إهداء
[color=darkred][color:138c=royalblue:138c]إلى كل شهيد سقط فوق تراب فلسطين .. من أجل إعلاء كلمة الحق في فلسطين .. إلى كل صامد مرابط في أرضها .. لا سلاح له إلا إيمانه .. ولا معين له إلا ربه .. إلى كل شجرة زيتون .. وكرمة عنب .. ورصيف صبر .. وزهرة برتقال .. فأنتن اللواتي تحدبن على أهلنا وتحنون على من يلجأ إليكن .. حنو المرضعات على الفطيم .. إلى كل من يحب فلسطين .. إلى من يحرث الأرض ويزرعها ليربي بنتاجها شبابها المجاهد .. إلى كل من غرس في قلوب أطفاله .. حب الأرض والحنين إلى الوطن .. إلى أعقاب الكنعانيين العماليق الجبارين .. وإن في فلسطين قوما جبارين .. إلى الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم هدى .. وجاهدوا لإرجاع وطنهم حق الجهاد .. واجتهدوا ليقودوا شعبهم إلى سبيل الرشاد .. فغيظ العدى .. وقعدوا لهم كل مرصد وحاصروهم في كل شعب فما استكانوا ولا هانوا .. لا نسميهم فاسمهم منقوش على صفحة كل قلب ..
قصة شهيد
[color=royalblue]أنا المعجون من حناء هاذي الأرض
من ملح التراب الحر
* * *
أمَي أيقظتني مرة
مرة فـي الفجر
يا أيها الولد الشقي
حلمك بانتظارك
قم بني .. قم
إني رأيتك في المنام حمامة بيضاء
تزهو في فضاء السيد الأقصى
فتحت جناحيها مرفرفة
فاهتز شباك على مسرى النبي
* * *
يا أيها الولد الشقي
قم بني
قـم تأخرت .. الحقيبة بانتظارك
دفتر الإملاء
درس التين
درس التين والزيتون
آلاف العيون
وصدى النشيد المدرسي
* * *
لو كنت فولاذاً
وضلعـي من نحاس
كنت ذوبني الرصاص
أنا القصاص
أنا الخلاص
* * *
صوتي صورتي
مدى الطلقات
أنا المذبوح جهراً معلناً نـزفي
أنا المسفوح دمي
عـلى كل الفضائيات
* * *
أنا المعجون من حناء هاذي الأرض
من ملح التراب الحر
أنا الوجع الفلسطيني
أنا الوجع الفلسطيني
[color:138c=green:138c]* * *
القدس
هي مدينة ليست ككل المدن .. هناك وجه آخر للمكان .. وهناك ثمة جسر يصل الأرض بالسماء .. وثمة نهر متدفق من الطهر .. ونور مسافر في قلوب الغائبين .. يلقي بظلاله على الحجارة والمساكن والأسماء .. فمنذ إسراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. أصبحت القبلة الأولى للمسلمين .. توجهوا إليها بقلوبهم .. قبل أن يعرفوها بأجسادهم .. وسكنت فيهم قبل أن يسكنوها .. ففي كل شبر وفي كل زاوية .. بركة ورفقة وجمال .. مآذن تحتفي بنشيد السماء .. وقباب تسافر عبر ممرات الارتقاء .. ومحاريب لا تشير بوصلتها إلا إلى الطهر .. ومصاطب تعانق ذكرى الأوفياء ..
