حقق منتخب مصر الوطني فوزا صعبا على نظيره الرواندي بثلاثة أهداف في المباراة التي جرت بين الفريقين مساء الأحد على استاد الكلية الحربية في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثالثة للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
أحرز أهداف منتخب مصر محمد أبو تريكة هدفين في الدقيقتين 65 و93 ، وأضاف حسني عبد ربه هدفا من ركلة جزاء في الدقيقة 77.
بهذه النتيجة يرفع منتخب مصر رصيده من النقاط إلى أربع نقاط يحتل بها المركز الثاني في المجموعة خلف الجزائر المتصدرة بسبع نقاط ، ولكن المنتخب المصري فشل في تعويض فارق الأهداف الكبير الذي يتمتع بها المنتخب الجزائري حتى الآن (+4) ، باعتبار أن "حسبة برما" تشير إلى أنه حتى لو حقق المنتخب المصري الفوز في باقي مبارياته على رواندا في كيجالي وعلى زامبيا في لوساكا ، وعلى فرض فوز الجزائر في مباراتيها المقبلتين على رواندا وزامبيا في الجزائر ، فإن الفريق المصري سيدخل مباراته الأخيرة في القاهرة أمام المنتخب الجزائري وهو في حاجة إلى الفوز ، وبفارق الأهداف الذي يؤهله لتخطي المنتخب الجزائري ، علما بأن المنتخب الجزائري ما زالت لديه الفرص الأفضل ، سواء لكون المباراتين المقبلتين له على أرضه ، أو من حيث أنه سيكون قادرا على زيادة فارق الأهداف أكثر مما هو عليه الآن!
على أي حال ، فالفوز الذي حققه منتخب مصر على رواندا كان أفضل الخيارات السيئة ، لأن "الفراعنة" قدموا واحدا من أسوأ عروضهم ، وظهر لاعبوه بعيدين تماما عن مستواهم فنيا وبدنيا ، لدرجة أن الهدف الأول لم يأت إلا بصعوبة بالغة في الدقيقة 65!
بدأ المنتخب المصري المباراة مهاجما برأسي حربة هما محمد زيدان ومحمد أبو تريكة ، وسعى اللاعبون إلى إحراز هدف مبكر يساعدهم على إنهاء المباراة برصيد جيد من الأهداف ، ولكن بدا منذ البداية عدم جاهزية معظم لاعبي الفريق المصري بدنيا وفنيا ونفسيا ، فأهدر لاعبوه تباعا كافة الفرص التي لاحت لهم وعلى رأسهم محمود فتح الله ووائل جمعة وزيدان.
وفي المقابل ، اكتسب منتخب رواندا ثقة كبيرة بمرور الوقت وتراجع مستوى المنتخب المصري تدريجيا ، فبدأ في تهديد مرمى عصام الحضري في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط ، لدرجة أن لاعبه هارونا أهدر هدفا مؤكدا هو الأخطر من الفريقين في الشوط الأول عندما انفرد بمرمى الحضري ولكنه وضع الكرة فوق العارضة.
واضطر حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري في نهاية الشوط إلى إخراج لاعبه محمد شوقي لإصابته بشد في العضلة الخلفية ، وأشرك بأحمد رءوف بدلا منه ولم يفعل شيئا مثله مثل باقي زملائه من المهاجمين الأساسيين!
وفي الشوط الثاني ، تحسن أداء المنتخب المصري "قليلا" ، وواصل اللاعبون إضاعة الفرص العشوائية التي لاحت لهم ، إلى أن جاء الفرج في الدقيقة 20 من هذا الشوط برأس أبو تريكة ، وبعد دقائق من خروج زيدان "أسوأ لاعبي فريق مصر في المباراة" ، ونزول أحمد عيد عبد الملك بدلا منه ، حيث تلقى تريكة كرة عرضية متقنة من أحمد المحمدي في الجهة اليمنى سددها برأسه ببراعة على يسار الحارس الرواندي ، ليتوجه أبو تريكة إلى الجمهور مرددا "حسبي الله ونعم الوكيل" ، على الرغم من أنه كان من الأجدر به وبباقي اللاعبين إحضار الكرة بسرعة من المرمى لتأكيد طموحهم في إحراز أهداف أخرى!
وبعد الهدف ، يهبط الأداء المصري دون مبرر في ظل أداء أكثر هبوطا من الفريق الرواندي المتواضع ، ويبدو المنتخب المصري مفتقدا للشراسة الهجومية وكأنه يلعب على الثلاث نقاط فقط ولا يعرف أن هناك "معركة" في المجموعة على فارق الأهداف!
وفي الدقيقة 70 يأتي الفرج بقرار من الحكم النيجيري باحتساب ركلة جزاء لصالح أحمد رءوف بعد أن ظن الحكم أن رءوف تعرض للعرقلة من حارس المرمى الرواندي أثناء انفراد المهاجم المصري بالمرمى ، ويسدد عبد ربه ركلة الجزاء بثقة على يمين الحارس محرزا الهدف الثاني ، ويتوجه حسني أيضا إلى الجمهور وكأنه يريد أن يقول شيئا!
وتكاد المباراة تنتهي عند هذا الحد ، خاصة مع استمرار هبوط الأداء المصري على الرغم من طرد لاعب من الفريق الرواندي لحصوله على إنذار ثان ، لولا أن جاء الهدف الثالث في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع بهجمة مرتدة من جهة اليمين قادها أحمد عيد عبد الملك ويمرر كرة عرضية متقنة إلى تريكة على طريقة هدفيه في مرمى كوت ديفوار والكاميرون في بطولة أمم أفريقيا عام 2008 ولكن "بالمقلوب" فيسددها الأخير بقدمه اليسرى على يمين الحارس ، وتنفجر الجماهير فرحا بالفوز الصعب الذي جاء بعد أداء سيء للاعبين مجهدين من تتابع المباريات والبطولات والمشكلات ، فضلا عن الغيابات والإصابات.