البارحة سهرت مع قلم معتكف في ظل هدوء ليلة تحتفل بنصف قمر ... بصمت عميق يربكني بضوضاء تطغى على قدرة الكلمات على التحليق ...
أضع القلم جانبا و أستسلم لنظرة الصمت التي تروي كل الحياة ...
غريب كيف تشدنا أحيانا أنصاف الأشياء ...
و أتساءل ترى هل ما يشدنا هو النصف الظاهر أم النصف الذي لم نره بعد ؟!
لقد عشقت دوما شكل القمر مكتملا ، و كنت أعزو ذلك لطبعي الحاد الذي يفضل رؤية الصورة الكاملة للأشياء ... للأحداث ... للأشخاص ... و لنفسي أيضا!
كنت أعزوه لوضوحي في التعامل مع الآخرين ، لكرهي للصور المزيفة و الإلتفاف حول الحقائق و الطرق غير المباشره ، و لشكي بالكلمات التي لا تغلف بالأفعال !
لماذا إذا الآن يشدني نصف القمر؟!
بقدر ما يمنحني القمر كاملا الشعور بالأمان ....
يخلق نصف القمر انتفاضة عارمة في داخلي ...
انتفاضة النصف الآخر!
النصف الملموس من وطني ...
النصف الملموس من أحلامي ...
النصف الملموس من مشاعري ...
النصف الملموس من فكري ...
النصف الملموس من قصتي مع الحب ...
النصف الآخر مني و من الحقيقة!
في هذه اللحظة فقط أدركت أن لا وجود للصور الكاملة في الحياه.
فلكل شيء نصف آخر ... حتى القمر مكتملا! :xzvc: