كتاب مواقف ( أنيس منصور )
أوصى هذا الرجل قبل أن يموت بأن يكون قبره بلا أسوار . لماذا ؟
لعلها آخر نكته أطلقها لأنه ما الذى يخافه الميت ، أو ما الذى يخافه أهل الفقيد ؟!
ولكن الشعب الذى أسعده هذا الرجل طويلا ، قد أعاد بناء قبره وجعل له أسوارا وحديقة ، وهو القبر الوحيد الذى يزوره الناس ويتكلمون ، وكلما جلسوا اطول ضحكوا أكثر ، إنه قبر جحا .. الذى يصادف اليوم مرور سبعة قرون على وفاته ، عن ستة وسبعين عاما !
إشتريت كتابا لجحا لتسلية الصيام ، وجلست على مقهى : أمامى الفسفور الجميل ، ووراءنا الحديقه التى أقيمت على ردم الفسفور ، وجحا إسمه نصر الدين خوجه ، وخوجه يعنى المدرس ، فقد كان مدرسا وكان يطبق مبادىء الدراما الإغريقيه فى أن الضحك يؤدى إلى تطهير النفس ، وعاش جحا على أيام القائد المغولى تيمور لنك .
وجحا هو اول من قال : أنه فى عصر الطغيان لا شىء ينعش الإنسان مثل الضحك ، وشر البلية ما يضحك .. والطير يرقص مذبوحا من الألم ..
ويقال أن تيمور لنك دعاه إلى الغذاء معه أياما كثيره ، وسأله : هل تعجبك هذه الشوربه ؟ فقال جحا : طبعا .. وكان تيمور لنك قد ضاق بها فأمر بألا توضع أمامه ثم سأل جحا : ما رأيك فى الشوربه ؟ فقال جحا : سيئة تماما ، وإندهش تيمور لنك من هذا الموقف المتناقض فقال جحا : سيدى إننى أطيعك أنت ولا أطيع الشوربه !
وقد نسبت إلى جحا ألوف النكات فى مصر وفى بلاد الشرق الأوسط .. والهدف واحد ؛ أن يرسم إبتسامه على وجهك ، فالدنيا كئيبه ( هكذا شعب مصر )
شكــــــــــــــــــــرا