَتِي
و حِينَ تَفْرُغُ من وَلِيمَةِ لِقَاء...رَاقِصْنِي
رَاقِصْنِي حينَ أَبْكِي...و حينَ أَضْحَك
حينَ أَرْضى... وَ حِينَ أَغْضَبْ
حينَ أَشتاقُ...و حينَ أَعْتَبْ
رَاقِصنِي فِي كلِّ حَالاتي
و إِنْ نادَتْ سَاعَةُ الرَّحِيل و طَوَيْنَا رقْصَةَ العُمُر
إطبَعْ قُبْلةً أُولَى على خَدِّ قَدَرِي و صَالِحْه
وَ ثَانِيةً على الخدِّ الآخر و صَادِقْه
ثمَّ الأَخِيرةَ على جبِينِه و برجوعكَ عِدْه
مَرِّغْ شِفاهَ الأيَّامِ عَلَى جَسَدِ الذِّكْرَى
لتَظَلَّ تِلْكَ الرَّقْصَةُ خَالِدةً للأبَد
خَلِّدْنِي اعتِباطاً
رقصةً
أَوْ قُبْلَةً
أوْ طَيفاً
و كُلَّمَا اشتَاقَتْ أَمَاكِِنُكَ لمُرورِ عِطْرِي
فقطْ
إِفْتَحْ صُنْدُوقَ الذِّكْرَيات
و أَخْرِجْ طَيْفِيَ العَابر
وَ رَاقِصْنِي
مع تحياتي
ملاك