لم أعتد على أن يكون أحدهم صادقاً معي...
لم أعتد أبداً أن تفتح لي أبواب السعادة على مصراعيها
لم تمارس الحياة معي طيبتها...
لم تمارس إلا قسوتها...
فلماذا الآن وبعد أن اعتدت على الألم
بعد أن اعتدت على الندم
لماذا الآن...
لماذا تبدو وكأنها جنتي
لماذا تهيء لي الحب وفرحي!!؟
لماذا عليَّ أن أصدق أنها حقيقه!!؟
وهل يعقل أن أجد الطيب بعد كل هذه الغيبه...
هل عليَّ أن أصدق أن الأرض ما زالت تحمل في طيَّاتها الخير والطيَّب...
وأنها تحمل على سطحها شخصاً طيَّب...
لماذا...لماذا الآن؟؟
لقد اعتدت أن أجد الجمال المزيَّف في وجه كل من أقابل...
اعتدت على..الكذب..الزِّف..الباطل..والخيانه
فلماذا اليوم يأتي من يحمل عكس ما اعتدت عليه!!؟
لماذا الآن..؟وأين كان..؟
انتظرته منذ زمن...ولم يأتي إلا في وقت الفتن...
في الوقت الذي ما عدت أستطيع أن أفرِّق بين...
الخطأ والصواب...بين الصادق والكذاب...
بين الخيانة والوفاء...بين الحب والعداء...
لن أقبل أن أعيش الفرح معه!!
لأنّي أعلم جيداأنني لن أكمل العمر معه...
سوف يأتي اليوم ويذهب...
ويتركني بعدها لأتعذّب...
أو أن الحياة بقسوتها ستتذكرني...
لتعود إليَّ وتخطف الفرح منّي...
لن أسمح للحياة أن تلعب بي...
سوف أحتمل القسوة وعذابي...
لأنني أعلم عدم قدرتي على صدمةٍ جديدة...
فأنا أعلم أنني اليوم هشَّةٌ لدرجةٍ كبيرة...
فكلمةٌ تستطيع أن تلغي وجودي...
أن تسقطني أرضاًً دون حراك...
دون أن أستطيع الوقوف مجدداً...
لا أريد أن أكون دميةً للظروف..لا أريد..لا أريد...
أرجوك أيها الطيًّب ارحــــــل...
ارحــــــل عن مدني..دعني وشأني..دعني لوحدتي...
اتركني لذكرياتي المؤلمة..في مدني المظلمه...
اتركني في مدن الدخان والرماد..في مدن السراب والضباب...
فقد اعتدت على أجوائها...
اعتدت على سوادها وبؤسها...
اتركني و ارحــــــل أرجوك...
فأنت لا تستحق إلا الهناء...
وأنا لا أهب إلا العناء...
ارحل عن مدني...
...ســــــيــــــدي أرجــــــوك ارحــــــل