زهرة المدائن
لأجلك يا بهية المساكن يا زهرة المدائن
يا قدس يا قدس يا مدينة الصلاة
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
و تمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراء يا درب من مروا إلى السماء
عيوننا إليك ترحل كل يوم وإنني أصلي
الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان
لأجل من تشردوا
لأجل أطفال بلا منازل
لأجل من دافع وأستشهد في المداخل
وأستشهد السلام في وطن السلام
و سقط الحق على المداخل
حين هوت مدينة القدس
تراجع الحب وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب
الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان وأنني أصلي
الغضب الساطع آتٍ وأنا كلي إيمان
الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان
من كل طريقٍ آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي
سأدق على الأبواب وسأفتحها الأبواب
وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية
وستمحو يا نهر الأردن أثار القدم الهمجية
الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
وسيهزم وجه القوة
البيت لنا والقدس لنا
وبأيدينا سنعيد بهاء القدس
بأيدينا للقدس سلام آتٍ
في الضفة لي أطفال سبعة]أصغرهم يرضع تاريخه أوسطهم اسمه جيفارا
أكبرهم ثائر في الضفة
* * *
يا كل العالم فلتعلم .. أطفالي اليتم
زرعوا الحقل وروداً حمرا
بسواعدهم حصدوا الخير
* * *
أطفالي وامرأتي وأنا
اصرخ .. نصرخ
فليمسي وطني حرا
فليرحل محتلي .. فليرحل
* * *
يا كل العالم فلتعلم
وطني مسبي لكني الطلقة
وحجارة أطفال الضفة كالطلقة
كالمدفع ..
هل تسمع .. هل تسمع
* * *
لينا كانت طفلة .. تصنع غدها
لينا سقطت لكن دمها
كان يغني ..
للجسد المصلوب الغاضب
للقدس ويافا وأريحا
للشجر الواقف في غزة
للبحر الميت في الأردن
للجسد الغاضب في الضفة
* * *
يا نبض الضفة لا تهدأ
أعلنها ثورة ..
حطم قيدك .. اجعل لحمك
جسر العودة ..
* * *
فليمسي وطني حرا
فليرحل محتلي .. فليرحل
* * *
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي ولمسة أمي
وتكبر فيّ الطفولة
يوماً على صدر أمي
وأعشق عمري لأني إذا مت
أخجل من دمع أمي
* * *
خذيني إذا عدت يوماً
وشاحاً لهدبك
وغطي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدي وثاقي بخصلة شعرٍ
بخيط يلوح في ذيل ثوبك
* * *
ضعيني إذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك
وحبل الغسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
* * *
هرمت فردي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير
درب الرجوع لعش انتظارك ..
دم الشهيد
بالأخضر كفناه
بالأحمر كفناه
بالأبيض كفناه
بالأسود كفناه
* * *
لا الريح تحاسبنا إن أخطأنا
لا الرمل الأصفر
لا الموج ينادينا إن خفق النوم بأعيننا
والورد إحمر
* * *
يا دمه النازف إن كنت عذابا يوميا
لا تخضر
يا دمه النازف إن كنت عذابا يوميا
لا تصفر
* * *
يا دمه .. يا دمه .. يا دمه
قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ
إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
فكُنْ شجراً
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
فكُنْ حجراً
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
هكذا قالت امرأةٌ
لابنها في جنازته
أجمل الأمهات
أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها
أجمل الأمهات التي انتظرته
فعاد مستشهدا
فبكت دمعتين ووردة
ولم تنزو في ثياب الحداد
* * *
لم تنته الحرب .. لكنه عاد
ذابلة بندقيته .. ويداه محايدتان
* * *
أجمل الأمهات التي عينها لا تنام
تظل تراقب نجما يحوم على جثة في الظلام
* * *
لن نتراجع عن حبِّنا
للجبال التي شربت روحه
فاكتست شجراً جارياًً
نحو صيف الحقول
* * *
صامدون هنا ..
قرب هذا الدمار العظيم
وفي يدنا يلمع الرعب .. في يدنا
في القلب غصن الوفاء النضير
صامدون هنا ..
باتجاه الجدار الأخير
شهيد من جنين
كالطود يشمخ نورسي
اسمه الشهيد
صبت يداه الموت فوق رؤوسهم هنا .. وهنا
وهناك كأنه زحف عرمرم من جذور السنديان
هربوا خفافيشاً صراخهم عويل
باسم القدير نموت .. نحيا
نكتب الزمن الجديد
بدمائنا .. بصمودنا .. بعظامنا
يأتي لنا النصر الأكيد
فليعلموا أن المخيم صامد .. متجذر
في كل ثانية تلاحقهم .. تعود
ويظل الشهيد هو الشعاع
ويظل الشهيد هو الوصية
وتظل تحييه الشهادة
كي تظل لنا القضية