أيقظه الجوع ... بحث في مطبخه .. لم يجد سوى كسرة خبز جافة متعفنة اضطر إلى أكلها وحمد الله ... اليوم أمسى بلاعمل ولانقود ... طرده صاحب العمل منذ أيام ... رفض أن يخدع المشترين ويغشهم ، لا لن يدلس ، لا لن يخدع أحدا ًولو مات جوعا ً لأن تقتله الأمانة جائعا ً خير من أن تحييه الخيانة متخما ً .
هرب من الضيق والجوع إلى النافذة . وقف ينظر إلى الخبز أمام البائعة فازداد جوعا ً ... راودته نفسه أن يشتري من البائعة بضعة أرغفة إلى أجل ، وعز عليه أن يفعل . وكانت يده العليا دوما ً مع تلك البائعة التي ترعى بناتها الأيتام . تراجع عن وسوسة الشراء إلى أجل ، وشغل نفسه بالنظر إلى صاحب سيارة فارهة بالجانب الآخر من الشارع ... سقط منه كيس تفاح يحمله بين يديه ... فتدحرجت منه تفاحة حمراء استقرت أمام بائعة الخبز فالتقطتها طفلتها الصغيرة ، وجعلت تنظر إليها في فرح طفولي ودهشة ...ربما هي تمسك لأول مرة تفاحة ً بيدها . أضحى وجه الطفلة يشع بالفرح ،ولم تلبث حتى رفعت التفاحة إلى فمها وهمت إلى قضمها بتهمة الحرمان ، لكن يد صاحب التفاح انتزعها بقوة ، ونهرها بغلظة ...!!تبدل وجه الطفلة ... غشيته خيبة أمل، وكساه الانكسار ، وكادت تبكي لكن أحتضان أمها لها كان أعجل من دمعها . آلمه الموقف ولم يقو على تحمله، فأغلق النافذة وبسط جسمه على الفراش مستجديا ً بالنوم دون طائل ، لم يكن الجوع هو الذي يطرد النوم عن جفونه هذه المرة بل وجه الطفلة الحزين المظلل بخيبة الأمل والانكسار ، أبى النوم أن يلمس جفنه فألقى الغطاء عنه ونهض وارتدى ملابسه وخرج على الرغم من هطول المطر . وجه الطفلة الكسير كان كل ما يشغله وينهش قلبه ... مضى في طريقه وتوقف عند محل لبيع الساعات أراد أن يبيع ساعته لكن ابتسامة ساخرة ذات معنى من صاحب المحل جعلته يأخذ ساعته ويمضي . فهم أن ساعته لاقيمة لها ، فلم يبقى سوى خاتم أبيه الفضي ... نزعه من إصبعه دون تردد وباعه . قالب في نفسه : عذرا ً يا أبي لأني أبيع هذا التذكار ، لكنك علمتني أن أضحي بالشيء العظيم رجاء لما هو أعظم !!
رجع إلى بيته وفي الطريق إشترى كيسا ً من التفاح الأحمر وتوقف عند بيت بائعة الخبز ، ونادى على الطفلة فخرجت إليه فوضع التفاح في يدها ، ونظرت الطفلة إلى التفاح في فرح طفولي وذهول ثم نظرت إليه وقالت :
من أين لك يا عم بكل هذا التفاح ؟!
قال : من السماء
نظرت الطفلة إلى ثيابه المبللة وقالت : وهل أمطرت السماء تفاحا ً اليوم ؟!
ضحك من كل قلبه ونسي جميع همومه وآلامه ومضى ولم يجبها . كان يشتهي أن يأخذ ولو تفاحة واحدة من الكيس . لكنه أبى إلا أن يكون كل التفاح للطفلة ، كان سعيدا ً على الرغم من آلام الجوع وتزاحم الهموم ...
وبعد أيام لقيته الطفلة وهو يهم بصعود السلم إلى بيته ، فهرولت إليه وسألته في لهفة: ياعم متى ستمطر السماء تفاحا ً؟!
