بعد السلام ورقيق الكلام..
أبدأ بالتعريف عن الذات..
أنا وأعوذ الرحمن من كلمة أنا..
مستبدةٌ كما يقال …
أعانق الدمار
أعانق السلام
وأعانق الحمام
والموت بالمجان..
وأرتحل مع المساء..
وأترك المكان
أترك الزمان…والأشخاص والألوان..
أزور الورود ..أحادثها وتبادلني الحديث..
فتشتكي لي رقتها من مرارة الأيام..
أواسي جمال الوردة بما أملك من جمال ..
عيون الورد إن تبكي فما من عزة تبقى...
تبكي الورود ..
ويستتر أريجها..
تبكي بنشاط...
تذبل بنشاط..
وتموت أيضا الورود بنشاط..
ولكن عندما تنهرني الورود تنهر دونما نشاط..
أغادر المكان بيأس لا يماثله يأس...
أتساءل ..
ألهذا خلقت الورود؟؟!!
لتشكي قسوةً للمعبود..
بخيبة أمل تجوفتني..
أردت أن أرى أحكم الناس - حسب ما يقال -
طرقت باب الكوخ..
كان يبدو ككوخ ورعٍ تقي..
او ككوخ فقير لا يملك قرش..
أوكان يبدو مثل كوخ حائكةٍ تسهر الليل لتخيط للملك أو خلفاء القصر...
قاطع تأملي الصامت غلظة صوت المجيب يقول..
أهل الطارق مستشير أم يبغى النحير؟؟!!
أجبت أريد ارضاء الضمير..
فتح الباب..
دخلت..
وكأنما معابد كتب...
أو مثل دستورٍ قديم...
حدثته وحدثني..
سألته وأجابني برصانةٍ وغلظة - بصراحة لم تعجبني -
أردت انتقاد طريقته..
ولكنه فاجأني بقولٍ منشود..
ودونما استعجال..
هل غلظتي تثيرك أم ضياع الأوطان؟؟
هل عظمتي تهيبك أم عظمة سلطان؟؟
أم حكمتي تجيرك من كلمة الطغاة؟؟!!
قال وقال كثيراً..لم أحفل لبعض ما قال..
وجرحني القول الآخر كخنجرٍ يطعن الصميم..
كان حواراً ساخناً..ملتهباً..ربما كان كالنار..
أحيا فيّ ثورة مخمدةً..
ولكن كان كمن قتلني في ثانية..
لقسوة ما قال أخافني...
فقد أماتني بالمجان..
وجعل لهيبي نبع ماءً ضخاخ..
حييته وأعلنت الوداع..
ودعت الكوخ وصمت الليل..
تركت خلفي قصة وكتاب ورحلة أزمان...
سرت في حيرة من أمري..
أأنا الغريب ؟؟
أأنا من تناقصت في نفسي النخوة وحب الأوطان..
أهل شعوري لامبالاة ولا حب ولا إحساس؟؟
حماسي أصبح ثورةً ..
وثورتي حماس..
عانقت نوارس السلام..
وزيتون السلام..
وأرض السلام..
ولكن لم أعانق ما قيل عن السلام.!!
ولم أرضى بتقبيل أكف السلام !!
وأصبحت على حافة الهاوية..
وعلى أطلال الموت بالمجان...
أن ألعن من كل الأطراف فهذا شيء بديهي..
وكل ذنبي أنني لم أؤمن بما قيل عن السلام في زمن الموت بالمجان..