ذات ليل...
أرض كسها بياض الثلج....
والرياح الهادئه البارده..
وانوار الشوارع الخافته.....
والناس نائمه...
وانا.. ومعطفي.. والمظله ...
نتمشى على ارصفه تلك العاصمه.....
فلا صوت ولا أنين...
غير صوت المطر مختلط بقطع الثلج ...ومتساقطاً ...فوق مظلتي....
الوقت متأخر... بعض الشيء....
خطوات تائهه .. متخبطه .. على رصيف الثلج...
احيانا متسارعه .. واحيانا هادئه....
حسبتها ل طفل تائه..
يبحث عن أحضان أمه الدافئه....
تسارعت خطواتي ... للحاق به....
فربما ابتعد ... وربما سقط من التعب.....
اختفت الخطوات .. امام مظله لاحد المحلات..
سله مليئه ب ألوان الورود .....
وفتاه تضع قبعه البرد ...
فتاه بياضها بياض الثلج ...
إزهرت وإحمرت خيدها من شده البرد....
وتجمدت شفتيها الحمراء... من بروده الجو....
كانت مرتميه على ذاك الكرسي ...
وغائبه عن الوعي.....
كانت منهكه .. ومتساقطه ...كما اوراق الخريف...
من شده التعب ..والبرد...
إنها
بائعه الورد
ففي رقتها وجمالها جمال ورقه اجمل من جمال و رقه ذاك الورد الذي تتجول به.. وتحمله في سلتها...
سرقت جماله ... سرقت رونقه ... سرقت رقته ... سرقت عذوبته ونقائه....وطفولته
فإن رأيتها... ذكرت ربك وقلت...
إلهي كيف ل ورده أن تبيع ورده ...
فعلا فكيف ل ورده ان تبيع أختا لها...
ولكن ...
هذا هو فقر الحال .... وضعفه...
أجبرها على بيع شقيقاتها .... من الورد...
سقطت تلك الفتاه.... بعد ان اجهدها يومها الشاق....
وذبلت تلك الورود التي بسلتها..... بعد ان لذع بتلاتها....صقيع الثلج
فما كان لي إلا...
أن احمل ذاك الجسد الطاهر..... على ذراعي واغادر....
عائد بها الى شقتي ..
وضعتها على أريكتي البيضاء ...
وبلحافي الدافئ الاسفنجي... غطيت جسدها البارد الناعم...
اشعلت مدفأتي ... وسخنت قهوتي....
وامسكت بريشتي ... لأرسمها...
وكنت أترقب صحوتها ...
وأخير.. هاقد صحت.....
واذا بي استيقظ من حلمي
بائعة الورد ..............
******
من اجمل الـــ قصائد
تحياتي
تحياتي