نظر إليها في شفقة وحنان ودندن مع نفسه وهو يصعد السلم ، عسى أن يكون قريبا ً .. عسى أن يكون قريبا ً.
اعجبتني هذه القصة فاحببت نقلها لكم
حليم
هرب من الضيق والجوع إلى النافذة . وقف ينظر إلى الخبز أمام البائعة فازداد جوعا ً ... راودته نفسه أن يشتري من البائعة بضعة أرغفة إلى أجل ، وعز عليه أن يفعل . وكانت يده العليا دوما ً مع تلك البائعة التي ترعى بناتها الأيتام . تراجع عن وسوسة الشراء إلى أجل ، وشغل نفسه بالنظر إلى صاحب سيارة فارهة بالجانب الآخر من الشارع ... سقط منه كيس تفاح يحمله بين يديه ... فتدحرجت منه تفاحة حمراء استقرت أمام بائعة الخبز فالتقطتها طفلتها الصغيرة ، وجعلت تنظر إليها في فرح طفولي ودهشة ...ربما هي تمسك لأول مرة تفاحة ً بيدها . أضحى وجه الطفلة يشع بالفرح ،ولم تلبث حتى رفعت التفاحة إلى فمها وهمت إلى قضمها بتهمة الحرمان ، لكن يد صاحب التفاح انتزعها بقوة ، ونهرها بغلظة ...!!تبدل وجه الطفلة ... غشيته خيبة أمل، وكساه الانكسار ، وكادت تبكي لكن أحتضان أمها لها كان أعجل من دمعها . آلمه الموقف ولم يقو على تحمله، فأغلق النافذة وبسط جسمه على الفراش مستجديا ً بالنوم دون طائل ، لم يكن الجوع هو الذي يطرد النوم عن جفونه هذه المرة بل وجه الطفلة الحزين المظلل بخيبة الأمل والانكسار ، أبى النوم أن يلمس جفنه فألقى الغطاء عنه ونهض وارتدى ملابسه وخرج على الرغم من هطول المطر . وجه الطفلة الكسير كان كل ما يشغله وينهش قلبه ... مضى في طريقه وتوقف عند محل لبيع الساعات أراد أن يبيع ساعته لكن ابتسامة ساخرة ذات معنى من صاحب المحل جعلته يأخذ ساعته ويمضي . فهم أن ساعته لاقيمة لها ، فلم يبقى سوى خاتم أبيه الفضي ... نزعه من إصبعه دون تردد وباعه . قالب في نفسه : عذرا ً يا أبي لأني أبيع هذا التذكار ، لكنك علمتني أن أضحي بالشيء العظيم رجاء لما هو أعظم !!
رجع إلى بيته وفي الطريق إشترى كيسا ً من التفاح الأحمر وتوقف عند بيت بائعة الخبز ، ونادى على الطفلة فخرجت إليه فوضع التفاح في يدها ، ونظرت الطفلة إلى التفاح في فرح طفولي وذهول ثم نظرت إليه وقالت :
من أين لك يا عم بكل هذا التفاح ؟!
قال : من السماء
نظرت الطفلة إلى ثيابه المبللة وقالت : وهل أمطرت السماء تفاحا ً اليوم ؟!
ضحك من كل قلبه ونسي جميع همومه وآلامه ومضى ولم يجبها . كان يشتهي أن يأخذ ولو تفاحة واحدة من الكيس . لكنه أبى إلا أن يكون كل التفاح للطفلة ، كان سعيدا ً على الرغم من آلام الجوع وتزاحم الهموم ...
وبعد أيام لقيته الطفلة وهو يهم بصعود السلم إلى بيته ، فهرولت إليه وسألته في لهفة: ياعم متى ستمطر السماء تفاحا ً؟!
نظر إليها في شفقة وحنان ودندن مع نفسه وهو يصعد السلم ، عسى أن يكون قريبا ً .. عسى أن يكون قريبا ً.
اعجبتني هذه القصة فاحببت نقلها لكم
حليم